هلا نيوز – عمان
كشف الباحث الاردني في الإرث الوطني بكر الرقاد عن قصة قديمة جديدة لتفاصيل تحنيط مومياء اردني تعود الى عصر الانباط الذين عاشوا في مناطق جنوبي غربي الاردن .
وقال الرقاد في تصريحات لـ خبرني ، مساء الاربعاء ، بان البحر الميت أعجوبة من اعاجيب البشرية، وبالرغم من كونه عديم الحياة السمكية بسبب ملوحته، إلا أن جنباته شهدت على الكثير من صراع الحضارات.
واضاف ان الأردنيين الأنباط عاشوا على جنباته وأدركوا أهميته المادية الكبيرة للبشرية فكان نقطة من نقاط الصراع بينهم وبين الفراعنة والبطالمة من بعدهم، فكان الصراع على النفط القديم، القطران والاسفلت؛ (نفس الأسفلت الذي يعد جزءاً أساسياً من علم التحنيط الفرعوني) .
وتابع الرقاد ، بان ملوحة التربة في منطقة البحر الميت، حافظت على أجساد الكثير ممن دفنوا على جوانبه، تحنيطاً طبيعياً من يد الطبيعة لوحدها بدون تدخل بشري، وتستطيع رؤية ذلك إن زرت متحف (أخفض بقعة على وجه الارض) الذي أفتتح عام 2012، فترى مومياء لشابٍ نبطيٍ يتراوح عمره بين الخامسة والعشرين والثلاثين من عمره.
واشار الى ان الشاب هو إحدى المومياوات التي اكتشفت في موقع خربة قزون عام 1996 على يد دائرة الآثار العامة وبالتعاون مع الدكتور دينو بوليتس. حيث احصى الدكتور أكثر من 3500 قبرا عميقا، واكتشف 22 مدفنا من تلك القبور.
وبين الرقاد ان معظم القبور حفرت على عمق مترين تقريبًا، وجرى توجيهها إلى الشرق وتغطيتها بألواح من الطوب، وهي ممارسة معروفة حتى الآن فقط في خربة قمران ولكن تم وضع رؤوس الموتى عند الطرف الجنوبي من القبر.
وتابع بان الظروف الجافة والمالحة للتربة التي دفنوا فيها سمحت بحفظ العديد من الجثث بشكل جيد للغاية حيث كان بعضها ملفوفًا بأغطية جلدية ونسيجية.
واحتوت على العشرات من الملابس الكاملة وشبه الكاملة اكتشافًا مهمًا لأنها توجد عادة في حالة مجزأة وبعدد قليل وبالتالي كان من الممكن تمييزها على أنها عباءات وسترات وشالات مصنوعة من الصوف والكتان والقطن على الطراز اليوناني الروماني وفقا للرقاد
وقال ان هناك عددا قليلا من هذه المدافن احتوت على بضائع جنائزية ، مثل الأساور الحديدية والنحاسية والأقراط الفضية والذهبية والخرز ، وكان هناك جعران واحد كما تم اكتشاف عصا خشبية وصنادل وإكليل من الزهور في المقابر شكلت نوعا فريداً للدفن الاستثنائي، وهذا يعود تفسيره إلى العقائد الدينية لدى سكان الممالك الأردنية القديمة التي اتخلطت بالثقافة الفرعونية، خصوصاً أننا نجد هذا التأثير المتبادل في اللقى الأثرية التي تمثل الجوانب الثقافية والتجارية للطرفين، كالاختام الاسطوانية والنقوش وتشابه الالهة القديمة وغيرها.
الأردن متحف مفتوح للهواء الطلق، يحتضن الكثير من الاعجايب التاريخية التي لم يكتشف ولا يعرف عنها الكثير، وما تزال انجازات الأجداد القدامى من الحضارات الاردنية القديمة تحت التراب، تنتظر أن يتم أكتشافها بحسب الرقاد .