انتقد البابا فرنسيس السبت “القوميات العدائية” ودعا إلى تحرك أوروبي بشأن الهجرة حتى لا يتحول البحر المتوسط، حيث غرق الآلاف، إلى “مقبرة الكرامة”.
وسيطرت مشكلات الهجرة على أحاديث بابا الفاتيكان خلال زيارته التي استمرت لـ27 ساعة إلى مرسيليا، المدينة الساحلية الفرنسية التي كانت على مدى قرون ملتقى للثقافات والأديان.
وقال البابا الجمعة إن المهاجرين الذين يواجهون خطر الغرق في البحر “يجب إنقاذهم” لأن القيام بذلك “واجب على الإنسانية” وإن عرقلة عمليات الإنقاذ تشير إلى “كراهية”.
وألقى البابا خطابا طويلا صباح السبت في ختام مؤتمر الكنيسة حول قضايا البحر المتوسط.
وقال “هناك صرخة ألم يتردد صداها بقوة… تُحول البحر المتوسط من مهد الحضارات إلى مقبرة الكرامة: إنها صرخة الإخوة والأخوات المهاجرين المكبوتة”.
وحضر خطاب البابا بعد ظهر السبت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤولون حكوميون آخرون ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، وشهده 50 ألفا من الحضور في استاد فيلودروم. وقالت السلطات إن 100 ألف آخرين اصطفوا على جانب الطريق في أثناء ذهاب البابا إلى الاستاد.
وخلال المؤتمر، دعا البابا فرنسيس اليوم إلى “الاستماع إلى صرخات الألم” الآتية من مهاجرين يسعون لحياة فضلى.
وقال “كم نحتاج إلى ذلك في المرحلة الحالية… التي تريد فيها القوميات القديمة والعدائية أن يتلاشى حلم مجتمع الأمم!”. ولم يذكر البابا دولا بالاسم.
ويقود الحكومات في عدد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا والمجر وبولندا معارضون صريحون للهجرة. واعترض البابا أيضا على أولئك الذين يصفون الهجرة بأنها “غزو” قائلا إنها قضية طويلة الأمد يجب أن تُقابل بالتعاطف.
ودعا البابا إلى السماح “بعدد كبير من عمليات الدخول القانونية والنظامية” للمهاجرين مع التركيز على قبول الفارين من الحروب والجوع والفقر بدلا من “الحفاظ على رفاهية الفرد”.
ووفقا للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وصل نحو 178500 مهاجر إلى أوروبا عبر البحر المتوسط هذا العام بينما توفي أو فقد حوالي 2500 شخص.
رويترز