في أيلول الماضي، أوقف الاتحاد الماليزي، مدافع المنتخب الوطني يزن العرب مدى الحياة، بعد الاعتداء على حكم بعد أن قام بطرده، لكن لم يكن يتخيّل بعد أشهر قليلة أن يصبح صخرة دفاع منتخب “النشامى” في طريقه إلى أول نهائي بتاريخه في كأس آسيا لكرة القدم.
بعد حصوله على بطاقة حمراء في إياب ربع نهائي الكأس بين فريقه سيلانغور وتيرينغانو، خرج العرب عن طوره واعتدى على الحكم، ما دفع فريقه إلى فسخ عقده والاتحاد الماليزي لإيقافه مدى الحياة.
قدّم ابن الثامنة والعشرين اعتذاره “شاءت الأقدار خروجي عن النص والإساءة إلى الحكم وهذا الأمر فرض علي تقديم الاعتذار لأُسرة نادي سيلانغور الماليزي وللمنظومة الكروية الأردنية والمنتخب الوطني، كون غايات الاحتراف جاءت لأكون سفيراً رياضياً وممثلاً الرياضيين الأردنيين في الخارج”.
تابع “اخطأت وأعتذر بكل أسف من والدي ووالدتي وأهلي عما بدر مني دون وعي وسيطرة على ردة فعلي ونتيجة اختلاط المشاعر والضغوطات السلبية والسيئة معًا واتعهد بعدم تكرار ما حدث وسيكون هذا الشيء درسًا لي”.
وفيما لم تسر العقوبة دولياً على العرب، كانت الأشهر التالية صعبة عليه، فانتقل لفترة قصيرة إلى نادي الشرطة العراقي، ولم يكن متوقعاً أن يكون في عداد منتخب الأردن في كأس آسيا الحالية المقامة في قطر.
لكن المدرب المغربي الحسين عموتة وثق بقدراته، وزجّ به أساسياً إلى جانب عبدالله نصيب في قلب الدفاع، ليؤدي دوره بصلابة وشراسة، ويخرج بلقب أفضل لاعب في ربع النهائي ضد طاجيكستان (1-0).
“مشاكل كثيرة”
وشرح العرب الصعوبات التي واجهها قبل البطولة التي غاب عن نسختها الأخيرة في 2019 بسبب الإصابة، “طبعاً كلّ إنسان يكون في داخله مشاعر متناقضة، قبل ما يقارب الأربعة أشهر كان لدي مشاكل كثيرة وفقدت إنساناً غالياً جداً على قلبي وكنت مهدداً بالغياب عن كأس آسيا، ولكن ها أنا الآن أشارك رفقة زملائي في الإنجاز التاريخي”.
بعد التأهل إلى نصف النهائي، أعلن العرب (57 مباراة دولية) انتقاله إلى معيذر في الدوري القطري “بهدف الحصول على فرصة لأثبت فيها نفسي”.
وبلغ منتخب “النشامى” نهائي البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخه، بعد تغلبه على كوريا الجنوبية القوية في نصف النهائي 2-0، ليضرب موعداً مع قطر المضيفة وحاملة اللقب في نهائي السبت.
قال هاوي نظم الأبيات الشعرية بعد الفوز على كوريا، “لا نتحدّث كثيراً. أفعالنا تتحدث عنا. لن نتوقف هنا. من المباراة الأولى قلنا إننا هنا من أجل التتويج”.