هلانيوز/ عمان
أديت صلاة العشاء أمس في المسجد القريب من بيتنا ، وسلمت على بعض الأحباب وهنـّأ بعضنا بعضاً برمضان ، وهممت بالخروج من المسجد .
سلّم أحد المصلين عليّ وقال لي بعد ن أخذ بيدي إلى إحدى الزوايا وكأنه يريد أن يخلوَ بي :
ألم تلاحظ يا أخي أن الأذان يبدأ بالنداء ” الله أكبر ” وينتهي به كذلك؟
قلت : بلى .
قال وكذلك يفعل من يقيم الصلاة ، فيرفع صوته بـ ” الله أكبر ” .
قلت : نعم يأخي .
قال : وتبدأ تكبيرة الإحرام بقوله : ” الله أكبر ” وقبل الركوع والسجود وبعدهما نردد هذه العبارة حتى صارت جزءاً منا نعيش بها ، ونتنسمها ، ونأنس إليها ، ونرددها إرادياً وغير منتبهين . إنها في دمنا وأرواحنا .. فلماذا اعتدنا قول: ” الله أكبر ” في كل لحظة من لحظات حياتنا ؟
يرددها الإمام في صوات العيد وفي خطبها ، ويترنم بها المسلمون في تكبيرات العيد .. ويندفعون بها في ميادين الجهاد ، ويستعينون بها في كل أمر يسير أو عسير .
نقولها إذا تعجبنا مما نرى أو نسمع ، ونقولها إذا ألمّت بنا النوازل ، وإذا فرحنا ، إذا ابتسمنا وسعدنا أو تألمنا وبكينا .. نشعر أنها الوقود الذي يحركنا وبه نحيا ، ونحس أنها العون يهبنا القوة والنشاط والإرادة والتصميم …….
كنت أسمع ما يقول ، وأسبح في الذكريات إلى أن وصلت- في ذكرياتي – إلى صلاة عيد الفطر السعيد حين كنت في مدينة ” بولونيا ” الإيطالية منذ أربع سنوات .. كان الناس مجتمعين في خيمة تتسع لأكثر من عشرة آلاف يهللون ويكبرون . وخارجها مثل عددهم أو يزيد .
دخلت عليهم ، فقادني أحد المنظمين لهذا الجمع الحاشد إلى مقدمة الخيمة ، والمسلمون من جنسيات مختلفة تتعدى العشرين جنسية أو أكثر يقولون ” الله أكبر الله اكبر ، لا إله إلا الله وحده ،صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا شيء قبله ولا شيء بعده … ” ثم يهدرون بصوت واحد ” الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ” قلت نعم ، ولو كره الكافرون . وانطلقت معهم أترنم بهذا الحداء الخالد والهتاف الأبدي العظيم .
وقبل الصلاة تقدم أحدهم يعلن إسلامه ، فقا ل مردداً ورائي بلغة عربية ثم إيطالية :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله . أحيا على هذا وأموت في سبيله . اللهم أحيني مسلماً وأمتني مسلماً ، واجعلني في عبادك الصالحين .
ضجت القاعة بالتكبير والتهليل ، وهنأ المسلمون أخاهم الجديد بالهداية ، ودعوا له بالثبات على هذا الدين العظيم .
وبعد الصلاة والخطبة تقدمت صحفية إيطالية تسألني : لقد استرعى انتباهي كثرة ترداد ” الله أكبر ” فيما قلتَ وما كانوا يقولون ، فما المقصود منها ، بل ما معناها ؟ أرجو أن تفصل في ذلك.
ولما كنت أجهل اللغة الإيطالية تقدم بعض المصلين يريدون أن يترجموا بيننا الحديث ، ونظرت حولي لأرى أخاً إيطالياً أسلم منذ ست سنوات ، وعاش في مصر وتزوج مسلمة مصرية ، وهو الآن – أقصد في عام 2004 للميلاد الموافق 1425 للهجرة – لولب في خدمة المسجد في بولونيا وخدمة إخوانه ، فاخترته ليكون المترجم لما أقول . اخترته لأن الإسلام في قلبه حار وقوي ، وله نبض جديد متدفق بين الضلوع والحنايا .
قلت لها :
الله أكبر من الدنيا وشهواتها ، وملذاتها وأهوائها .
الله أكبر في قلوبنا من زخارفها وبهارجها ومغرياتها.
الله أكبر في نفوس عباده من لعاعات الدنيا ، ومكر الشيطان وأهواء النفوس .
الله أكبر من الظلم والظالمين وأكبر من المتجبرين والطغاة الذين يكيدون للدين وأهله .
الله أكبر ، إن له الدنيا والآخرة ، وهو يمهل ولا يُهمل ، وهو ناصر دينه ومؤيد عباده .
الله أكبر لأنه حليم غفور رحيم ودود لطيف .
الله أكبر لأنه الرحمن القوي العظيم الجبار المهيمن القادر العزيز
الله أكبر يفعل ما يشاء ، لكنه عادل لا يظلم أحداً مثقال ذرة ، بيده الأمر وهو على كل شيء قدير .
كان أخي المسلم المترجم يجهش بالبكاء ، وهو ينقل هذه المعاني ، ويتمثلها بقلبه وعقله وروحه الشفافة ونفسه المؤمنة الطيبة ، حتى ذرفت عيناي وتغير صوتي .
أرأيت لِمَ اخترت مسلماً إيطالياً ينقل هذه المعاني وتلك المشاعر ؟ إنه المسلم الجديد الذي دخل الإسلام قلبه حديثاً ، فهو به منفعل ، وله محب وهو أقدر على نقل هذه الأفكار والأحاسيس إلى بني قومه .
سلّم أحد المصلين عليّ وقال لي بعد ن أخذ بيدي إلى إحدى الزوايا وكأنه يريد أن يخلوَ بي :
ألم تلاحظ يا أخي أن الأذان يبدأ بالنداء ” الله أكبر ” وينتهي به كذلك؟
قلت : بلى .
قال وكذلك يفعل من يقيم الصلاة ، فيرفع صوته بـ ” الله أكبر ” .
قلت : نعم يأخي .
قال : وتبدأ تكبيرة الإحرام بقوله : ” الله أكبر ” وقبل الركوع والسجود وبعدهما نردد هذه العبارة حتى صارت جزءاً منا نعيش بها ، ونتنسمها ، ونأنس إليها ، ونرددها إرادياً وغير منتبهين . إنها في دمنا وأرواحنا .. فلماذا اعتدنا قول: ” الله أكبر ” في كل لحظة من لحظات حياتنا ؟
يرددها الإمام في صوات العيد وفي خطبها ، ويترنم بها المسلمون في تكبيرات العيد .. ويندفعون بها في ميادين الجهاد ، ويستعينون بها في كل أمر يسير أو عسير .
نقولها إذا تعجبنا مما نرى أو نسمع ، ونقولها إذا ألمّت بنا النوازل ، وإذا فرحنا ، إذا ابتسمنا وسعدنا أو تألمنا وبكينا .. نشعر أنها الوقود الذي يحركنا وبه نحيا ، ونحس أنها العون يهبنا القوة والنشاط والإرادة والتصميم …….
كنت أسمع ما يقول ، وأسبح في الذكريات إلى أن وصلت- في ذكرياتي – إلى صلاة عيد الفطر السعيد حين كنت في مدينة ” بولونيا ” الإيطالية منذ أربع سنوات .. كان الناس مجتمعين في خيمة تتسع لأكثر من عشرة آلاف يهللون ويكبرون . وخارجها مثل عددهم أو يزيد .
دخلت عليهم ، فقادني أحد المنظمين لهذا الجمع الحاشد إلى مقدمة الخيمة ، والمسلمون من جنسيات مختلفة تتعدى العشرين جنسية أو أكثر يقولون ” الله أكبر الله اكبر ، لا إله إلا الله وحده ،صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا شيء قبله ولا شيء بعده … ” ثم يهدرون بصوت واحد ” الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، ولا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ” قلت نعم ، ولو كره الكافرون . وانطلقت معهم أترنم بهذا الحداء الخالد والهتاف الأبدي العظيم .
وقبل الصلاة تقدم أحدهم يعلن إسلامه ، فقا ل مردداً ورائي بلغة عربية ثم إيطالية :
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله . أحيا على هذا وأموت في سبيله . اللهم أحيني مسلماً وأمتني مسلماً ، واجعلني في عبادك الصالحين .
ضجت القاعة بالتكبير والتهليل ، وهنأ المسلمون أخاهم الجديد بالهداية ، ودعوا له بالثبات على هذا الدين العظيم .
وبعد الصلاة والخطبة تقدمت صحفية إيطالية تسألني : لقد استرعى انتباهي كثرة ترداد ” الله أكبر ” فيما قلتَ وما كانوا يقولون ، فما المقصود منها ، بل ما معناها ؟ أرجو أن تفصل في ذلك.
ولما كنت أجهل اللغة الإيطالية تقدم بعض المصلين يريدون أن يترجموا بيننا الحديث ، ونظرت حولي لأرى أخاً إيطالياً أسلم منذ ست سنوات ، وعاش في مصر وتزوج مسلمة مصرية ، وهو الآن – أقصد في عام 2004 للميلاد الموافق 1425 للهجرة – لولب في خدمة المسجد في بولونيا وخدمة إخوانه ، فاخترته ليكون المترجم لما أقول . اخترته لأن الإسلام في قلبه حار وقوي ، وله نبض جديد متدفق بين الضلوع والحنايا .
قلت لها :
الله أكبر من الدنيا وشهواتها ، وملذاتها وأهوائها .
الله أكبر في قلوبنا من زخارفها وبهارجها ومغرياتها.
الله أكبر في نفوس عباده من لعاعات الدنيا ، ومكر الشيطان وأهواء النفوس .
الله أكبر من الظلم والظالمين وأكبر من المتجبرين والطغاة الذين يكيدون للدين وأهله .
الله أكبر ، إن له الدنيا والآخرة ، وهو يمهل ولا يُهمل ، وهو ناصر دينه ومؤيد عباده .
الله أكبر لأنه حليم غفور رحيم ودود لطيف .
الله أكبر لأنه الرحمن القوي العظيم الجبار المهيمن القادر العزيز
الله أكبر يفعل ما يشاء ، لكنه عادل لا يظلم أحداً مثقال ذرة ، بيده الأمر وهو على كل شيء قدير .
كان أخي المسلم المترجم يجهش بالبكاء ، وهو ينقل هذه المعاني ، ويتمثلها بقلبه وعقله وروحه الشفافة ونفسه المؤمنة الطيبة ، حتى ذرفت عيناي وتغير صوتي .
أرأيت لِمَ اخترت مسلماً إيطالياً ينقل هذه المعاني وتلك المشاعر ؟ إنه المسلم الجديد الذي دخل الإسلام قلبه حديثاً ، فهو به منفعل ، وله محب وهو أقدر على نقل هذه الأفكار والأحاسيس إلى بني قومه .