عربي دولي – هلا نيوز
رحّب الرئيس الفرنسي وأمير قطر بحجم وتنوّع الشراكة الإستراتيجية بين بلديهما، التي ترتكز على علاقة ثقة وتعاون ثنائي طويل الأمد. كما عبّرا عن سعادتهما بالانعقاد المُقبل للحوار الإستراتيجي الثالث بين فرنسا وقطر، وفق البيان الصحافي المشترك بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لفرنسا، يومي الثلاثاء والأربعاء، بدعوة من إيمانويل ماكرون، والتي تعدّ أول زيارة دولة له منذ توليه الحكم.
في ما يتعلق بالقضايا الدولية، وجّه الرئيس الفرنسي الشكر لدولة قطر على جهود الوساطة التي تبذلها من أجل التوصل إلى حلّ إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم “حماس” في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023. وقد نجحت هذه الجهود بالتوصل إلى هدنة إنسانية أولى، وإطلاق سراح 105 رهائن، وزيادة مساعدات الطوارئ الإنسانية في غزة، وفي الوقت نفسه، الحدّ من التوترات الإقليمية.
وشدّد زعيما الدولتين على ضرورة مواصلة جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة، وإطلاق سراح الرهائن، بمن في ذلك المواطنون الفرنسيون الذين ما يزالون محتجزين كرهائن. ورحّبا بالجهود المشتركة التي بذلتها فرنسا وقطر، في الآونة الأخيرة، بشأن إيصال الأدوية والمساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في غزة المحتاجين، وكذلك الدواء للرهائن. كما أكّدا أن هناك حاجة ماسة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار من أجل إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع، وحماية المدنيين في قطاع غزة. وشدّدا على معارضتهما للهجوم على رفح.
🇶🇦 L'émir du #Qatar s'est engagé à investir dix milliards d'euros dans l'économie française d'ici à 2030.
Emmanuel #Macron a profité de cette visite pour renouveler son appel à un cessez-le-feu au #ProcheOrient pic.twitter.com/oMqg8MYgKL
— FRANCE 24 Français (@France24_fr) February 28, 2024
كما شدد أمير قطر والرئيس الفرنسي على ضرورة حماية الصحفيين العاملين في مناطق الصراع. وأكّدا التزامهما بإحراز تقدّم حاسم في قضية التفاوض بشأن عملية سياسية شاملة تؤدي إلى اتفاق شامل ودائم عادل. كما أكّدا من جديد أن الحل الوحيد القابل للتطبيق هو حل الدولتين.
الوضع الإقليمي
كما أعرب ماكرون والشيخ تميم عن قلقهما العميق إزاء خطر التصعيد في المنطقة، في أعقاب هجمات 7 أكتوبر 2023 والحرب في قطاع غزة، بما في ذلك القلق إزاء التهديدات التي يتعرض لها الأمن البحري وحرية الملاحة في البحر الأحمر. وشدّدا على ضرورة حل هذه القضايا وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2722 (2024) من أجل منع التوترات الإقليمية وضمان الأمن البحري.
لبنان
أكد أمير قطر والرئيس الفرنسي مجدّداً التزامهما بحلّ المشاكل السياسية والاقتصادية التي تضرب لبنان، حيث ما تزال معاناة السكان مستمرة. وشدّدا على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وتشكيل حكومة كاملة بسرعة، لتنفيذ إصلاحات أساسية لوقف الأزمة. ورحّبا بالمساعدة والدعم المقدّم من قبل فرنسا و قطر من أجل السكان والقوات المسلحة اللبنانية، لا سيّما من خلال تنظيم مؤتمر دولي في باريس.
أوكرانيا
وأعرب أمير قطر والرئيس الفرنسي، كذلك، عن إدانتهما الشديدة للحرب في أوكرانيا، التي تعدّ انتهاكاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وعبّرا عن قلقهما إزاء العواقب الكارثية للحرب على الإنسانية وخطة حقوق الإنسان، وعن أسفهما لآثار الحرب على نطاق عالمي، وخاصة في العالم في ما يتعلق بالأمن الغذائي والطاقة والسلامة والأمن النووي البيئة. ورحبت فرنسا بدور الوساطة الذي تقوم به دولة قطر بين روسيا وأوكرانيا للسماح بعودة الأطفال الأوكرانيين المختطفين إلى عائلاتهم. وتستمر هذه الجهود، وقد مكنت حتى الآن من عودة 24 طفلاً أوكرانياً إلى أسرهم في أوكرانيا.
رهانات عالمية
أكد رئيس الجمهورية الفرنسية وأمير قطر إرادتهما المشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واتفاقية باريس للمناخ، و تنفيذ إطار كونمينغ- مونتريال العالمي للتنوع البيولوجي ومواءمته، وإستراتيجيات قطر وفرنسا الوطنية المبنية على هذه الأهداف والأطر. وهم على استعداد للمشاركة في دعم التدابير الجديدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بمن في ذلك للأطفال.
وفي ما يتعلق بحماية البيئة، أعلنا عزمهما على التعاون للتحضير بشكل وثيق لمؤتمر الأمم المتحدة القادم للمحيطات، الذي يتم تنظيمه بشكل مشترك من قبل فرنسا وكوستاريكا، والذي سيعقد في فرنسا في يونيو 2025، على وجه الخصوص لدعم اقتصاد يعتمد على الكربون الأزرق ومكافحة الصيد غير المشروع.
وفي مجال الصحة العالمية، اعتبر الزعيمان أن تدريب الموارد البشرية في جميع القارات عنصر أساسي في الإعداد للأوبئة المستقبلية. ورحبا بانضمام قطر إلى مجموعة أصدقاء أكاديمية منظمة الصحة العالمية. وفي ما يتعلق بالتكنولوجيات الجديدة، أعربت فرنسا وقطر عن رغبتهما في دعم الوصول إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي الآمنة.
التجارة والاستثمار والاقتصاد
وشدد الرئيس الفرنسي وأمير قطر على أهمية تعزيز الشراكة بينهما في مجال الاقتصاد والتجارة الاستثمارات، ما يساعد على دعم خلق فرص العمل والابتكار. ورحبا بالجهود المشتركة لزيادة التدفقات الاستثمارية بين البلدين. وسلطت فرنسا وقطر الضوء على الزيادة الإيجابية في التجارة الثنائية، التي وصلت إلى أكثر من 6.4 مليار يورو خلال الفترة 2022-2023.
في إطار إستراتيجية “فرنسا 2030”، ورؤية قطر الوطنية 2030، التزمت قطر باستثمار 10 مليارات يورو في الشركات المبتكرة الشابة وصناديق الاستثمار في فرنسا، وكذلك تلك التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالاقتصاد الفرنسي، لتحقيق المنفعة المتبادلة لكلا البلدين لزيادة الاستثمارات، لا سيّما في القطاعات الرئيسية، مثل الطاقة وأشباه الموصلات والطيران والذكاء الاصطناعي والرقمنة والصحة والفندقة والصناعات الثقافية والإبداعية.
ورحّب ماكرون والشيخ تميم بتنظيم منتدى اقتصادي رفيع المستوى، خلال زيارة الدولة هذه لأمير قطر، باعتباره فرصة لتعميق الحوار بين البلدين حول الاستثمارات.
التعاون في مجال الطاقة
كما أشاد الرئيس الفرنسي بتصميم دولة قطر الدائم على ضمان الاستمرارية، ما يسهم في موثوقية إمدادات الطاقة إلى أوروبا، وخاصة إلى فرنسا، وبالتالي أمن الطاقة في البلاد. اتفاقيات بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال طويلة المدى، على مدى 27 عامًا، تم إبرامها مؤخرًا بين توتال انيرجي و قطر للطاقة في هذا الصدد.
وتقوم قطر بتزويد فرنسا بالغاز الطبيعي المسال منذ عام 2009، وهذه الاتفاقيات الأخيرة تثبت الجهود المبذولة ال تي يتم تنفيذها بشكل مشترك من قبل شريكين موثوقين لضمان توريد غاز طبيعي مسال موثوق به وذو مصداقية.
التعاون الدفاعي والأمني
وأكدت فرنسا وقطر مجدداً على أهمية التعاون في مجال الأمن والتعاون الدفاع، وخاصة بين القوات الجوية للبلدين، وهو ما يسهله حقيقة أن لدى البلدين طائرات رافال، وهي طائرات مقاتلة أساسية لمواجهة التهديدات.
كما عبّر الرئيس الفرنسي وأمير قطر عن رغبتهما المشتركة في التعاون لتعزيز وتحديث قدرات قطر العسكرية، خاصة في المجال القتالي وقابلية التشغيل المتبادل بين الجيشين. ورحب رئيس الجمهورية الفرنسية وأمير دولة قطر بنتائج التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في هذا المجال خلال الزيارة. وشدّدا على أهمية العمل في مكافحة تمويل الإرهاب وغسل الأموال، لا سيّما في إطار مجموعة العمل المالي (FATF)، وقد تم الثناء على دولة قطر للتعاون الذي تحافظ عليه مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، لتعزيز السلام والأمن الدوليين .
#قنا_فيديو |
دولة #قطر وجمهورية #فرنسا ترتبطان بعلاقات استراتيجية وطيدة #قنا pic.twitter.com/y0ZuZAPiXh
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) February 27, 2024
رحبت فرنسا بعرض قطر دعم الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس خلال هذا الصيف، بناءً على الخبرة المكتسبة وقوة التعاون الأمني بينهما بمناسبة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر عام 2022. ورحّب زعيما الدولتين بتوقيع وزيري داخليتهما على خطة العمل للفترة 2024-2027 ما يفتح مجالات جديدة للتعاون، لا سيّما الشرطة القضائية، ومكافحة الاحتيال الوثائقي والجرائم الإلكترونية، أو حتى الأمن المدني.
التعاون الإنساني والتنموي
كما رحب الرئيس الفرنسي وأمير قطر بالتوقيع على اتفاقيتين رئيسيتين في مجال التنمية، بين الوكالة الفرنسية للتنمية وصندوق قطر للتنمية بتمويل قدره 50 مليون دولار أمريكي. وأيضاً رحبا بتجديد التعاون الثنائي بينهما هذا المجال […] ورحبا بتعاون باريس والدوحة الطبي الأخير في غزة، فضلاً عن استمرار عملهم المشترك في تقديم المساعدات الطارئة، لا سيّما سيارات الإسعاف والخيام والمواد الغذائية. وقد وقّع وزيرا خارجية البلدين على اتفاقية تعاون في هذا المجال، من شأنها أن تشجع البلدين على نشر مثل الدعم المقدم معًا في مستشفى الأم والطفل في كابول (أفغانستان).
التعاون الثقافي والتعليمي والرياضي
وتأكيداً على حرصهما على التعاون في مجال الثقافة، رحب الرئيس الفرنسي وأمير قطر بالشراكة المرتقبة بين المؤسسات الثقافية الفرنسية ومتاحف قطر التي تعد بافتتاح العديد منها وجهات نظر جديدة من حيث التبادلات الفنية والثقافية. وأظهرت الرغبة المشتركة بين البلدين لمواصلة إقامة العلاقات الثقافية الوثيقة.
#قنا_فيديو |
باريس تتوشح بأعلام دولة #قطر لاستقبال حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى#قنا #فرنسا pic.twitter.com/vdoxMMfWNf
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) February 27, 2024
وعبّر أمير قطر عن سروره بمواصلة التعاون مع معهد العالم العربي في باريس، في إطار تعزيز الحوار بين الثقافات، وبين الفرنسية واللغة العربية، وخاصة من خلال تدريس اللغة العربية في فرنسا.
وقد التزمت فرنسا وقطر بتشجيع زيادة تنقل الطلاب بين البلدين. وينتظر البلدان، في هذا الصدد، باهتمام “أيام فرنسا في الدوحة” يومي 3 و4 مارس/آذار، والتي تهدف إلى تعزيز الشراكات بين مؤسسات التعليم العالي الفرنسية والقطرية.
وفي مجال التعليم والبحث، رحب الرئيس الفرنسي وأمير قطر بتوقيع الاتفاقيات بين العديد من المؤسسات الشريكة في فرنسا وفي قطر، وبالتحديد HEC وجامعة قطر، ركائز التعاون الجامعي بين البلدين. واتفق زعيما البلدين على مواصلة دعم تطوير ثانوية بونابرت وثانوية فولتير في قطر، بالإضافة إلى تطوير مشاريع تعليمية جديدة في مصلحة البلدين.
كما رحب الرئيس الفرنسي وأمير قطر بتعزيز التعاون بين البلدين، ولا سيما للمساهمة في التنمية وترقية كرة القدم. ومن أجل بناء شراكتهما الديناميكية، أكدت فرنسا وقطر على عزمهما على مواصلة تعميق الحوار والتعاون طويل الأمد بينهما.