أكّد رئيس الوزراء بشر الخصاونة ونظيره العراقي محمد شياع السوداني، الاثنين، من بغداد رفض الأردن والعراق المطلق لممارسات حرق المصحف الشريف التي تثير حفيظة المسلمين، وندّدا بهذه الأفعال المسيئة التي تغذي مشاعر الكراهية والعنصرية.
ووصل الخصاونة إلى بغداد الاثنين، على رأس وفد وزاري وممثِّلين عن القطاع الخاص، في زيارة عمل تستمر ليومين.
وشدد الخصاونة والسوداني على موقف البلدين الداعم للقضية الفلسطينية، وحقّ الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وأهمية الوصاية الهاشمية في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وترأس الخصاونة والسوداني اجتماعا موسَّعا ضمَّ وزراء وممثِّلين عن القطاع الخاص في البلدين؛ لبحث آليَّات توسيع آفاق التعاون المشترك في مجالات الصناعة والتجارة والطاقة والاستثمار والنقل والزراعة والبيئة والصحة والتعليم.
وقال رئيسا الوزراء: “أجرينا مباحثات مثمرة على صعيد الوزراء والقطاع الخاص ستسهم في رفع مستوى التعاون الثنائي في مختلف المجالات، وإيجاد فُرص للتعاون الإقليمي ضمن آليَّة التعاون الثلاثي”.
ونقل الخصاونة تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني وسموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وليّ العهد، إلى رئيس الوزراء العراقي، وأكد أن للعراق مكانة خاصة لدى الملك وولي العهد.
وأشاد رئيس الوزراء العراقي بمواقف الملك الداعمة للعراق، وأكد المكانة الخاصة والاحترام الذي يحظى به الأردن بقيادة جلالته لدى جميع أبناء الشعب العراقي.
وصدر بيان ختامي لاجتماع اللجنة العراقية الأردنية المشتركة في بغداد، وأكد الجانبان متانة واستراتيجية العلاقة الأخوية التاريخية الوطيدة، التي تربط البلدين الشقيقين والتي تشكل نموذجاً فريداً للأخوة الراسخة المبنية على الاحترام وتطابق وجهات النظر والتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق المشترك للتعامل مع جميع التحديات والرغبة المشتركة في تنمية وتعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب وأوسع، خدمة للمصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
وأكد الأردن أهمية العراق وأمنه ركيزةً أساسيةً للمنطقة، ودعمه جهود الحكومة العراقية في تحقيق طموحات الشعب العراقي بعد الانتصار التاريخي الذي حققه العراق على “العصابات الإرهابية”، وأكد الأردن، أيضاً، وقوفه المطلق إلى جانب العراق في هذه الجهود.
وبحث الجانبان قضايا عربية عديدة، في مقدمتها القضية الفلسطينية، وجهود حل الأزمة السورية، وأكدا استمرار العمل والتنسيق والتشاور في جهودهما؛ لحل الأزمات الإقليمية وخدمةً للقضايا والمصالح العربية، بما يحقق أمن واستقرار المنطقة.
وشدد الجانبان على التنديد بتكرار ممارسات حرق المصحف الشريف، التي أثارت حفيظة ومشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم، ومطالبة الدول باحترام مشاعر ومقدسات الآخرين ودعوة الدول إلى تحمل مسؤولياتها في مواجهة كل الأفعال المسيئة، التي تغذي مشاعر الكراهية والعنصرية.
وأكد العراق أهمية الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، ودورها في حماية هذه المقدسات والحفاظ على هويتها العربية الإسلامية والمسيحية وعلى الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها.
وتركزت المباحثات على آليات النهوض بحجم التبادل التجاري وأهمية توسيع آفاق التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، ودعم دور القطاع الخاص في زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين في مجالات الصناعة والطاقة والاستثمار والنقل والزراعة والبيئة ومجالات الصحة والتعليم، بما يعود بالخير والنفع على البلدين والشعبين.
وخلص الجانبان إلى تأكيد أهمية تذليل العقبات التي تقف عائقاً أمام الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية وضرورة العمل المشترك نحو تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية، ركيزةً أساسية داعمة لهذه العلاقات.
وشدد البيان على أهمية تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماعات الدورة (29) للّجنة المشتركة العراقية الأردنية والوثائق التي تم التوقيع عليها في نهاية أعمالها.
وضمِن الإطار الثلاثي، أكد البيان على اتخاذ الإجراءات اللازمة بتنفيذ مخرجات القمم الثلاثية العراقية الأردنية المصرية، التي أُقيم آخرها في بغداد في 27 حزيران 2021 وأهمها تنفيذ مشروعات وخلق شراكات تُعنى بتحقيق أقصى استفادة من مذكرة التفاهم للتكامل الصناعي (العراقي، الأردني، المصري) التي دخلت حيز التنفيذ في البلدان الثلاثة.
واستعرض الجانبان آخر المستجدات والتطورات، فيما يخص تقدم سير العمل في مشروع المدينة الاقتصادية المشتركة، وحثّ الشركة العراقية الأردنية للصناعة، المملوكة مناصفةً للحكومتين العراقية والأردنية والمكلفة بتنفيذ مشروع المدينة الاقتصادية، على استمرار العمل بوتيرة متصاعدة لبدء تنفيذ المشروع على أرض الواقع وفق الجدول الزمني المحدد.
وشدد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال الطاقة واستعراض الإجراءات المتخذة من قبل البلدين لإتمام مشروع الربط الكهربائي المرحلة الاولى: (تزويد منطقة الرطبة في الجانب العراقي على جهد 132 ك. ف)، والمرحلة الثانية: (تزويد منطقة القائم في الجانب العراقي على جهد 400 ك.ف.)، مع التأكيد على بذل جميع الجهود للانتهاء من عملية الربط وفق الجدول الزمني المحدد.
وبحث الاجتماع آخر المستجدات في ما يخص مدّ خط أنبوب لتصدير النفط العراقي عبر أراضي المملكة الأردنية الهاشمية من ميناء العقبة، كمنفذ إضافي لتصدير النفط العراقي عبر الأراضي الأردنية والترحيب بتمديد مذكرة التفاهم لتزويد الجانب الأردني بالنفط العراقي ودراسة إمكانية زيادة الكمية المجهزة من النفط، بحسب الإمكانات الفنية واللوجستية.
وتوافق الجانبان الأردني والعراقي على تسهيل إجراءات منح تأشيرات الدخول من خلال سفارتي البلدين وبأسرع وقت ممكن.
وأكد الجانبان على أهمية رفع مستوى الأمن الغذائي وتعزيز التكامل الغذائي وزيادة المخزون الاستراتيجي للسلع الاستراتيجية في البلدين.
في المجال الصحي، أكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون وتبادل الخبرات في جميع أوجه التعاون الصحي والدوائي، ومنها التسجيل المتبادل للأدوية بين البلدين وتسهيل تسجيل الأدوية العراقية في الأردن كما اتفق الطرفان على الاعتراف المتبادل بالزمالات الطبية الوطنية في كلا البلدين.
في مجال تعزيز ودعم الاستثمار، استعرض الجانبان البيئة الاستثمارية في البلدين والتوافق على تشكيل فريق عمل عراقي – أردني مشترك يُعنى بالشأن الاستثماري بهدف التسهيل على المستثمرين من الجانبين، وتسريع الإجراءات المرتبطة باستثماراتهم في كلا البلدين.
في مجال النقل، أكد الجانبان أهمية قطاع النقل في البلدين، محفزاً أساساً في دعم النمو الاقتصادي، وخلق فرص العمل وحث المعنيين بمجال النقل في البلدين، لتكثيف التواصل وبصورة دائمة لحل جميع الإشكاليات المحدودة التي تواجه القطاع في البلدين، كما تم استعراض مشاريع التنمية الاقتصادية العراقية، مثل مشروع البصرة عاصمة العراق الاقتصادية، ومشروع طريق التنمية العراقي ومستوى التقدم المحرز فيهما.