واستقبل الصفدي، كليفرلي، في اجتماعٍ بحث جهود تعزيز العلاقات التاريخية المتينة بين المملكتين في كافة المجالات، وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وجهود حل الأزمة السورية، وأزمات اللجوء وتبعاتها.
وأكد الوزيران الحرص المشترك على تعزيز التعاون الاقتصادي، والتجاري، والدفاعي، والأمني بين الأردن والمملكة المتحدة، واستعرضا فرص التعاون في المجالات التقنية، والاستثمارية، والتنموية، والاقتصادية، والتجارية، والدفاعية، والأمنية، وفي جهود مكافحة الإرهاب.
وثمّن الصفدي الدعم الذي تقدمه المملكة المتحدة لبرامج التنمية الاقتصادية في الأردن، ولمساندته في مواجهة آثار الأزمات الإقليمية، والدعم الذي أعلنته المملكة المتحدة لبرنامج الأغذية العالمي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بمقدار 30 مليون جنيه استرليني.
وأكد كليفيرلي أهمية الدور الأردني الرئيس، الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني في حل الأزمات الإقليمية وتعزيز الأمن والاستقرار.
وفي تصريحات صحافية مشتركة بعد المباحثات، قال الصفدي إنه أجرى ونظيره البريطاني حواراً شاملاً معمقاً أكد مركزية علاقات الشراكة والصداقة الاستراتيجية التي تربط المملكتين.
وأكد تميز العلاقات الأردنية البريطانية على جميع المستويات، لافتاً إلى العلاقة بين العائلتين المالكتين في البلدين، وعلاقات التعاون المتنامية بين الحكومتين، وعلاقات الصداقة التي تربط الشعبين.
وزاد الصفدي “تاريخياً المملكة المتحدة هي شريكنا الأقدم وهي أحد أهم شركائنا، نعمل معاً انطلاقاً من رغبة مشتركة في تطوير التعاون في مختلف المجالات”. وثمن الصفدي الدور الذي تقوم به المملكة المتحدة في دعم مسيرة التنمية في المملكة، وفي مساعدتها على تحمل تبعات الأزمات الإقليمية التي تنعكس عليها وعلى اقتصادها.
وقال الصفدي أنه اتفق وكليفري على الاستمرار في العمل على تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية، والاستثمارية، والسياحية، والتعليمية، وفي مجالي الدفاع والأمن.
وقال “الشراكة مع المملكة المتحدة عميقة وقديمة، مؤثرة وفاعلة، ونحن مستمرون في تطويرها في إطار حرصنا المشترك على تعزيز الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وشكر الصفدي المملكة المتحدة على قرارها تسهيل عملية منح تأشيرات الدخول للمواطنين الأردنيين عبر توفير التأشيرة إلكترونياً.
وفي الشأن الإقليمي، قال الصفدي “تحدثنا اليوم بشكل معمق حول القضايا الإقليمية، وكان التركيز على القضية الفلسطينية، مشيراً إلى تثمين موقف المملكة المتحدة الداعم لحل الدولتين “الذي نتفق وأصدقاؤنا في بريطانيا على أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل، الذي يشكل ضرورة لأمن واستقرار المنطقة، وحاجة دولية.
وأضاف الصفدي “نعرف صعوبة التحديات التي تواجه جهود إعادة إطلاق مفاوضات حقيقية للتقدم نحو حل الدولتين”، لكنه أكد ضرورة وقف كل الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية التي تقوض حل الدولتين، وبالتالي تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل، بما في ذلك الاستيطان وتوسعته ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين من بيوتهم.
وأكد الصفدي خطورة استمرار الأعمال الاستفزازية في المسجد الأقصى المبارك/الحرم الشريف، محذراً من أن هذه الإجراءات لا تسهم إلا في زيادة التوتر، وتصعيد التدهور.
وأدان الصفدي اقتحام متطرفين إسرائيليين المسجد الأقصى المبارك، وممارسة طقوس دينية فيه في عمل استفزازي وخرق للقانون الدولي، مؤكداً أن المسجد الأقصى المبارك / الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين.
وشدد الصفدي على أن وقف التدهور، وإيجاد أفق سياسي، والتقدم نحو تحقيق السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد الذي يخدم المصالح المشتركة للجميع. وزاد “السلام خيار استراتيجي لنا، طريق هذا السلام هو حل الدولتين، هذه الإجراءات وهذه الاستفزازات تهديد واضح لحل الدولتين، وبالتالي لا بد من وقفها حتى نصل إلى هذا السلام الذي نريده ونحتاجه جميعاً”.
وأكد الصفدي أن المملكة الأردنية الهاشمية مستمرة في بذل كل جهد ممكن لوقف التدهور، ولحماية حل الدولتين، وبالتالي حماية حقوق المنطقة وشعوبها، والعيش بأمن وسلام واستقرار.
وفيما يتعلق بقضية اللاجئين، قال الصفدي “تحدثت ومعالي الوزير أيضاً عن العبء الذي يتحمله الأردن نتيجة استضافة أعداد كبيرة من اللاجئين، بالتحديد تحدثنا عن تراجع الدعم الدولي للاجئين السوريين والمنظمات الأممية التي تعنى بهم”.
وثمن الصفدي الدعم الذي نقدمه بريطانيا للاجئين وللمنظمات الدولية التي تعمل من أجل توفير العيش الكريم لهم.
وقال الصفدي إن المملكة تجاوزت طاقاتها الاستيعابية، “ولن نستطيع أن نستمر في تقديم الخدمات الضرورية لتوفير العيش الكريم للاجئين، إلا إذا التزم المجتمع الدولي بمسؤولياته وقام بما عليه فعله”.
وأضاف الصفدي “توفير العيش الكريم للاجئين هو مسؤولية جماعية، المجتمع الدولي، يقدم ما عليه والدول المستضيفة تقدم ما عليها، نحن في الأردن قمنا بكل ما هو ممكن لتوفير العيش الكريم لأشقائنا السوريين، نحو 1،300،000 شقيق منهم، لكن تراجع الدعم الدولي وإعلان منظمات أممية، مثل برنامج الغذاء العالمي، وقف مساعداته سيزيد من معاناة اللاجئين”.
وزاد “أقولها بكل بصراحة أن مسؤولية هذه المعاناة هي مسؤولية هذه المنظمات، ومسؤولية من قصر في توفير الدعم لهم، وليس مسؤولية الأردن”.
وأكد الصفدي بأن مستقبل اللاجئين هو في بلدهم، وبالتالي يجب أن نعمل من أجل توفير الظروف التي تتيح العودة الطوعية لهم إلى بلدهم، وهذا جزء من الجهد الذي نقوم به في المملكة وبالتعاون مع الأشقاء في الدول العربية والمجتمع الدولي، مشيراً إلى “أن هذا كان محط جهودنا المكثفة في الفترة الماضية”.
وقال الصفدي بأنه أطلع نظيره البريطاني على الجهد الذي يقوم به الأردن وبالتعاون مع الأشقاء في الدول العربية من أجل إيجاد مسار سياسي يأخذنا باتجاه حل الأزمة السورية، ومعالجة كل تبعاتها الأمنية والإنسانية والسياسية، وبما يتيح العودة الطوعية للاجئين.
وختم الصفدي “تحدثنا في مجمل قضايا إقليمية ودولية أخرى، وأعتقد أن نقطة الانطلاق لنا هي أننا مستمرون في العمل معاً في جهودنا لحل الصراعات الإقليمية، وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء، وتوفير البيئة الإقليمية التي تسمح بتحقيق التنمية الاقتصادية، وتوفير فرص العمل، ومعالجة تحديات المناخ وغيرها من التحديات”.