الملك: لا يمكن أن ندير ظهورنا للاجئين لأن ذلك يتنافى مع صميم هويتنا.
الملك: الأردنيون يشعرون بشكل متزايد بأن العالم يدير ظهره للاجئين ويتجاهل جهودهم كمستضيفين للاجئين.
الملك: نتعامل مع أزمة نزوح في المنطقة بعد أن اضطر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني في غزة للفرار هربا من القصف المتواصل.
الملك: المجتمع الدولي يدرك أكثر من أي وقت مضى أن الحلول المؤقتة لم تعد ممكنة.
الملك: الأزمات العالمية تستوجب التشارك في تحمل المسؤولية على المدى الطويل.
الملك: الأردن يضغط باتجاه استجابة إنسانية أكثر تنسيقا في غزة ويقدم الدعم للفلسطينيين بكل الطرق الممكنة.
الملك: الأردن لا يزال يتحمل التكاليف والأعباء الثقيلة الناجمة عن استضافة مجتمعات اللاجئين.
الملك: الأردن تلقى 22% من احتياجات خطة استجابته للأزمة السورية العام الحالي وهي “الأدنى على الإطلاق”.
الملك: التمويل الدولي اللازم للوفاء بالتعهدات تجاه اللاجئين في انخفاض مطرد.
الملك: الأردن سيبقى ملتزما بتوفير التعليم والخدمات الطبية وتوفير فرص كسب العيش للاجئين.
الملك: غياب الالتزامات بعيدة المدى في التمويل الدولي ستزيد هشاشة الظروف المعيشية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم.
الملك: الأردن حذر من مخاطر ترك جيل ضائع وراءنا.
الملك: لا يمكن للمجتمع الدولي أن يزدهر إذا أدار ظهره للفئات الأكثر ضعفا
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني، الأربعاء، كلمة في المنتدى العالمي للاجئين، الذي يعقده الأردن بالشراكة مع كولومبيا وفرنسا واليابان وأوغندا، وتستضيفه حكومة سويسرا بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقال جلالته إن منح الملاذ الآمن للاجئين جزء لا يتجزأ من المبادئ الوطنية الأردنية، خصوصا في هذه المنطقة المضطربة.
وأضاف جلالته خلال كلمة في المنتدى العالمي للاجئين في جنيف، أنه “لا يمكن أن ندير ظهورنا للاجئين لأن ذلك يتنافى مع صميم هويتنا، والأردنيين يشعرون بشكل متزايد بأن العالم يدير ظهره لهم، ويتجاهل جهودهم كمستضيفين للاجئين”.
وأكد جلالته على أن الأردن يستضيف ما يقارب 4 ملايين لاجئ من جنسيات مختلفة، بما في ذلك حوالي 1.4 مليون سوري. يمثل اللاجئون بالمجمل أكثر من ثلث سكاننا البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة.
وخلال كلمته في المنتدى العالمي للاجئين، شكر جلالته سويسرا والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على استضافة المنتدى وشكر الدول الشريكة، لإدراكها الحاجة إلى تسليط الضوء على أزمة اللاجئين كقضية عالمية كبرى، وهي قضية يعرفها الأردن جيدا.
وأضاف جلالته “بينما تتزاحم الأزمات الخطيرة لتستحوذ على الاهتمام الدولي، يتراجع التركيز على محنة اللاجئين والبلدان المستضيفة لهم، إلا أن المجتمع الدولي لا يملك ترف تجاهل هذه القضية”.
وقال جلالته إنه تحدث قبل بضعة أشهر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وحث العالم وقتها على عدم نسيان اللاجئين السوريين، مضيفا “الآن، بينما نجتمع نجد أنفسنا نتعامل مع أزمة نزوح أخرى في المنطقة، فقد اضطر أكثر من 1.9 مليون فلسطيني في غزة، والكثير منهم يعد من اللاجئين، إلى الفرار من منازلهم داخل القطاع وسط حملة قصف متواصلة”.
ودعا جلالته المجمتع الدولي إلى أن يدرك أكثر من أي وقت مضى، أن الحلول المؤقتة لم تعد ممكنة، وأن الأزمات العالمية تستوجب التشارك في تحمل المسؤولية على المدى الطويل.
وأكد على أن الأردن يضغط باتجاه استجابة إنسانية أكثر تنسيقا في غزة، ويقدم الدعم للأشقاء الفلسطينيين وأونروا بكل الطرق الممكنة، “لكن لا يزال يتحمل التكاليف والأعباء الثقيلة الناجمة عن استضافة مجتمعات اللاجئين التي تعيش بيننا”.
ولتوضيح حجم هذا العبء بشكل أكبر، قال جلالته إن عدد اللاجئين المسجلين في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأردن يبلغ 2.3 مليون لاجئ، إضافة إلى أكثر من 730 ألفا آخرين مسجلين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهناك حوالي مليون لاجئ آخر غير مسجل في أي من الوكالتين.
وأكد أن للشركاء الدوليين دورا حيويا في التعامل مع ذلك، وحظيت خطة استجابة الأردن لأزمة اللاجئين السوريين باعتراف عالمي، ومع ذلك لم يسبق وأن تم تمويلها بالكامل على الإطلاق. والواقع أن التمويل الدولي اللازم للوفاء بالتعهدات، في انخفاض مضطرد، وحتى الآن، لم نتلق هذا العام سوى حوالي 22% من احتياجات خطة الاستجابة، وهو “أدنى مستوى على الإطلاق”.
وأشار جلالته إلى أنه يتم تغطية ما تبقى من الاحتياجات من خلال الموازنة العامة للأردن، مما يفاقم من تحدي النفقات وتسبب بضغوط إضافية على الموارد المستنزفة، خاصة المياه، في وقت نعمل فيه جاهدين للتعامل مع التبعات المزدوجة لأزمة اللجوء والتغير المناخي.
وأضاف جلالته “وفي بلد تعد حصة الفرد فيه من المياه من أقل الحصص على مستوى العالم، أصبحت تلبية احتياجات المياه للمواطنين واللاجئين تحديا خطيرا، ويهدف أحد المشاريع الكبرى الذي نأمل أن يخفف من هذه الحالة الطارئة إلى تحلية مياه البحر الأحمر من خليج العقبة، ليتم تزويدها إلى المراكز السكانية الرئيسة”.
وأكد جلالته أن الأردن سيبقى ملتزما بتوفير التعليم للاجئين في مدارسه، وتقديم الخدمات الطبية لهم في مستشفياته، وتمكينهم من الوصول إلى الفرص لكسب معيشتهم، مضيفا “لكن توفر التمويل الكافي محوري لنتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات الأساسية”.
وأضاف جلالته “في ظل غياب الالتزامات بعيدة المدى في التمويل الدولي المرن، ستتزايد هشاشة الظروف المعيشية للاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم في الأردن، وستتعاظم المخاطر التي تواجههم”.
وقال جلالته إن الانخفاض الحاد في تمويل وكالات رئيسة كبرنامج الأغذية العالمي والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يؤثر سلبا على مستوى الخدمات المقدمة للاجئين، بما في ذلك المساعدات النقدية والتعليم والرعاية الصحية. فبعد تقليص الدعم المقدم من برنامج الأغذية العالمي هذا العام للاجئين المعرضين للخطر، أصبح التراجع في الأمن الغذائي والاعتماد على الذات حقيقة مرة للغالبية العظمى منهم، إذ يعاني 91% منهم من انعدام الأمن الغذائي، مقارنة بـما نسبته 63% قبل تقليص الدعم”.
وأضاف جلالته أنه “لسنوات عديدة، وفرنا نحن وغيرنا من الدول المستضيفة، الملجأ والتعليم والخدمات الصحية وفرص العمل والموارد للاجئين، على الرغم من الكلفة الباهظة التي جاءت على حساب تقدمنا الاقتصادي، لكننا نعي أن هذا التزام طويل المدى نتحمله بالنيابة عن المجتمع الدولي. وبنفس القدر، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يلجأ للحلول قصيرة المدى وأن يتجاهل هذه الأزمة ليمضي إلى التعامل مع الأزمة التي تليها”.
وأكد جلالته أن الأردن حذر من مخاطر ترك جيل ضائع وراءنا، إلا أنه عوضا عن إحراز تقدم في الوصول إلى حل لأزمة اللجوء المتجددة والمستمرة بالتوسع، ورغم نشوء أزمات لجوء جديدة، نرى الاهتمام بهذه الأزمة يتضاءل ولا يمكن لهذا الحال أن يستمر، ولا يمكن للمجتمع الدولي أن يزدهر إذا أدار ظهره للفئات الأكثر ضعفا.