اكتشف علماء الكواكب الأوروبيون والعرب أحجارا كبيرة الحجم ذات خصائص مغناطيسية فريدة في الحفرة القمرية Rainer-K، مما يؤثر على حركة الغبار القمري في المنطقة المجاورة لهذه الحجارة.
وقال أوتافيانو رويش الباحث في جامعة “مونستر” الألمانية: ” لقد اكتشفنا هذه الأحجار مباشرة بعد دراسة أول صورة فوتوغرافية لهذه المنطقة من القمر. وتختلف طبيعتها جذريا عن طبيعة جميع الصخور القريبة الأخرى لأنها تبعثر الضوء بشكل أضعف بكثير من صخور أخرى. ونعتقد أن مظهرها غير العادي يعود إلى طريقة تفاعل هذه الحجارة مع الغبار وبنية جزيئات هذا الغبار”.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف أثناء دراسة صور فوتوغرافية عالية الجودة لـ”محيط العواصف” في المنطقة الاستوائية للقمر تم الحصول عليها باستخدام كاميرات مسبار LRO القمري المداري. وبحث العلماء في هذه الصور عن صخور قمرية كبيرة تفككت بفعل الحرارة وعوامل طبيعية أخرى. ويفترض أنها أجزاء من صخور قديمة من قشرة القمر ووشاحه، مما يجعلها مثيرة للاهتمام في سياق دراسة تاريخ تكوين القمر.
عندما بدأ العلماء في البحث عن صخور متصدعة مماثلة في محيط فحرة Rainer-K، اكتشفوا أن جزءا صغيرا ولكن مهما من الحجارة المحلية يبدو مختلفا تماما عن الأحجار الأخرى ذات الحجم المماثل الموجودة على سطح القمر. وفي زوايا رؤية معينة، بدت أغمق بكثير من الأحجار المجاورة، ويرجع ذلك إلى أن هذه الأحجار تشتت ضوء الشمس بطريقة فريدة لا تتميز بها أجزاء الصخور القمرية الأخرى كلها.
وكشف الفحص اللاحق لصور هذه الصخور الأحجار أن تلك الصخور القمرية كانت مغطاة بطبقة سميكة من الغبار. وكانت أحجام جزيئاتها، وكذلك خصائصها الفيزيائية وترتيبها، مختلفة تماما بالنسبة للأحجار المرصوفة بالحصى “المظلمة” مقارنة بأحجار مجاورة. وأشارت الحسابات والأرصاد اللاحقة إلى أن سبب هذه الاختلافات تكمن في أن هذه الأحجار المرصوفة بالحصى لها خصائص مغناطيسية شاذة.
ويدعم تلك الفرضية على وجه الخصوص وجود إحدى الشذوذات المغناطيسية القمرية والتي كان العلماء يدرسون طبيعتها لفترة طويلة داخل الحفرة Reiner-K وفي المنطقة المجاورة لها مباشرة.
وخلص الباحثون إلى أن الأرصاد اللاحقة لهذه الحفرة ستساعد في الكشف عن طبيعة “المغنطة” وغيرها من الخصائص الشاذة لتلك الحجارة.