تضاءلت فرص بقاء رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي في منصبه الثلاثاء بعدما أعلن الديمقراطيون أنهم لن ينقذوه في تصويت أطلقه متشددون ضمن حزبه الجمهوري لإطاحته.
وأثار ماكارثي حفيظة الجناح اليميني المتشدد في حزبه نهاية الأسبوع عندما تعاون مع الديمقراطيين لتمرير اتفاق مؤقت بشأن الموازنة لتجنّب إغلاق حكومي.
ويقود التحرك عضو الكونغرس مات غايتس الذي لطالما كان مناهضا لماكارثي. وقدم الاثنين مذكرة لـ”إخلاء منصب رئيس مجلس النواب”، مما أفضى إلى التصويت المقرر قرابة الساعة 14:00 (18:00 ت غ).
تجبر الخطوة الديمقراطيين على اتخاذ قرار بشأن إن كان عليهم إنقاذ رئيس المجلس الذي قضى جل ولايته في معارضة أجندتهم فيما يدعم الرئيس السابق دونالد ترامب وفتح مؤخرا تحقيقا يرمي لعزل الرئيس جو بايدن.
في نهاية المطاف، شجّع زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز الديمقراطيين على الإطاحة بماكارثي، منتقدا في الوقت ذاته النواب اليمينيين الذين يصفهم بأنهم “متطرفو ماغاMAGA” في إشارة إلى حركة ترامب “لنجعل أميركا عظيمة مجددا” “Make America Great Again”.
وقال جيفريز في رسالة لزملائه “نظرا إلى عدم رغبتهم في التخلي عن تطرف MAGA بشكل حقيقي وشامل، فستصوّت قيادة مجلس النواب الديمقراطية بـنعم على الإجراء الجمهوري القائم لإخلاء منصب رئيس المجلس”.
ويحق لجميع أعضاء مجلس النواب الإدلاء بأصواتهم. ونظرا للغالبية الضئيلة التي يتمتع بها الجمهوريين، فلا يمكن لماكارثي خسارة غير أربعة أصوات في حال حضر جميع الأعضاء وصوّت الديموقراطيون ضده.
ورغم صعوبة وضعه، أصرّ ماكارثي على أن لديه ما يكفي من الأصوات للمحافظة على منصبه. وقال للصحافيين في كابيتول هيل “أنا واثق من بقائي”.
لكن غايتس يشدد على أنه واثق من توافر الأصوات الجمهورية الخمسة التي يحتاجها لإزاحة ماكارثي، طالما أن الديموقراطيين لم يتدخلوا لإنقاذه.
معارك في صفوف الجمهوريين
وقال النائب عن فلوريدا “لديّ ما يكفي من الجمهوريين لحدوث أمرين الأسبوع المقبل: إما أن كيفن ماكارثي لن يكون رئيسا للمجلس أو أنه سيكون رئيسا للمجلس يعمل لخدمة الديمقراطيين”.
تأتي المعركة الأخيرة في الكونغرس بعد يومين على إقرار مجلسي النواب والشيوخ إجراء لتجنّب إغلاق حكومي مكلف، بأغلبية كبيرة من الحزبين في كلا المجلسين، عبر تمديد التمويل الفيدرالي حتى منتصف تشرين الثاني/نوفمبر.
وشعر المحافظون بالغضب حيال ما اعتبروه تحوّلا في موقف ماكارثي الذي تعهّد وضع حد للتشريع المؤقت الذي تم إعداده على عجل والاتفاق عليه بدعم الحزب الديمقراطي، وإعادة قضية الموازنة إلى عملية تتولاها اللجان.
تنطلق المعركة في مجلس النواب بتصويت أولي مصمم لـ”تأجيل النظر” في مذكرة غايتس، وهي خطوة قد تعني وأدها فورا من الناحية العملية. ويطلب جيفريز من الديمقراطيين رفض هذه الخطوة.
ولا يحظى رئيس المجلس بالكثير من الدعم من الحزبين وأشار العديد من النواب الليبراليين إلى أنهم يفضّلون متابعة المعارك في صفوف الجمهوريين عن بعد بدلا من التدخل فيها.
ويؤكد حلفاء ماكارثي بأنه يعارض إبرام صفقات مع الديمقراطيين وسيواجه موجة انتقادات جديدة في جميع الأحوال حال استجابته لمطالب من هذا النوع.
وشكّل “تكتل الحرية في مجلس النواب” House Freedom Caucus اليميني شوكة في خاصرة ماكارثي منذ فاز بالمنصب في كانون الثاني/يناير، لكن العديد من أبرز أعضائه أعلنوا رفضهم إقالته.
وقال النائب عن كارولاينا الجنوبية رالف نورمان “شعرت بخيبة أمل عميقة حيال العديد من العناصر المرتبطة بقيادة ماكارثي، لكن الوقت ليس مناسبا” للإطاحة به.
أ ف ب