منذ أسبوع شكل ملف الأسرى الذين احتجزتهم حركة حماس خلال هجومها المباغت في السابع من أكتوبر الجاري، نواة الحراك الدبلوماسي الجاري بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وقطر وغيرها من الدول المعنية.
فخلال زياراته المكوكية التي تنقل فيها بين تل أبيب والقاهرة والدوحة، عكف وزير الخارجية الأميركية على إثارة موضوع الأسرى الذين يقدر عددهم بنحو 200، من ضمنهم مدنيون وجنود إسرائيليون.
ودخلت تركيا التي تربطها علاقات جيدة مع حماس على الخط أيضاً.
أجانب ومدنيون وأطفال
إذ أعلن وزير خارجيتها حقان فيدان، اليوم الثلاثاء، أن بلاده تناقش مع حماس إطلاق سراح أجانب ومدنيين وأطفال تحتجزهم.
وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني عبدالله بو حبيب خلال زيارة إلى بيروت “وصلتنا حتى الآن طلبات من دول عدة لإطلاق سراح مواطنيهم. وبالنتيجة، بدأنا نقاش هذا الموضوع، وخصوصاً مع الجناح السياسي في حركة حماس”، مضيفا “جهودنا متواصلة” في هذا الصدد.
قوى صديقة
بدوره، أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحافي في تيرانا، اليوم، هذا الملف أيضا. وقال “هناك مناقشات مكثفة تتقدم” من أجل الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى حماس.
إلا أن ماكرون لم يدل بكثير من التفاصيل، قائلا “أريد أن أكون حذرا جدا، ولا يمكن قول المزيد، أولا من أجل عدم خلق توقعات قد تكون مخيبة للآمال، خصوصا عدم تعريض المحادثات المكثفة التي نجريها للخطر”.
لكنه أوضح أن المباحثات تتقدم، وأن باريس تتابعها ساعة بساعة. وألمح إلى “اتصالات مع قوى صديقة تتوسط مع حماس لتأمين الإفراج عن الفرنسيين وكل الرهائن الآخرين” وفق تعبيره، دون أن يسمي تلك القوى.
أول الخارجين
أتت تلك التصريحات بعدما ألمحت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الاثنين، إلى “ليونة ما في ما يتعلق بالأسرى الأجانب على وجه الخصوص، إذ أكدت أن “غير الإسرائيليين” الذين أسروا في السابع من أكتوبر هم “ضيوف”، وسيتم إطلاق سراحهم عندما تسمح الظروف بذلك.
علماً أن الحركة لا تعتبر مزدوجي الجنسية أي الذين يحملون جنسية أخرى غير الإسرائيلية أجانب، وبالتالي لا يعرف عدد هؤلاء الذين قد يفرج عنهم لاحقا إذا ما وافقت حماس.
وكان ممثل كتائب “عز الدين القسام” أبو عبيدة، كشف في فيديو جديد مساء أمس الاثنين، أن ما يقارب 250 أسيراً محتجزاً لديها، موضحاً أن 200 منهم معهم وبينهم ضباط رفيعو المستوى، فيما تحتفظ فصائل مسلحة أخرى بـ50، وجميعهم موزعون في أماكن مختلفة بقطاع غزة.
في حين أكد رئيس مكتب تمثيل “حماس” في الخارج، خالد مشعل، أن الحركة “تعتزم مبادلة الرهائن الذين تم أسرهم جنوبي إسرائيل بـ 6 آلاف فلسطيني رجالا ونساء محتجزين في السجون الإسرائيلية”.