انطلقت، الأربعاء في البحر الميت، فعاليات مؤتمر التجارب السياحية المحلية والسياحة البديلة، الذي يناقش التجارب السياحية والثقافية والبيئية التي تقدمها المجتمعات المحلية للسياح في جميع محافظات المملكة.
ويهدف المؤتمر، الذي جاء برعاية وزير السياحة والآثار مكرم القيسي، وسفير مملكة هولندا في الأردن هاري فيرفاي، إلى تعزيز أهمية السياحة البديلة والمستدامة، وأثرها الإيجابي على المجتمع المحلي والبيئة والاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى توفير منصة للتشبيك وتبادل الخبرات والتعاون بين المشاركين.
وأكد القيسي، أهمية المؤتمر في دعم التجارب السياحية المحلية وتشجيعها لينعكس إيجاباً على تحسين معيشة أبناء المجتمعات المحلية، لافتا النظر إلى أن الجميع يعلم أهمية القطاع السياحي للاقتصاد الوطني ونسبة مساهمته بالناتج المحلي التي تقدر بـ14.6%.
وأشار إلى ضرورة المحافظة على المواقع السياحية والأثرية ونظافتها وحمايتها وتطويرها، لزيادة مساهمة القطاع اقتصادياً والمحافظة على استمرار التدفق السياحي بشقيه المالي وعدد الزوار.
وبين أنه لتطوير التجارب والصناعات المحلية وجودتها، أطلقت الوزارة برامج تدريبية عديدة لتأهيل العاملين بالقطاع السياحي، ومزودي الخدمات وأصحاب التجارب السياحية من أبناء وبنات المجتمعات المحلية، والباحثين عن العمل بالقطاع.
وقال “هناك قرابة 850 تجربة محلية في محافظات المملكة، ونتطلع من خلال مثل هذه المؤتمرات إلى دعم هذه التجارب” مؤكداً سعي الوزارة ضمن إستراتيجيتها الوطنية لتدريب أصحاب التجارب المحلية، وتأهيلهم للعقود المقبلة، والارتقاء بمهاراتهم، وإعادة صقلها ليستطيعوا تقديم خدمات تليق بالمملكة ومنتجها السياحي.
وأكد القيسي، أن أرقام الدخل السياحي وأعداد زوار المملكة في تحسن ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة، وأنه للمحافظة على هذا التحسن يجب المحافظة على المواقع السياحية والأثرية بالمملكة والعمل على تطويرها وتأهيلها.
وبين أن في المملكة 15 ألف موقع أثري مسجل من أصل 100 ألف، وجميع هذه المواقع تحتاج إلى الحفاظ عليها وإدامتها وتأهيلها، ما يلقي على عاتق الوزارة مسؤولية وتحديات كبيرة، مؤكداً أن الوزارة ودائرة الآثار العامة وكوادرهما قادرتان على تحمل هذه المسؤولية بكل أمانة وإخلاص.
وقال سفير مملكة هولندا هاري فيرفاي، إن القطاع السياحي بالأردن واجه العديد من المصاعب والتحديات، لكن المملكة استطاعت من خلال الإجراءات التي اتخذتها، مواجهة هذه التحديات وتجاوزها والنهوض بالقطاع نحو الأفضل.
وأكد، أهتمام العالم بالتنوع الفريد الذي تتمتع به المواقع السياحية والأثرية بالمملكة، والروح الجميلة والكرم الذي يتسم بهما الشعب الأردني، مبيناً أن الحكومة الهولندية متيقنة من أهمية القطاع السياحي بالمملكة وتسعى جاهدة إلى دعمه.
وأشار إلى أهمية تعزيز التعاون مع الأردن ودعم القطاع السياحي، مؤكداً سعي بلاده لتمتين علاقاتها مع المملكة في شتى المجالات.
وأكد المدير العام لمؤسسة ليدرز الدولية شادي العطشان، أهمية السياحة البديلة “سياحة الأفراد” حيث يستفيد من هذه السياحة الاقتصاد الوطني بشكل عام، ووسائل النقل مثل التكسي وحافلات النقل العام، والأسواق، والأهم من ذلك انعكاسها الإيجابي على أبناء المجتمعات المحلية والمنشآت السياحية بالمناطق الأقل حظاً، وإيجاد فرص العمل في هذه المناطق.
وقال مدير مؤسسة ليدرز الدولية في الأردن حمزة الشمايلة، إن مؤتمر التجارب المحلية “Local Xperience “حول السياحة البديلة، يدعم عجلة الاقتصاد في الأردن من خلال زيادة عدد الزوار القادمين من الخارج، بالإضافة إلى توسيع قطاع السياحة، وزيادة فرص العمل في محافظات المملكة وتعزيز التعاون الدولي مع الأردن.
وأضاف أن المؤتمر، يسهم أيضاً في دعم الثقافة الأردنية بتعريف السائحين بتراثها وحضارتها وتاريخها، ما يساعد على نشر صورة المملكة في جميع دول العالم” مؤكداً ضرورة تنمية السياحة البديلة في المملكة، لتجاوز معيقات تحد من حركة السياح العرب والأجانب القادمين إليها.
وعلى هامش انطلاق أعمال المؤتمر، افتتح الوزير القيسي سوق “B2B ” الذي يهدف إلى عرض التجارب والصناعات المحلية في جميع أنحاء المملكة، موضحاً أن مثل هذه المعارض والأسواق ستنعكس بشكل إيجابي على القطاع السياحي والمجتمعات المحلية.
وشهدت فعاليات المؤتمر الذي حضره، مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات، ورئيس مجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي الدكتور سليمان الفرجات، ونائب رئيس مجلس المفوضين بسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة مفوض الاقتصاد والاستثمار المهندس حمزة الحاج حسن، ورشات عمل وجلسات حوارية، تهدف لتطوير العروض السياحية والترويجية في الأردن ومشاركتها مع الزوار المحليين والأجانب.
وبحث المشاركون وأصحاب المكاتب السياحية والشركاء المعنيون، الترابط بين السياحة والثقافة من خلال انغماس الزائر في التراث الأردني والتفاعل مع المواطنين والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم، إضافة إلى الشبكات الاستراتيجية التي طرحها المؤتمر بإنشاء اتصالات مع الجهات الفاعلة في مجال السياحة والسفر بهدف إقامة شراكات هادفة.
ويأتي هذا المؤتمر ضمن مشروع “تجارب سياحية مبتكرة في الأردن” الذي أطلقته وزارة السياحة والآثار، بتمويل من السفارة الهولندية، وتنفيذ من قبل مؤسسة ليدرز الدولية، لتنويع العروض السياحية المقّدمة في الأردن عن طريق استحداث تجارب سياحية محلية جديدة بما يتواءم مع الاستراتيجية الوطنية للسياحة ورؤية التحديث الاقتصادي، مثل تجربة إعداد الأكلات التراثية، وتقديم خدمات الطعام والشراب، والحرف والصناعات التقليدية، والرقص والموسيقى الفلكلورية، ومراقبة النجوم والطيور، وسياحة المغامرة والمشي وركوب الدراجات، والسياحة الزراعية.