منوعات – هلا نيوز
لأسباب من الصعب شرحها سياسيا الآن، لكنها مفهومة شعبويا، عاد المناخ العام في الأردن لاستذكار معركة الكرامة حصريا في مواجهة الجيش الإسرائيلي.
وصدح صوت العاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال في شريط صوتي، يعني استذكارُه فجأة الكثير، وهو يخطب في جنوده عبر اللاسلكي صبيحة معركة الكرامة قائلا: “اقتلوهم حيث ثقفتموهم.. اقتلوهم بأسلحتكم وبأيديكم وأسنانكم”.
لافت جدا للنظر أن شخصيات رسمية بارزة تداولت عبر مواقع التواصل بكثافة ذلك الشريط الصوتي تفاعلا مع أحداث السبت في العملية العسكرية الواسعة التي شنتها كتائب القسام فيما يسمى بغلاف غزة.
بالتوازي استحداث قوي في الشارع الاردني باغت كل سيناريو السلام والشراكة مع الإسرائيليين، ليس لذكريات الانتصار في معركة الكرامة فقط، ولكن لأدبيات المقاومة أيضا، حيث احتفالات في شوارع مدينة الكرك جنوبي البلاد، مع أهازيج ورقصات دبكة توجّه التحية للقائد محمد الضيف ولرجال المقاومة في فلسطين النشامى.
وحيث سلسلة وقفات في جميع المدن والمحافظات الأردنية تضامنا مع أهل قطاع غزة والمقاومة.
https://twitter.com/ShehabAgency/status/1710827445891239940?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1710827445891239940%7Ctwgr%5E69edd915757a4ed922368f76824f9b32c6fe0fe4%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.alquds.co.uk%2FD8A7D984D985D984D983-D8ADD8B3D98AD986-D988D987D988-D98AD8B9D984D986-D8A7D982D8AAD984D988D987D985-D8A8D8A3D8B3D986D8A7D986D983D985%2F
ولعل أبرز تلك الوقفات، دعوات التحشد أمام مكاتب السفارة الإسرائيلية في عمّان والتي تم الإعلان عن إخلاء وترحيل طاقمها كاملا عبر جسر الملك حسين المغلق في الأغوار، وسط مؤشر على نصيحة أمنية أردنية فيما يبدو تجنبا لاحتكاكات قد تنتج عن تداعيات خطرة بعد ما حدث في غلاف غزة يقدرها مطبخ القرار الأردني.
في الأثناء، وقف الأمين العام لأكبر أحزاب المعارضة في البلاد، الشيخ مراد العضايلة، عند مفارقة جديدة في الخطاب الشعبي والسياسي لم يألفها الشارع سابقا، وهو يخاطب الجمهور مطالبا الأردنيين بأن “يهبّوا معا” من أجل كرامتهم وعلى أساس صيغة لم ترد سابقا في خطاب الإسلاميين السياسي، فكرتها أن “الضفة الغربية سقطت سابقا وهي في ذمتنا”.
ولم يقف التفاعل الشعبي الأردني عند هذه الحدود، فقد دعي المواطنون الى الاحتشاد نصرة للمقاومة عند نصب الجندي المجهول في منطقة الأغوار حيث بلدة الكرامة التي شهدت معركة معروفة بالتاريخ.
من الجامعة الأردنية الآن نصرةً للقدس و #طوفان_الاقصى pic.twitter.com/BgP1p3zAOf
— شباب لأجل القدس – الأردن (@4jerusalem) October 8, 2023
كما صدرت دعوات وبيانات للتجمهر في نطاق التماس مع حدود الكيان المحتل في الأغوار، الأمر الذي تطلب استعدادات أمنية واسعة النطاق، بالتوازي مع انشغالات دبلوماسية مكثفة تعمل على تفعيل خاصية التفاوض والهدنة قبل الانفلات الأضخم والأخطر.
وصدر بيان باسم لجنة تنسيق دعم العشائر الأردنية للمقاومة الفلسطينية في تعبير جديد ومستجد أيضا لم يكن مألوفا، ثم بدأت سلسلة من النشاطات الشعبية والسياسية لتنظيم مسيرات تدعم لأول مرة مقاومة حركة حماس خلافا لتوزيع الحلويات في العديد من الأحياء الشعبية.
الأردن شعبيا لم يقف خلال الساعات القليلة الماضية عند حدود التضامن والتعبير، والجو ملتهب وسط المواطنين الأردنيين، واستعادة أدبيات الكرامة والمقاومة ونصرة حماس بالجملة في الشارع الأردني، والدولة العميقة في الاستنفار والجاهزية لأسوأ سيناريو محتمل.