حراك دبلوماسي أردني حاضر بقوة منذ بدأ العدوان الغاشم على غزة، هذا الحراك المبذول من قبل جلالة الملك عبد الله الثاني على مرأى من العالم ومسمعه في سبيل وقف هذه الحرب التي اخترقت جميع قواعد النزاع وفق قواعد القانون الدولي، الدبلوماسية الاردنية باطرافها المتعددة وعبر وزير الخارجية ايمن الصفدي اوضحت للعالم وشعوبه حجم الكارثة التي يعيشها أهالي هذا القطاع المحاصر، وادت في محصلة الامر الى تغيير وجهات نظر الكثيرين.
فمنذ أربعة أشهر، ما زال الاردن ومصر على موقفهما بضرورة وقف النار، مع التركيز على اغاثة المتضررين من هذه الحرب، عبر زيادة المساعدات الموجهة للقطاع، هذه المساعدات التي تشكل بالنسبة لاهل غزة اداة نجاة لمواجهة آلة الحرب الاسرائيلية، التي لا ترحم احدا.
ووفقا للخطاب الحازم الذي يقوده جلالة الملك امام المجتمع الدولي فإن رؤية جلالته تتصف دوما بالحكمة وقراءة الحاضر والمستقبل، ويتمحور هذا الخطاب دوما حول مآلات هذه الحرب الكارثية ومخاطر الابتعاد عن الحل السياسي الذي يتضمن اقامة دولة فلسطينية، مع الاخذ بعين الاعتبار ان ما يجري من احداث سينقل المنطقة برمتها الى حرب مفتوحة الجبهات، في دعوة من جلالته الى التحرك لوضع حد لما يحدث.
استاذ العلوم السياسية، في الجامعات الاردنية الدكتور غازي الربابعة اكد أنّ الدبلوماسية الاردنية كانت متقدمة في مواقفها لدعم غزة ومناصرة اهلها، ولجلالة الملك عبدالله الثاني دور مميز بحكم علاقته مع الاقليم وعلى المستوى العالمي ومن خلال جولاته الخارجية والمحادثات التي أجراها مع الزعماء والقادة والمسؤولين الدوليين بذل جهدا حثيثا لتخفيف معاناة اهل غزة، مع اصرار الاردن منذ بدء الحرب على ضرورة وقف هذه الحرب التي تأخذ المنطقة بمجملها لمنحى خطر.
وبين الربابعة في تصريحاته لـ»الدستور «ان وزارة الخارجية، سيما وزير الخارجية ايمن الصفدي اجرى محادثات مكوكية في مختلف الاتجاهات لتوضيح خطر هذا المشهد، وكان للاردن دور مميز في الامم المتحدة وفي مجلس الامن مع الاشقاء العرب للتحدث مع الدول الفاعلة في هذا المجلس، وبالضرورة الاشارة الى ان نجاح الاردن في بناء مستشفى في غزة بالاضافة الى المستشفى القديم في خان يونس وكذلك في الضفة، وعبر الدبلوماسية الاردنية تمكن من ادخال مساعدات سواء عبر القوافل او عبر انزال المساعدات الجوية من خلال سلاح الجو، وكان لهذه الجهود ثناء من قبل العالم.
واضاف الربابعة انه من المعروف ان الاردن دوما يقوم بدور فعال في الازمات من اجل علاجها، وفي الحقيقة فان الاردن يمثل سياسة الاعتدال والوسطية، ومن هنا نرى دوما ان العاصمة الاردنية استقبلت وتستقبل افواجا من الزعماء والقادة والمسؤولين، لبحث قضايا المنطقة، فالاردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يلعب دورا محوريا في اغلب هذه القضايا.
حضور مؤثر
وأشار استاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك د. خالد الدباس ان الحراك الدبلوماسي الاردني يعد من اقوى الدبلوماسيات التي حضرت في سبيل ايجاد حلول لقضية غزة، نظرا لارتباط الاردن بشكل جوهري في القضية الفلسطينية، فالموقف الاردني ثابت وواضح منذ بدء الحرب، وتركيز الاردن يقوم على ضرورة ايجاد حل عادل وشامل لهذه القضية، بمجملها بما يضمن الحقوق للأشقاء الفلسطينيين.
وبين الدباس في تصريحاته لـ»الدستور»ان الموقف الاردني وايضا الشعبي متناغم بشكل كبير، وفي الحقيقة فمنذ 4 أشهر فإن جلالة الملك عبد الله الثاني وايضا وزير الخارجية ايمن الصفدي في خطابهم مع الاطراف الغربية شددوا على وقف هذه الحرب، بوصفها «حرب ابادة» مع اهمية دعم الاهل في غزة من خلال ضرورة ادخال المساعدات لهذا القطاع الذي يعاني من الدمار.
وختم الدباس بالقول « التعبير الدبلوماسي الذي ينتهجه الأردن في غاية الأهمية وما يقوم به الأردن مؤثر خاصة على الغرب، لا سيما أن استقرار وأمن هذه المنطقة يعني تلقائيًّا استقرارهم».