ناقش برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، التطورات الخطيرة التي رافقت اقتحامات المتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك خلال فترة الأعياد اليهودية، كمحاولة إدخال القرابين الحيوانية والنباتية إليه.
وبحسب تقرير البرنامج المصور في القدس، اقتحم المئات من المتطرفين اليهود المسجد الأقصى المبارك بحماية عدد كبير من شرطة وجنود الاحتلال، مع بداية عيد “العرش” اليهودي الذي بدأ في 29 من أيلول المنصرم ويستمر حتى السادس من تشرين الأول الحالي، وقاموا بأداء صلواتهم التلمودية بشكل استفزازي داخل المسجد، وحاول بعضهم إدخال القرابين النباتية والحيوانية في تطور خطير من الجماعات اليهودية المتطرفة.
وأضاف التقرير بأن المتطرفين اليهود لم يكتفوا باقتحام باحات الأقصى المبارك فقط، بل قاموا بالتوجه إلى أبوابه من الخارج وأدوا رقصات تلمودية، مستفزين مشاعر المسلمين الموجودين فيه.
وأشار التقرير إلى أن شرطة الاحتلال قامت بمنع المسلمين من الصلاة في المسجد، وقامت بتحويل محيطه إلى ثكنة عسكرية بنشرها العشرات من عناصر الشرطة على أبوابه.
كما أن الجماعات اليهودية “مدعومة ببعض الوزراء وأعضاء الكنيست”، قررت تصعيد اعتداءاتها على الأقصى المبارك بشكل خاص، ومدينة القدس بشكل عام، في محاولة لفرض واقع تهويدي على المدينة وأهلها، مستغلين حالة “السبات العميق” التي يعيشها العالمان العربي والإسلامي.
كما أن سلطات وقوات الاحتلال لم تكتف بالاعتداء والتضييق على المصلين في الأقصى خلال موسم الأعياد اليهودية، بل قامت أيضاً بفرض عقوبات جماعية على الفلسطينيين، حيث قامت شرطة الاحتلال بمنع أصحاب المحال التجارية في الأسواق الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من فتح حوانيتهم، تمهيداً لاقتحام المستوطنين لهذه الأسواق.
وقال رئيس الهيئة الإسلامية العليا وعضو مجلس أوقاف القدس، الشيخ الدكتور عكرمة صبري، إن مشروع التقسيم الزماني والمكاني للأقصى المبارك، عدواني مطروح منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يحاول الاحتلال بين فترة وأخرى تنفيذ هذا المشروع، إلى أنه يواجه الصد من قبل المرابطين والمرابطات في المسجد، وأن تصرفات سلطات الاحتلال في سعيها لتنفيذ هذا المخطط تؤدي إلى خلق جو من التوتر في محيط المسجد خاصة والقدس بشكل عام، مؤكداً أن جميع محاولات الاحتلال في هذا المجال فاشلة ومكشوفة.
وأوضح الدكتور صبري، أن الخطورة في اقتحامات هذا العام تكمن في أن دعاة الاقتحامات أصبحوا الآن في أجهزة صنع القرار وجزءا من الحكومة الإسرائيلية، وهم يعتقدون أن الفرصة مناسبة هذه الأيام لتنفيذ مخططاتهم، لانشغال العالم العربي بشؤونه الداخلية، ما يعني أن الحكومة متهمة بهذه الاعتداءات، لافتاً إلى أنه لا يوجد دولة في العالم تحول أماكن العبادة إلى ثكنات عسكرية.
كما أن المتطرفين اليهود لا يملكون الجرأة للدخول إلى الأقصى المبارك دون حماية مسلحة، ما يؤكد بأنه ليس لديهم حق فيه، إضافة إلى أن إجراءاتهم العدوانية لا يمكن أن تكسبهم أي حق فيه.
وأضاف أن المقدسيين يقومون بواجبهم بحماية الأقصى والدفاع عنه، بمساندة إخوانهم في مناطق الـ48 ضمن الإمكانيات المتاحة لهم، مشيراً إلى أنه منذ شهر رمضان المبارك وحتى الآن، قامت سلطات الاحتلال باعتقال أكثر من 500 شاب مقدسي، وتم إبعاد معظمهم عن الأقصى، ما أدى إلى ضعف الرباط، رغم استمرار المقاومة وعدم الاستسلام.
وبين الشيخ صبري، أن سلطات الاحتلال بعد أن فشلت في السيطرة على الأقصى المبارك بشكل كامل ومباشر بعد “هبة البوابات الإلكترونية”، اتجهت لسياسة جديدة تمثلت بمحاولة السيطرة عليه بشكل تدريجي، من خلال سحب تدريجي لصلاحيات الأوقاف الإسلامية.
وأشاد بالدور الأردني في الدفاع عن القدس والمقدسات الإسلامية، والحفاظ عليها من خلال الوصاية الهاشمية، مشيراً إلى خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، في الأمم المتحدة ودوره في إظهار ما يحدث بالقدس والدفاع عن حقوق الفلسطينيين في جميع المنابر الدولية.