اختتمت أعمال المؤتمر الصيدلاني الأردني السادس عشر الذي انعقد بعنوان “الصيدلة في المئوية الثانية: رؤية مستقبلية” في عمّان، بمشاركة أكثر من ألف صيدلي وخبرات صيدلانية عالمية وعربية.
وشهد المؤتمر مشاركة عربية ودولية تشمل كلا من السعودية، ومصر، والإمارات، وفلسطين، وسوريا، ولبنان، وبريطانيا، والولايات المتحدة، والهند، وأستراليا.
وقال نقيب صيادلة الأردن نائب رئيس اتحاد الصيادلة العرب محمد عبابنة إنه بعد انعقاد الجلسات الحوارية وأكثر من 50 محاضرة و12 ورشة عمل للبرنامجين العلمي والمهني، والتي حضرها مختصون وصناع القرار، خرج المؤتمر بعدة توصيات تصب جميعها بما يسهم في صياغة رؤية مهنة الصيدلة واستراتيجيتها في المستقبل وحتى عام 2030، وبما ينعكس على تطور ورقي المنظومة الصحية في الأردن في ظل ما يشهده العالم من تطور تكنولوجي مستمر يتقاطع مع جميع التخصصات في العالم.
وبيّن أن هذه التوصيات تأتي لتطوير القطاع الطبي والصيدلي بجوانبه كافة.
وشملت توصيات البرنامج العلمي للمؤتمر، السعي لاعتماد البورد العربي والاعتراف به وبمخرجاته من قبل مختلف الجهات محليا وإقليميا وعالميا، واستغلال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في مجال الصيدلة لتحسين عمليات التقييم والإعلان عن الأدوية وتسهيل التواصل للمرضى.
يضاف إلى ما سبق، توصيات بإقرار مواد في الخطط الدراسية لطلاب الصيدلة عن أساسيات علم البيانات والذكاء الاصطناعي، ودعم تأسيس المبادرة الأردنية لتطوير وتوفير أدوية الأطفال وتوفير الإمكانات الازمة لها، وتوسيع خدمات الصيدلة السريرية للرعاية الحرجة.
وعلى صعيد البحث العلمي وتطويره شملت التوصيات أهمية العمل على توحيد جهود الباحثين والخبراء في مجال الاقتصاد الدوائي والصحي بما يخدم المصلحة الوطنية في ما يتعلق بخطط التغطية الصحية الشاملة، وتحقيق الأمن الدوائي من خلال تشكيل لجنة وطنية متخصصة تدرس حاجة النظام الصحي وطرق توفير العلاجات والقدرات المالية لتغطية العلاجات، والتوازنات المتعلقة في المخرجات الصحية والاقتصادية على حد سواء، بالإضافة إلى إنشاء وحدة بيانات متخصصة بالكلف العلاجية في القطاعين العام والخاص تعنى بحاجة الباحثين في دراسة الجدوى الصحية والاقتصادية للتكنولوجيا الصحية المقدمة.
أما البرنامج المهني فشملت توصياته تعزيز التوعية في دور الصيادلة ضمن قطاع التأمين الطبي وبناء القدرات المعرفية للصيادلة في هذا المجال، وإعادة النظر في الوصف الوظيفي لمهنة الصيدلة، وإعادة النظر في قبول الطلاب وأسس استحداث برامج الصيدلة في الجامعات، بالإضافة إلى دعم تطبيقات الصيدلة السريرية، والتأكيد على أهمية الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، وتعزيز دور الصيدلي في الإقلاع عن التدخين.
وشملت توصيات البرنامج المهني، تعزيز أهمية المسار المهني للصيادلة من تقييم تجارب الصيادلة الأردنيين الممارسين للاختصاصات الصيدلانية الفرعية المختلفة داخل الأردن وخارجه لغاية تشكيل سياسة مستندة إلى الأدلة في تطوير سياسات ترفع من كفاءة مهنة الصيدلة، وتعزيز التوعية بمفاهيم اليقظة الدوائية لمراقبة سلامة الأدوية من خلال برامج نوعية، وتعزيز التوعية في أسس تجديد مزاولة مهنة الصيدلة.
وعقد على هامش أعمال المؤتمر اجتماع للمكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، تم خلاله مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بدور نقابات الصيدلة في الدول العربية وتطورات مهنة الصيدلة على أكثر من صعيد، وأهمية اعتماد البورد العربي للصيدلة.
كما ناقش الاجتماع سبل تقديم المساعدات الدوائية لمتضرري الزلزال في المغرب والمتضررين من إعصار دانيال في ليبيا.
واشتمل المؤتمر على معرض شارك فيه أكثر من 40 شركة من شركات الأدوية والصيدليات وشركات من القطاع الخاص، بالإضافة إلى مسابقة ومعرض لـ32 “بوسترا” قام بتصميمها طلبة الصيدلة في الجامعات أو أعضاء هيئة التدريس، وتمثل هذه البوسترات نتائج دراسات قاموا بها في مجال الصيدلة.