فيما ارتفعت أعداد الطلبة المشتركين في الدورة التكميلية للامتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة هذا العام الى 100 ألف طالب وطالبة مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت الأعداد فيه نحو 95 ألفا، انخفضت هذا العام أعداد الطلبة المسجلين لغايات رفع المعدل في “التكميلية” التي ستنطلق أولى جلساتها في 27 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، الى 14 ألف طالب وطالبة، مقارنة بـ17 ألفا لنظيرتها الماضية.
كما ارتفعت هذا العام أعداد الطلبة المسجلين لغايات استكمال متطلبات النجاح إلى نحو 86 ألف طالب وطالبة، مقارنة بـ78 ألفا في الدورة التكميلية الماضية، بحسب الغد.
وتفسيرا لما يحدث، قال مدير إدارة التخطيط والبحث التربوي في وزارة التربية والتعليم سابقا الدكتور محمد أبو غزلة “إن عقد الدورات التكميلية جاء بعد إقرار تقديم الامتحان لمرة واحدة في العام بدلا من فصلين دراسيين، بغية التخفيف من الضغط النفسي الزائد الذي يقع على الطلبة وأسرهم”.
وأضاف “أن ذلك ترافق أيضا مع تخفيف العبء الدراسي على الطلبة بتحديد المواد الدراسية، كما أن الدورة التكميلية أتاحت المجال للطالب للتقدم أكثر من مرة بهدف تمكينه من النجاح أو إعادة رفع معدله للالتحاق بالجامعة والتخصص الذي يناسب قدراته، وهو ما ساعد على التخفيف من المشاكل التي رافقت سفر الطلبة إلى دول أخرى والتحاقهم بمدارس ومناهج غير معترف بها”.
وأوضح “أنه بنظرة تحليلية لهذه المؤشرات الرقمية، نتوقف عند أعداد المتقدمين الراغبين باستكمال متطلبات النجاح أو حتى من الراغبين برفع معدلاتهم؛ حيث يلاحظ أن هناك تباينا في الأرقام، إذ تشير أعداد الطلبة المتقدمين في دورة العام 2021 إلى وصولهم إلى نحو (95) ألف طالب وطالبة تقريبا، في حين يصل العدد الى نحو (100) ألف طالب وطالبة للعام 2022، بسبب نسبة النمو أيضا في عدد الطلبة من صف إلى آخر”.
وأضاف “فيما يتعلق بارتفاع عدد الناجحين في العام 2021 عن 2022، فمرد ذلك يعود إلى المتغيرات في عامين دراسيين سابقين اكتنفهما الفاقد التعليمي في كل المراحل، ما انعكس على سياسة إدارة عملية الامتحانات لهذا العام، التي انعكست إيجابا على نسب وعدد الناجحين، نتيجة طبيعة الأسئلة خلال هذه الفترة، وإجراءات وظروف عقد الامتحان، وطبيعة الأسئلة، فضلا عن عملية تصحيح الأوراق الامتحانية، ما مكن الطلبة من النجاح وتحقيق معدلات عالية”.
وبين أن نسبة أعداد المقبولين في الجامعات الحكومية الرسمية كانت عالية العام الماضي؛ حيث وصل العدد إلى (53) ألف طالب تقريبا مقارنة بالعام الحالي، الذي بلغ فيه العدد (46) ألفا، على الرغم من أن الطلبة لم يتلقوا أي دعم تعليمي من دروس خاصة أو مراكز، نظرا لتوقعاتهم من الوزارة بتقدير ظروفهم العامة، وتردي الأوضاع الاقتصادية.
وقال “إن ذلك انعكس ذلك سلبا على ارتفاع عدد الطلبة الذين تقدموا لاستكمال متطلبات النجاح لهذا العام 2022؛ إذ وصل العدد إلى 86 ألف طالب وطالبة، بينما كان في العام الماضي نحو 78 ألفا، ويعود ذلك إلى استقرار الدراسة في هذا العام، وتحييد المتغيرات التي أثرت على ساسية وإدارة عملية ونوع الأسئلة وطريقة التصحيح وغيرها، ما خفض من عدد الناجحين ونسب معدلاتهم، وقد يعود السبب أيضا إلى الأوضاع الاقتصادية بعد الجائحة، حيث لم يتمكن الكثيرون من أخذ دروس خصوصية”.
وأشار الى أن هناك نسبة من طلبة العام الماضي لم يحالفهم النجاح، أو من الذين توقعوا أن يحصلوا على معدلات مرتفعة العام 2021 بسبب المتغيرات التي رافقت وأعقبت الجائحة، فلم يبذلوا الجهود المطلوبة للنجاح ولم يسجلوا أيضا وقتها لتلقي أي دعم تعليمي من المراكز والدروس الخصوصية، ما زاد في عدد المتقدمين لاستكمال متطلبات النجاح لهذا العام.
ولفت إلى ضرورة أخذ نسبة النمو في أعداد الطلبة في الصف الثاني الثانوي “التوجيهي” من عام إلى آخر بعين الاعتبار، بمعنى أن طلبة الصف الأول الثانوي حاليا أعلى من الصف الثاني الثانوي، وسينعكس ذلك على أعداد الطلبة في العام المقبل.
وبخصوص ارتفاع عدد الطلبة المسجلين لرفع المعدل في الدورة التكميلية العام الماضي الى 17 ألف طالب وطالبة، وانخفاضه العام الحالي إلى 14 ألفا، فأرجع أبو غزلة ذلك إلى أن عدد الطلبة الذين حصلوا على معدلات عالية حظوا بمقاعد دراسية يريدونها بسبب تلقيهم تعليما أفضل من العام الماضي، وأيضا لتحسن الظروف الاجتماعية والصحية، ولربما أتيحت لهم فرص لتقلي دعم تعليمي من المراكز والدروس الخاصة.
ومن أسباب الارتفاع أيضا، وفق أبو غزلة؛ تحسن إجراءات القبول الموحد التي مكنت كل الراغبين من تخصصاتهم، وأيضا لأن الأعباء الاقتصادية لم تسمح لهم بالإعادة وتحمل نفقاتها، خصوصا لبعض المباحث، وإدراك البعض أهمية عدم هدر أي فترة زمنية من وجهة نظرهم، فضلا عن قرار مجلس التعليم العالي الذي أقر التخفيض التدريجي في أعداد المقبولين في بعض التخصصات وتجميدها في بعض الجامعات لم يتح لعدد منهم التفكير برفع المعدل، لمحدودية نسب القبول والتخصصات.
وشاطره الرأي الخبير التربوي ذوقان عبيدات، الذي رأى صعوبة تفسير انخفاض أعداد الطلبة المسجلين للدورة التكميلية لغايات رفع المعدل بين الدورتين الحالية والماضية، لأنه كان من المتوقع ازدياد العدد وليس نقصانه، نتيجة لزيادة أعداد الطلبة المشتركين في الدورة التكميلية لهذا العام.
وتساءل عبيدات: “هل هذا ناتج عن تحسن معدلات هذا العام بما لا يحتاج معه الطلبة الى رفع معدلاتهم، أم أن من تقدموا لرفع معدلاتهم العام الماضي لم يوفقوا في ذلك؟”، مرجحا أن كلتا الإجابتين واردتان لتفسير هذا الانخفاض.
وبدوره، قال الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة “إن انخفاض أعداد الطلبة المسجلين لتكميلية هذا العام لغايات رفع المعدل يعود الى زيادة شريحة المقبولين في التخصصات الطبية والهندسية”.
كما أرجع النوايسة سبب الارتفاع إلى تغير نمط الأسئلة؛ حيث كانت الدورة التكميلية الماضية تعتمد على الأسئلة الموضوعية أثناء جائحة كورونا، أما في الدورة التكميلية الحالية فستعتمد على المزج بين الأسئلة المقالية والموضوعية في بعض المباحث.
وأشار الى أن الامتحان بعد هذا الدمج بين الأسئلة الموضوعية والمقالية بدأ يعطي الصورة الحقيقية لمستويات الطلبة.
وتوقع أيضا أن يعود السبب إلى أن الطلبة يقسمون مرحلة التوجيهي على 3 دورات امتحانية، لضمان الحصول على معدل مرتفع يمكنهم من الالتحاق بالتخصصات الطبية.