أظهرت دراسة أن المحليات الاصطناعية غير السكرية الموجودة في مشروبات مثل الصودا الدايت يمكن أن تسبب عجزا في التعلم والذاكرة لدى الفئران.
وقال الباحثون إن المواد الكيميائية الموجودة في المشروبات يمكن أن تسبب تغيرات في الدماغ مرتبطة بسوء الصحة العقلية.
وفي دراسة حديثة أجرتها كلية الطب بجامعة ولاية فلوريدا (FSU)، ربط باحثون مادة الأسبارتام للتحلية الخالية من السكر ومنخفضة السعرات الحرارية بمشاكل محتملة في الذاكرة والتعلم.
والأسبارتام، وهو محلي صناعي موجود في العديد من المشروبات فائقة المعالجة مثل الصودا الدايت (صودا الحمية)، تم تصنيفه على أنه “يحتمل أن يكون مسرطنا” من قبل منظمة الصحة العالمية في يوليو الماضي.
ويشار إلى أن الأسبارتام أحلى بـ 200 مرة تقريبا أكثر من السكر، ولكن بسعرات حرارية أقل بكثير، وتسوّق هذه المادة المحلاة تحت العديد من الأسماء التجارية أبرزها E951.
وفي الدراسة التي نشرت في مجلة Scientific Reports، كان لدى الفئران الذكور التي تناولت الأسبارتام، حتى عند المستويات التي اعتبرتها إدارة الغذاء والدواء آمنة ، ذرية “أظهرت عجزا في التعلم المكاني والذاكرة”، كما جاء في بيان صحفي صادر عن جامعة ولاية فلوريدا.
وعلى مدى 16 أسبوعا، درس الباحثون ثلاث مجموعات من الفئران. استهلكت إحداها 15% من الحد الأقصى الموصى به من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) من الأسبارتام يوميا. واستهلكت المجموعة الثانية 7% من الحد الأقصى الموصى به، بينما استهلكت المجموعة الضابطة الثالثة الماء فقط.
وتم اختبار الفئران في متاهات على فترات 4 أسابيع، 8 أسابيع و12 أسبوعا.
ووجد الباحثون أن المجموعة التي شربت الماء فقط تمكنت من العثور على الصندوق “الآمن” للهروب من المتاهة بشكل أسرع بكثير من أولئك الذين تناولوا الأسبارتام.
وقال البيان إن المجموعات التي تستهلك الأسبارتام أنجزت المهمة في نهاية المطاف، لكنها استغرقت “وقتا أطول بكثير” للقيام بها، وفي بعض الأحيان احتاجت إلى مساعدة إضافية.
وأوضح المؤلف المشارك براديب بهايد، وهو رئيس باحثين بارزين في علم الأعصاب التنموي في كلية جيم وبيتي آن رودجرز: “هناك بعض التداخل في ما يتعلق بالتعلم والذاكرة والقلق، بمعنى أنه غالبا ما يكون هناك عنصر عاطفي في تعلمنا. وعندما يكون هناك تأثير عاطفي، فإنك تتذكر بشكل أفضل. لكن هذه وظيفة وشبكة دماغية متميزة تماما”.
وتابع: “الشيء الثاني الذي لاحظناه هنا، على عكس القلق، استمر هذا في جيل واحد فقط. ولم يشاهد في الأحفاد، فقط في نسل ذكور الفئران، وهو خط آخر يدعم أن هذه الأنواع من الانتقالات تحدث بسبب التغيرات اللاجينية في الحيوانات المنوية”.
وبناء على نتائج الدراسة، اقترح بهايد أن تتخذ إدارة الغذاء والدواء الأمريكية “منظورا أقرب ومتعدد الأجيال حول تأثيرات الأسبارتام”.