ماجد القرعان
في حادثة سقوط الطائرة المروحية بمنطقة ابو نصير والذي نجم عنه استشهاد الرائد الطيار علي الحراسيس واصابة رفيقه اثناء الرحلة والذي يرقد على سرير الشفاء شافاه الله لفت نظري وانا اشاهد فيديو الحادثة ان من فيها بذلا جهدا جبارا لكي لا تسقط الطائرة في منطقة مأهولة وهي منطقة زراعية تنتشر بها البيوت البلاستيكية والتي بالتاكيد لا تخلوا من وجود اشخاص يعملون داخلها الى ان خرجت عن سيطرتهما وارتطمت بأرض خلاء .
ما عرفته لاحقا وانا لست شخصا مختصا ان عطلا اصاب محرك الطائرة ولم يكن امام قائدها سوى التمسك بالمقود في محاولة للهبوط للخروج بأقل الخسائر فكان ما قدر الله وشاء وسقطت في مكان خلاء وهو ما سعى اليه قائدها والواضح من مسير الطائرة وهي تدنوا من الأرض حتى ان تصوير الفيديو من قبل احد الأشخاص كان محض صدفة وذلك واضح من حديثه المرافق للتصوير حيث اصابه الهلع حين ارتطمت بالأرض .
التشبث بالحياة سمة بشرية لكن عقيدة التضحية بالروح التي تسمو على كل شيء لا يُتقنها الا من تربى عليها وآمن بها وهي نبراس لكل من اختار الجندية هدفا لحياته حين قرر الإنتساب لقواتنا المسلحة أو اجهزتنا الأمنية مؤمنا بقدره بأنه مشروع شهيد في سبيل وطنه وامته وهكذا كان الشهيد الحراسيس وزميله شافاه الله كمن سبقوهم على درب العزة والكرامة وطلب الشهادة حيث الحكايات التي تسرد بطولاتهم لا تعد ولا تحصى ويحضرني هنا احداها للشهيد البطل الملازم خضر شكري يعقوب الذي طلب من المدفعية الأردنية ان تقصف موقعه حين اقترب من الجنود والآليات الصهيونية في احدى المعارك التي خاضها جيشنا العربي الباسل .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار ايقونة المجد والتضحية وعنوان الفخار والاعتزاز وحمى الله الأردن وأهله وقيادته وقواتنا المسلحة وأجهزته الأمنية من كل مكروه انه سميع مجيب الدعاء