يصادف الرابع من شباط من كل عام إحياء اليوم العالمي للسرطان ، وهو مبادرة عالمية موحدة يقودها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان من خلال رفع الوعي العالمي وتحسين التعليم وتحفيز العمل الشخصي والجماعي والحكومي، حيث يمكن الوقاية من أكثر من ثلث حالات السرطان. ويمكن علاج ثلث آخر إذا تم اكتشافه مبكرًا وعلاجه بشكل صحيح. ومن خلال تنفيذ استراتيجيات مناسبة للموارد في مجال الوقاية والكشف المبكر والعلاج يمكن إنقاذ ملايين الأرواح كل عام، وذلك بحسب المجلس الأعلى للسكان.
وفي حديث المجلس عن الأردن قال إن السجل الوطني للسرطان يتولى ضمن مديرية الأمراض غير السارية في وزارة الصحة عملية جمع البيانات عن حالات السرطان، وذلك لتحديد أنماط الوباء وبالتالي تحسين مستوى الرعاية الصحية التي يتلقاها المرضى. ويقوم السجل بإصدار تقارير دورية تحسّن من عملية صنع القرارات المبنية على الأدلة.
وقال المجلس إن السرطان السبب الرئيسي الثاني للوفاة وفقاً لسجل السرطان الأردني، حيث تم تسجيل ما يقرب من ( 10006) حالة سرطان جديدة في عام 2019 ( 76% منها لأردنيين)، وأكثر من نصف حالات السرطان المسجلة بين الأردنيين هي بين النساء (52,1%) مقابل(47,9% ) بين الذكور.
ووفق المجلس بلغ معدل الإصابة الخام لكافة حالات السرطان بين الأردنيين نحو 104 وفيات لكل مئة ألف من السكان (نحو 98 للذكور و 110 للإناث)، وكانت أعلى نسبة تسجيل للإصابات في إقليم الوسط بسبب كثرة سكانه بنسبة ( 71,2%) من إجمالي الحالات المسجلة للأردنيين و 11% في إقليم الشمال و 4,3% في إقليم الجنوب.
فيما يتعلق بتوزيع الحالات المسجلة للأردنيين لعام 2019 حسب العمر فقد تم تشخيص 44,5% من الحالات بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق، وكانت نسبة الذكور (57%) أكثر من الإناث في هذه الفئة العمرية، بينما تسود الإناث في الفئة العمرية 30-59 سنة (61,7%)، كما أظهر توزيع حالات السرطان الجديدة حسب الفئة العمرية أن 4,1% من الحالات كانت لأعمار أقل من 15 سنة.
وقال المجلس إن نحو 45% من حالات السرطان بين الذكور الأردنيين تحدث وبالترتيب في المثانة والبروستات (18,1%) ( 9% لكل منهما)، القولون والمستقيم (13,7%)، والرئة والقصبة والشعب الهوائية (13%). أما بين الإناث فإن نحو 38,5% من حالات السرطان بين الإناث الأردنيات تحدث للثدي، يليها القولون والمستقيم (9,7%)، ثم الغدة الدرقية (6,2%) وسرطان عنق الرحم (4,3%). أما بين فئة الأطفال فقد كانت اكثر أنواع السرطان شيوعاً هي سرطان الدم بنسبة (33,4%) يليه سرطان الدماغ والجهاز العصبي المركزي (19,4%) ومن ثم سرطان الغدد اللمفاوية (15,9%).
فيما يتعلق بالوفيات بسبب السرطان قال المجلس إن أكثر أسباب الوفاة بسبب السرطان شيوعاً عند الذكور كانت أورام الرئة (27,8%)، والقولون والمستقيم (11%)، سرطان الدم (7,1%)، والمعدة (7,1%)، بينما كانت بين الإناث سرطان الثدي (14,6%)، سرطان الدم (10,6%) ،القولون والمستقيم (10,4%)، الغدد اللمفاوية (6,9% )،الرئة (6.6%).
ولفت إلى أنه لا يزال الكشف المبكر عن السرطانات الإنجابية في الأردن متأخراً، حيث إن نسبة النساء في سن الإنجاب اللواتي أجرين فحصاً ذاتياً أو فحصاً من قبل مختص للكشف عن سرطان الثدي خلال العام الماضي وهو أكثر أنواع السرطان انتشاراً بينهن (نحو 40% من مجموع حالات السرطان بين الإناث) متدنية في الأردن (21%)، حتى بين اللواتي في السنوات الأخيرة من حياتهن الإنجابية (27%)، رغم الحملة الوطنية المكثفة لتشجيع الكشف المبكر عن هذا السرطان التي شهدتها كافة المحافظات في السنوات الأخيرة، وعزت النساء أهم سببين لتدني سعيهن لإجراء فحص شعاعي للثدي (ونسبتهن 9% على مستوى المملكة) إلى أنه لا حاجة لذلك (50%) وإلى غياب المرض والأعراض (38%)، وتوزعت الأسباب العديدة الباقية على الخوف من نتيجة الفحص وغياب الدعم من الأسرة والزوج وبُعد الخدمة والكلفة وغير ذلك.
على الرغم من أن حوالي 65% من النساء في سن الإنجاب قد سمعن عن فحص مسحة عنق الرحم، إلا أن أقل من ربع (24%) النساء في سن الإنجاب ممن سبق لهن الزواج سبق وأن أجرين فحص مسحة عنق الرحم، ووصلت هذه النسبة إلى الثلث بين النساء في السنوات الأخيرة من حياتهن الإنجابية، وتدنت إلى 19% بين النساء ضمن مستويات الرفاه الأدنى. والجدير بالذكر أن اللقاح الواقي من سرطان عنق الرحم لا يُقدم في الأردن، ويعود ذلك إلى أن الفحص للكشف عن الفيروس (HPV) المرتبط بهذا السرطان والمطعوم الواقي من هذا السرطان تكاليفهما مرتفعة. كما لا تنفذ حملات للكشف و/أو الفحص المبكر عن السرطانات التي تصيب الذكور بنفس الزخم والاهتمام كما يحدث بالنسبة للإناث، وفق المجلس.
ويعمل المجلس الأعلى للسكان على متابعة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية والجنسية والتي تناولت جميع مكونات الصحة الإنجابية والتي تم التأكيد عليها في مؤتمر السكان والتنمية الدولي 1994، بما فيها مكون سرطانات الجهاز التناسلي، وتقدم الاستراتيجية إطاراً مرجعياً لتحقيق الإتاحة الشاملة لخدمات ومعلومات الصحة الإنجابية والجنسية المتكاملة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030-2015 وخاصة الهدف الثالث المعنى بالصحة والرفاه. ويؤكد المجلس على أن معالجة عبء السرطان تتطلب اتباع نهج متعدد القطاعات ومتعدد التخصصات وقائم على الأدلة يستند إلى التغطية الصحية الشاملة للوقاية الفعّالة من السرطان، والكشف المبكر والتشخيص والعلاج والرعاية التلطيفي، وأهمية بناء الاستجابات الوطنية على استراتيجية شاملة لتوجيه أنشطة الوقاية من السرطان ومكافحته.
وفي حديثه عن دول العالم قال المجلس إن السرطان يعد سببا رئيسيا للوفاة ومعيقا مهما لرفع توقع الحياة في كل دول العالم، وبناء على تقديرات منظمة الصحة العالمية يعد السرطان السبب الثاني أو الأول للوفاة قبل العمر 70 عاماً في 112 دولة من أصل 183 دولة، كما أنه يشكل العامل الثالث أو الرابع في 23 دولة أخرى. حيث يصاب واحد من كل خمسة رجال وامرأة واحدة من كل ست نساء حول العالم بمرض السرطان خلال حياتهم؛ ويقدر وفاة رجل واحد من كل ثمانية رجال مصابين بمرض السرطان ووفاة إمرأة واحدة من كل إحدى عشرة امرأة مصابة بالمرض.
وفقاً لتقديرات المرصد العالمي للسرطان، بلغ عدد الإصابات الجديدة بالسرطان في العالم والمسجلة في عام 2020 (19,292,789) إصابة ( 52% من الإصابات من الذكور مقابل 48% من الإناث) بمعدل إصابة 222 لكل 100 ألف من الذكور و 187 لكل 100 ألف من الإناث، مقارنة بحوالي 18,1 مليون إصابة سجلت عام 2018، وبسبب عدد السكان الكبير في قارة آسيا سُجلت فيها أعلى الإصابات الجديدة بما نسبته 49% من إجمالي الإصابات الجديدة في العالم مقارنة بـ 22,8 % في قارة أوروبا و 13,3% في أميركا الشمالية و 5,7% في قارة إفريقيا. كما بلغ عدد المتعايشين مع مرض السرطان في غضون خمس سنوات من تشخيص المرض خلال الفترة (2015-2020) حوالي (50,550) مليون إصابة، كما يتوقع أن يسجل في العالم عام 2040 حوالي 30 مليون إصابة جديدة في ذلك العام.
أكثر أنواع السرطانات شيوعاً هو سرطان الثدي ونسبته 11,7% من إجمالي الإصابات الجديدة عام 2020، يليه سرطان الرئة بنسبة 11,4% ثم سرطان القولون والمستقيم (10%)، أما حسب الجنس فقد شكل سرطان الرئة أكثر السرطانات شيوعاً بين الذكور 14,3%، أما بالنسبة للإناث فكان سرطان الثدي هو الأول بنسبة 24,5 % من إجمالي الإناث المصابات بالسرطان. كما أن 13% تقريباً من حالات السرطان التي تم تشخيصها على مستوى العالم تعود إلى حالات عدوى مسرطنة، بما في ذلك فيروس الورم الحليمي الذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، وفيروس التهاب الكبد سي وبي الذي يتسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الكبد.
أما فيما يتعلق بالوفيات، فقد بلغ عدد الوفيات المسجلة بسبب السرطان عام 2020 (9,958,133) وفاة ( 55% منها من الذكور) سجل منها 58,3 % في قارة آسيا، وكان (18%) من الوفيات بين المصابين بسرطان الرئة و( 9,4% ) بين المصابين بسرطان القولون والمستقيم و( 8,3% ) بين المصابين بسرطان الكبد . وأدنى نسبة وفيات كانت بين المصابين بسرطان البروستات (3,8%). ومن المتوقع أن يرتفع العدد الإجمالي لوفيات السرطان في جميع أنحاء العالم بأكثر من 60 في المائة في العقدين المقبلين، إلى 16 مليون شخص كل عام، مع معاناة الدول منخفضة ومتوسطة الدخل من عبء هذه المأساة الصحية العالمية، ومعدلات وفاة تفوق بكثير المناطق الأكثر ثراء.
وفيما يتعلق بتوفر العلاج والرعاية فإن حوالي 14 % فقط من مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى رعاية ملطّفة يحصلون عليها. ومن بين البلدان ذات الدخل المرتفع وتلك ذات الدخل المنخفض، فإن العلاج الشامل متاح في أكثر من 90 % من البلدان ذات الدخل المرتفع، ولكنه متاح بأقل من 15 في المائة في البلدان ذات الدخل المنخفض.