قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، فيليب لازاريني، الأربعاء، إن “غزة تختنق ويبدو أن العالم قد فقد إنسانيته” وذلك بعد قصف إسرائيلي طال مستشفى في وسط مدينة غزة مما أدى إلى استشهاد وجرح مئات الفلسطينيين.
ودعا لازاريني خلال مشاركته في الجلسة الاستثنائية الثامنة عشرة لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، إلى دعم ثابت و”دون قيد أو شرط الجهود الإنسانية الرامية إلى حماية المدنيين في غزة”.
واستشهد وأصيب 500 فلسطيني على الأقل في قصف إسرائيلي على المستشفى المعمداني الثلاثاء، وسط تنديد عربي ودولي.
وتحدث لازاريني في هذا الصدد، عن “صور مروعة لا تزال تخرج من المستشفى الأهلي (المعمداني) في غزة”، مشيرا إلى استشهاد 6 وإصابة العشرات في قصف إسرائيلي على مدرسة تابعة لأونروا تؤوي 4 آلاف نازح فلسطيني. ومنذ 12 يوما على بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة استشهد ما لا يقل عن 3.4 آلاف فلسطيني غالبيتهم نساء وأطفال.
وقال إن “كارثة غير مسبوقة تتكشف أمام أعيننا … نتلقى كل ساعة المزيد والمزيد من نداءات المساعدة اليائسة من الناس في جميع أنحاء قطاع غزة”.
واضطر ما لا يقل عن مليون فلسطيني إلى الفرار من منازلهم في أسبوع واحد فقط، وفق لازاريني الذي قال إن “أكثر من نصف مليون نازح يعيشون في مدارس أونروا ومبانيها الأخرى في جنوب غزة”.
وأشار إلى “عدد غير معروف من الأشخاص الذين لم تعد أونروا قادرة على مساعدتهم، موجودين في مقرنا في الجزء الشمالي من القطاع”.
واستشهد 14 موظفا في أونروا “بشكل مأساوي” منذ بدء العدوان، بحسب لازاريني الذي قال إن “معظم موظفينا البالغ عددهم 13 ألف موظف في غزة قد شردوا”.
ولم تسمح إسرائيل بدخول أي شحنة من المساعدات إلى قطاع غزة منذ بداية عدوانها بسبب الحصار الكامل الذي تفرضه. وقال لازاريني إن “وقف إطلاق النار الإنساني الفوري” يسمح، دون تأخير، بـ “الوصول الآمن ودون عوائق إلى المساعدات الإنسانية”.
ويضطر الناس إلى شرب مياه غير صالحة للاستهلاك، وذلك لأن “المياه النظيفة الصالحة للشرب غير متوفرة”، على ما ذكر لازاريني، مشيرا إلى أن مخزونات المواد الغذائية ومواد النظافة والأدوية “تتضاءل بسرعة … ونحن على شفا أزمة صحية وصرف صحي كبيرة”.
وتجد أونروا، أكبر وكالة مساعدات في قطاع غزة، “نفسها غير قادرة على حماية ومساعدة المدنيين وهم يواجهون التصعيد الأكثر مأساوية وخطورة” بحسب لازاريني.
وقال إن “الأهداف الأكثر إلحاحا والتي يجب علينا جميعا أن نعمل من أجل تحقيقها هي ضمان حماية المدنيين، بما في ذلك عمال الإغاثة، ومنح وصول المساعدات الإنسانية، وأن أونروا لديها الموارد التي تحتاجها للاستجابة لمأساة إنسانية غير مسبوقة تتكشف، بينما يراقب العالم”.
لازاريني دعا إلى الوقف الفوري للهجمات على المدنيين بما في ذلك موظفو الأمم المتحدة والعاملون في المجال الإنساني ومبانيها، وقال: “يجب أن نكرر أن القانون الإنساني الدولي يجب أن يسود”.
وتعاني أونروا من نقص قدره 100 مليون دولار أميركي في ميزانيتها الأساسية لهذا العام، وقال لازاريني “يجب أن تحصل أونروا على الموارد الكافية”.
وأوضح أن موظفي الوكالة الأممية بما في ذلك العاملون في غزة، الأطباء والممرضون والمختصون الاجتماعيون وعمال النظافة وحراس الأمن “سيعانون إذا لم نتمكن من دفع رواتبهم، وهو خطر حقيقي اعتبارًا من الشهر المقبل”.
وأصدرت أونروا “نداء عاجلا بقيمة 104 ملايين دولار من أجل استجابتها الطارئة الفورية لأكثر من مليون لاجئ فلسطيني نازح ومستضعف، من المرجح أن يتم تنقيح هذا النداء قريبًا” وفق لازاريني.