قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن إيرلندا كانت لفترة طويلة، تعد الدولة الأكثر عداء لإسرائيل في أوروبا، ولكن النرويج تفوقت عليها، وهي تواجه حاليا أزمة دبلوماسية حادة مع إسرائيل، يقع في قلبها وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم إيتمار إيشنر- أن إسبن بارث إيدي أدلى بسلسلة من التصريحات القاسية ضد إسرائيل، وكان وزير الخارجية الغربي الوحيد الذي أدان إسرائيل ولم يدع إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة، وقارن إسرائيل بروسيا في 3 مناسبات، وقال إن أوروبا تفقد مصداقيتها عندما لا تدين إسرائيل على الأشياء ذاتها التي أدانت بها روسيا.
وعندما بدأت جلسات الاستماع في القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا على إسرائيل في محكمة العدل الدولية في لاهاي، أعربت النرويج عن دعمها للدعوى، وقال إيدي لعضو في المعارضة إن إسرائيل قد لا تكون ارتكبت إبادة جماعية في غزة، لكنها ترتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
لسبب ما وتفاخر إيدي -حسب الصحيفة- بأن النرويج لا تبيع أسلحة لإسرائيل، ودعا الدول التي تصدر أسلحة إلى إسرائيل إلى التوقف عن القيام بذلك، لأنها قد تكون متورطة بشكل غير مباشر في إبادة جماعية محتملة.
واستغربت الصحيفة تصريح إيدي في مقابلة مع صحيفة شعبية بأن هناك تدهورا في العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، قائلا “أسمع من جميع القنوات أن صبر أميركا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انخفض إلى أقل من 1%، إنها أجواء سيئة للغاية”.
ورغم السلوك الإشكالي لوزير الخارجية النرويجي، اختارت إسرائيل -لسبب ما- أن تكون النرويج هي التي تحتفظ بمئات الملايين من الشواكل من عائدات الضرائب المجمدة التي تخصمها إسرائيل من الواردات الفلسطينية لغزة كجزء من اتفاق بين إسرائيل والولايات المتحدة بعد رفض تل أبيب تحويل الأموال إلى غزة، خوفا من وقوعها في يدي حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال رئيس الوزراء النرويجي يوناس يار ستور إن النرويج مستعدة للتحدث مع حماس للتوصل إلى حل سريع لإنهاء الحرب، ولم تر الصحيفة الإسرائيلية الأمر مفاجئا، لأن النرويج هي إحدى الدول الأوروبية التي لا تصنف حماس “منظمة إرهابية”.
سلوك إشكالي وأشارت الصحيفة إلى ما اعتبرته جانبا آخر من سلوك النرويج الإشكالي تجاه إسرائيل، وذلك بمنع رئيس الوزراء ملك البلاد هارلد الخامس من إرسال تعاز رسمية إلى إسرائيل بعد أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، “في ضوء الطبيعة السياسية للصراع”.
وفي الوقت نفسه، اصطحب إيدي زوجة ولي العهد النرويجي إلى معرض الكتاب في القاهرة، وعرّفها على منظمات الإغاثة العاملة في غزة، وسمعت منها قصصا مفجعة عما يحدث في القطاع، وقال وزير الخارجية في اللقاء نفسه إن ما يحدث هناك “جحيم على الأرض”، ووقف أمام الكاميرات مع زوجة وريث العرش وهي تذرف الدموع، تعبيرا عن تعاطفها مع الفلسطينيين.
السفير الإسرائيلي بالنرويج: سيتعين على إسرائيل بعد الحرب أن تقرر من هم شركاؤها، وليس من المؤكد أن النرويج ستكون منهم
ونبهت الصحيفة إلى موقف النرويج المؤيد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ورفضها قطع التمويل عنها، حتى إن أحد كبار ممثلي الحزب النرويجي الحاكم أوصى بترشيحها لجائزة نوبل للسلام، رغم اتهام إسرائيل لموظفين فيها بالمشاركة في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ونبهت الصحيفة إلى موقف النرويج المؤيد لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ورفضها قطع التمويل عنها، حتى إن أحد كبار ممثلي الحزب النرويجي الحاكم أوصى بترشيحها لجائزة نوبل للسلام، رغم اتهام إسرائيل لموظفين فيها بالمشاركة في أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وعلقت الصحيفة بأن “الرواية الكاذبة بأن إسرائيل هي التي بدأت الحرب على حماس” قد ظهرت في وسائل الإعلام في النرويج، واتهمتها بأنها تسعى دائما إلى شيطنة إسرائيل، مشيرة إلى أن الشارع لا يختلف عن وسائل الإعلام في النرويج، حيث تم تصوير ناشط سلام نرويجي وهو يبصق على صور المحتجزين قرب مدخل السفارة الإسرائيلية في أوسلو.
وقال السفير الإسرائيلي في النرويج نير فيلدكلين إنه سيتعين على إسرائيل بعد الحرب أن تقرر من هم شركاؤها، وليس من المؤكد أن النرويج ستكون منهم لأن الحكومة النرويجية لا تفهم الوضع والعلاقات بين البلدين في أزمة.