أعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الخميس، عن تقديم بلاده دعما بـ 30 مليون جنيه استرليني للاجئين في الأردن، مؤكدا استمرار بريطانيا بدعم الأردن الذي يعمل في تحسين الوضع الإقليمي.
وقال كليفرلي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي في عمان، إن العالم يعترف بالضغط الذي يواجهه الأردن بسبب استضافة اللاجئين.
وقال “سعيد بعودتي لزيارة الأردن، هذه أول رحلة لي للأردن بصفتي وزيراً للخارجية، ولكنني زرت الأردن قبل ذلك، هذا البلد الرائع، في دوري عندما كنت وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.
وأضاف “بريطانيا تعتبر الأردن واحدة من أقرب الدول الصديقة على مدى التاريخ، وحليف جيد، ولدينا تاريخ طويل يمتد إلى أكثر من قرن، وتتجلى قوة العلاقة في العديد من المستويات” لافتاً إلى أن العائلات المالكة في البلدين تعرف بعضها جيداً.
وسجل كليفرلي امتنان الشعب البريطاني الحضور الملكي لجنازة جلالة الملكة إليزابيث الراحلة، والمشاركة في احتفال تتويج جلالة الملك تشارلز.
وهنأ كليفرلي المملكة بمناسبة عقد قران سمو ولي العهد الشهر الماضي.
وأكد كليفرلي عمق الروابط التي تجمع البلدين، وقال “أقدر آراء وخبرة صديقي وزير الخارجية عندما أتخد قراراتي المتعلقة بالمنطقة”.
وأكد أهمية الدور الذي يلعبه الأردن باعتباره فاعلاً في صنع السلام، مقدراً الجهد الذي يقوم به جلالة الملك عبدالله الثاني من أجل التقدم في مسار السلام والأمن الإقليمي، ومؤكداً دعم المملكة المتحدة للإجراءات التي يتخذها الأردن لمحاولة تحسين الوضع الإقليمي، وحماية الأردنيين وكل من يعيش على الأراضي الأردنية.
وقال كيلفرلي “ركزت محادثاتنا على رغبتنا المشتركة في رؤية حل الدولتين يمضي بشكل سلمي ومستدام ليعيش الفلسطينيون والإسرائيليون بسلام وازدهار”، مؤكداً استمرار العمل مع المملكة من أجل الوصول إلى هذا الهدف.
وأشاد كليفرلي بالوصاية الهاشمية على المقدسات، وبالدور الذي يقوم به الأردن في الرعاية والوصاية على الأماكن المقدسة من خلالها، مؤكداً دعم جهود الأردن في جمع الأطراف لوضع خارطة طريق لتحقيق السلام الذي هو مصلحة مشتركة للجميع.
وأشار كليفرلي إلى أن الأردن ولسنوات طويلة وعديدة، وعقود من الزمن كان موطناً لعدد كبير من اللاجئين في المنطقة، يمثلون جزءاً كبيراً من السكان في الأردن، وإلى أن الأردن يستضيف عدداً كبيراً من اللاجئين مقارنة بالدول الأخرى، وقال “نحن نعرف كل هذه التحديات التي تواجه الأردن والاقتصاد الأردني، والبنية التحتية في الأردن”، ومؤكداً استمرار بريطانيا في تقديم الدعم الدائم وطويل الأمد للأردن.
وقال كليفرلي إن أفضل طريقة لحل أزمة اللاجئين والتحديات التي تواجه الدول المضيفة، هي التأكد من أن تصبح الدول التي أتى منها اللاجئون آمنة، وأن يتمكن اللاجئون من العودة إلى بلادهم وموطنهم، وأضاف “هذا هو الحل فيما يخص سوريا بالذات”.
وأضاف “أنا أدرك رغبة الدول العربية في إيجاد السلام والاستقرار في سوريا، حتى يتمكن كل السوريين المشتتين في المنطقة من العودة إلى بيوتهم وإلى بلادهم”.
وتابع كليفرلي “أنا سعيد جداً بأن حجم التجارة في الأردن قد ازداد كثيراً مع الاتفاقية الجديدة للتجارة المبرمة بين بلدينا، وسوف نستمر بالعمل مع الأردن من أجل بناء اقتصادها، ومن أجل أن نتأكد أن المستقبل أمام الأردنيين، خاصة الشباب، سيكون ممتازاً ومزدهراً”.
وأشار كليفرلي إلى أنه التقى اليوم بمجموعة من الرياديين الرجال والنساء، الذين شاركوا في عدد من المشاريع المهمة، التي تدعم الرؤية الاقتصادية الأردنية 2033، ومجموعة من رؤساء الشركات الناشئة في مجال الإنتاج الغذائي، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الرقمية، لافتاً إلى أن الدعم المتواصل من بريطانيا في تثقيف وتعليم الأردنيين الشباب قد أوتي ثماره.
وقال “هذا الازدهار المشترك سيكون العلامة المميزة لعلاقتنا القوية وطويلة الأمد، وهذا هو نتاج الصداقة بين عائلاتنا المالكة، والتنسيق بين حكومتينا”.
ويشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الأردن وبريطانيا ارتفع العام الماضي إلى 210 مليون دينار أردني، بزيادة في حجم الصادرات الأردنية إلى بريطانيا بنسبة 162% مقارنة بعام 2021.