أكّد وزير الداخلية، مازن الفراية، أنّ هناك دعوات غير واعية للمسير وتنظيم وقفات احتجاجية في المناطق الحدودية مع فلسطين.
وبيّن الفراية، في إحاطة صحفية قبيل ترؤسه لاجتماع المجلس الأمنيْ بمحافظة العاصمة أمس الأربعاء بحضور وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور مهند المبيضين والحكام الإداريين في المحافظات عبر تقنية الاتصال المرئي (عن بُعد)، أن هذه المناطق هي مناطق عمليات تتواجد “فيها القوات المسلحة ولديها قواعد اشتباك – تنبّه ثم تطلق النار – وواجبها منع التسلل من وإلى أراضي المملكة، ومن هنا جاء منع مثل تلك المسيرات في هذه المناطق لتجنيب المواطنين الأردنيين الخطر”.
وأوضح أن هناك مناطق حساسة داخل العاصمة عمان مثل: دوار الداخلية والدوار الرابع، وهما يؤثران على صيرورة الحياة العامة، مطالباً المتظاهرين بعدم الذهاب لتلك المناطق الحيوية.
وقال الفراية: “أعلم بأن الجميع حزين على ما يحدث في قطاع غزة، وما حدث في المستشفى المعمداني جريمة بشعة تتطلب المحاسبة، مطالباً الجميع بضبط النفس والاستمرار بالحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة خلال المسيرات والوقفات الاحتجاجية ضد العدوان على غزة”.
وأشار إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، أكّدا بأن ما حدث في مستشفى المعمداني جريمة حرب آثمة.
ولفت إلى الجهد الكبير الذي قام به جلالة الملك منذ اليوم الأول من العدوان على غزة، قائلاً: جلالة الملك تحرك منذ بداية الأزمة وحدد المشكلة بوضوحٍ وأشار على أساسها إلى الاحتلال الإسرائيلي، كما أجرى اتصالات إقليمية ودولية أثمرت عن تشكيل رأي عام دولي يتضامن مع ما يحدث في القطاع من تدمير وقصف وقتل للأبرياء.
وأكد الفراية أن جلالة الملك شدد على أهمية وقف العدوان على غزة فوراً، وإدخال المساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية العاجلة إلى قطاع غزة.
وقال: إنه وبتوجيهات ملكية أرسلت طائرة إغاثة عاجلة إلى قطاع غزة، ووصلت إلى مطار العريش الدولي، ومن ثم إلى معبر رفح، بانتظار فتح المجال لها للدخول للقطاع.
وبين أن جلالة الملك وجّه الحكومة رغم الظرف الاقتصادي الصعب الذي تعانيه المملكة، بتخصيص مبلغ 3 ملايين دينار إلى (الأونروا) التي تعاني من ضائقة مالية، لتواصل تقديم خدماتها تجاه أبناء قطاع غزة، إضافة إلى إطلاق الهيئة الخيرية الهاشمية حملة لإغاثة أهل غزة.
كما جدد التأكيد على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأردن المركزية، مبيناً أن جلالة الملك قال في خطاباته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وافتتاح الدورة العادية لمجلس الأمة بأننا في الأردن بوصلتنا هي فلسطين.
ولفت الفراية إلى أن قطاع غزة بحاجة لمسارين من الأردن؛ المسار الأول رسمي يقوده جلالة الملك لوقف الحرب على غزة، ومنع تهجير سكانها من أراضيهم، وإدخال المساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية إلى القطاع.
أمّا المسار الثاني، بحسب الفراية، فيتعلق بتعبير المواطنين عما يشعرون به من غضبٍ وألمٍ واستياء عمّا يحدث في قطاع غزة من حربٍ ضد الأبرياء.
وبيّن، في هذا الصدد، أن توجيهات جلالة الملك منذ اليوم الأول للحرب على غزة “أن حرية التعبير سقفها السماء، وللمواطنين حرية ممارستها بشكلٍ يومي، لا سيما في ظل المأساة الإنسانية في قطاع غزة للضغط على العالم لوقف الحرب على القطاع”.
وأعرب الفراية عن تقديره لمواقف الأردنيين الداعمة والمساندة للأشقاء الفلسطينيين في غزة.
وأكّد أن المسيرات التضامنية سُمح لها، وستبقى في كل مكان، وقد أظهرت وحدة الأردنيين ووقوفهم خلف جلالة الملك للضغط على دول العالم بضرورة إيقاف الحرب على غزة.
ونبّه إلى ضرورة الانتباه من المنشورات والدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي من قبل عناصر متطرفة تدعو للاشتباك مع الأجهزة الأمنية وتشرح للمواطنين آلية صنع قنابل المولوتوف؛ بهدف الوصول إلى الحدود والأغوار.
وأشاد الفراية بدور الأجهزة الأمنية في حماية أمن وسلامة المواطنين خلال المسيرات، مطالباً هذه الأجهزة بالتحلّي بأعلى درجات ضبط النفس خلال التعامل مع الوقفات التي يعبّر فيها المواطنون عن غضبهم لما يجري في قطاع غزة.