د. طه الحراحشة
موسى حجازين، الفنان الأردني المبدع، يعتبر من أبرز المسرحيين الذين قدموا أعمالا تنبض بالحياة وتعكس واقع المجتمع الأردني بكل تفاصيله. من خلال مسرحياته، استطاع حجازين أن يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بطريقة تمزج بين الكوميديا والتراجيديا، مما جعله محبوبا لدى الجمهور الأردني والعربي على حد سواء ،،
تعكس مسرحيات موسى حجازين بوضوح الواقع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه العديد من الأردنيين. يعاني المواطنون من ارتفاع تكاليف المعيشة، البطالة، وانخفاض الدخل، مما ينعكس سلبا على حياتهم اليومية. قدم حجازين من خلال مسرحياته نقدا لاذعا لهذه الأوضاع، محاولا إظهار المعاناة التي يعيشها الناس ومدى تأثيرها على نسيج المجتمع ،، (الظاهر كانوا يضحكوا المسؤولين اكثر من عامة الشعب)
لا تقتصر مسرحيات حجازين على القضايا الاقتصادية فحسب، بل تتطرق أيضا إلى مشاكل سوء الإدارة والفساد التي تفاقم الأزمات الاقتصادية. في العديد من أعماله، قدم نقدا جريئا للمسؤولين الذين يفشلون في إدارة الموارد بشكل صحيح، مما يؤدي إلى تدهور الخدمات العامة وزيادة معاناة المواطن العادي ،، تسلط هذه المسرحيات الضوء على الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وتبين كيف أن الفساد يمكن أن يدمر أي أمل في التقدم والازدهار
تميزت مسرحيات موسى حجازين بأسلوبه الإبداعي في الطرح، حيث يمزج بين الفكاهة والحزن، مما يجعل الجمهور يعيش تجربة مسرحية فريدة. استخدامه للغة البسيطة والقريبة من الناس جعله قادرا على التواصل مع مختلف فئات المجتمع، مما زاد من شعبيته وتأثيره. يقدم حجازين شخصيات تعكس نماذج حقيقية من المجتمع، مما يجعل الجمهور يشعر بأن المسرحية تتحدث عنه وعن معاناته.
لم تقتصر أعمال موسى حجازين على مجرد تقديم المتعة والترفيه، بل لعبت دورًا هامًا في توعية المجتمع وتوجيه النقد البناء. من خلال مسرحياته، استطاع حجازين أن يثير النقاش حول القضايا الملحة ويحفز الناس على التفكير في حلول لمشاكلهم ،، أثره الثقافي يمتد إلى تعزيز الوعي بأهمية الفنون المسرحية كوسيلة للتعبير عن هموم الناس والمطالبة بالتغيير