أظهرت دراسة الخلايا الدبقية لدى الأشخاص الأصحاء وحاملي مرض ألزهايمر أن طفرة APOE4 تسبب ظهور عدد كبير من الحويصلات الدهنية المجهرية في العديد من الخلايا الدبقية الصغيرة.
اكتشف علماء الأحياء الجزيئية من الولايات المتحدة أن طفرة APOE4، التي تسرع تطور مرض ألزهايمر، تساعد في تكوين قطرات دهنية في الخلايا الداعمة للدماغ، مما يؤدي إلى فقدانها للقدرة على حماية الخلايا العصبية من تراكم “القمامة” البروتينية فيها.
وجاء في الدراسة: “يتم إنتاج هذه البقع الدهنية عن طريق الخلايا الدبقية الصغيرة، وهي الخلايا الداعمة للدماغ، استجابة لبروتين “بيتا أميلويد” والبروتينات السامة الأخرى، كما تنتج بعض الخلايا المناعية بقعا دهنية مماثلة استجابة للعدوى البكتيرية. وإن ظهور المزيد من الإخفاقات المناعية الفطرية سيساعد في تطوير أساليب جديدة لمكافحة مرض ألزهايمر”.
هذا الاستنتاج توصل إليه فريق من علماء الأحياء الجزيئية الأمريكيين بقيادة البروفيسور أنتوني ويس كوراي من جامعة “هارفارد” الأمريكية في أثناء دراسة كيفية تأثير طفرة APOE4، التي تزيد من خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 3-12 مرة، على حياة خلايا الدماغ الداعمة.
وفي الماضي درس العلماء كيفية تأثير هذه الطفرة على عمل الخلايا العصبية والخلايا النجمية، لكنهم لم يحللوا كيفية تأثيرها على عمل ما يسمى بالخلايا الدبقية الصغيرة باعتبارها أحد أنواع خلايا الدماغ المساعدة، التي تشبه في سلوكها وخصائصها الخلايا البلعمية، وهي أحد أنواع خلايا الجهاز المناعي الفطري.
وإن الخلايا البلعمية، شأنها شأن الخلايا الدبقية الصغيرة، مسؤولة عن مكافحة العدوى وتلعب أيضا دورا مهما في تنظيف الدماغ من بقايا البروتين والخلايا التالفة والنهايات العصبية غير الضرورية. ويتعطل العديد من هذه الوظائف، كما اكتشف علماء الأحياء، بسبب وجود طفرات في جين APOE.
كما أظهرت دراسة الخلايا الدبقية الصغيرة لدى الأشخاص الأصحاء وحاملي مرض ألزهايمر، فإن ظهور طفرة APOE4 يؤدي إلى ظهور عدد كبير من الحويصلات الدهنية المجهرية في العديد من الخلايا الدبقية الصغيرة، والتي تستخدم البلاعم نظائرها لمحاربة البكتيريا. في هذه الحالة، فإنها لا تجلب أي فوائد بل تلحق ضررا بالجسم، لأنها تساهم في تطور الالتهاب وتبطئ عملية تطهير خلايا الدماغ من “القمامة” البروتينية.
علاوة على ذلك، أظهرت التجارب التي أجراها علماء الأحياء أن هذه الحويصلات نفسها، دون الخلايا الدبقية الصغيرة، تساهم في تراكم جزيئات بروتين “تاو” التالفة في الخلايا العصبية، وتسرع أيضا موتها الجماعي تحت تأثير العوامل الضارة المختلفة.
ويأمل العلماء أن يؤدي فهم ذلك إلى ابتكار طرق جديدة لمكافحة مرض ألزهايمر، مما يقلل من خطر الإصابة بالخرف لدى حاملي نسخة أو نسختين من طفرة APOE4.
نشرت الدراسة في مجلة Nature الأمريكية.