أحداث جسام وتحولات دولية كبرى، وحروب طاحنة عصفت بالإقليم والعالم خلال 25 عاما مضت، وبرغم كل تلك التحولات المصيرية استطاع الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سائرا بسياسة ثابتة، ومتوارثة جيلا عن جيل قائمة على الحكمة والشجاعة والتعقل والوسطية والتوازن تجاوز التحديات وصد المخاطر، بل والمضي قدما نحو الإنجاز والتحديث.
عمل جلالة الملك عبدالله الثاني بعزم وإرادة قوية لا تلين، من أجل رفعة الأردن وازدهاره، والدفاع عن قضايا أمته ومستقبل أجيالها، وتحقيق السلام العالمي؛ وذلك وفاء للرسالة العظيمة التي ورثها، وضمن مسؤوليته الوطنية وواجبه المقدس؛ تلك المسؤولية التي تحدرت إليه من الآباء والأجداد، بعد أن قدموا في سبيلها التضحيات الجسام.
ويشكل الدفاع عن القضية الفلسطينية وجوهرها القدس مبدأ وأمانة راسخة في فكر ودبلوماسية القيادة الهاشمية، وهي حاضرة على الدوام على الاصعدة كافة، حيث لا يتقدمها ملف ولا تعلوها قضية، ورغم كل التحديات والصعاب والضغوطات بقيت مدينة القدس أيقونة الفكر والمسيرة الهاشمية منذ الأزل، وستبقى كذلك إلى الأبد.
وأكّد جلالته أنه ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعا.
وبمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك سلطاته الدستورية، أكّد متحدثون، أن جلالته تمكن بما يحظى به من احترام وتقدير لدى قادة وشعوب الدول العربية والإسلامية وساسة العالم وقادته وصناع القرار ومفكريه من تحقيق مصالح الدولة الأردنية وإدامة علاقاتها الطيبة مع دول العالم كافة، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير، وتحقيق المصالح المشتركة.
وأشار المتحدثون إلى أن الظروف الجغرافية والسياسية وضعت الأردن في وسط إقليم صعب ملتهب، متداخل ومتقاطع المصالح، إلا أن الأردن بقيادة جلالة الملك وحكمته وفهمه الكبير للتوازنات السياسية التي تحكم العالم، مكنته من التعامل مع هذا الواقع بحكمة وتعقل واعتدال، بسياسة خارجية متسمة بالوضوح والثبات في المواقف.