قد يكون التفكير بكلف التدفئة في فصل الشتاء المقبل مبكرا، فما يزال في الوقت متسع قبل حلول البرد والأجواء القارسة، لكن هاجس غلاء أسعار الوقود لا يترك محمد عادل مرتاحا، فالأمر مربك بالنسبة إليه.
غلاء الثمن.. هذا ما يجعل استخدام الديزل كخيار للتدفئة أمرا مستحيلا بالنسبة إليه، رغم أنه كان يفكر في بعض أيام الشتاء في بعض السنوات السابقة بالاعتماد عليه عند انخفاض أسعاره، لكن الأمر بات اليوم مستحيلا.
فسعر اللتر الواحد بات يبلغ بعد آخر رفع للمحروقات 80 قرشا، وهو ما يجعل كلف الديزل (التدفئة المركزية) “جنونية” بالنسبة للسواد الأعظم من الأردنيين، وهذا ما تقوله الأرقام الرسمية ، إذ يعتمد 3.7 % من الأردنيين فقط على التدفئة المركزية باستخدام الديزل في فصل الشتاء.
ويشير محمد إلى أن أسهل طريقة هي استخدام الكهرباء (6 % من الأردنيين يستخدمونها للتدفئة).
ويبين أن الغاز يعد حلا جيدا نظرا لسهولة توفره وثبات أسعاره، إذ إنه يحتاج شهريا الى ما لا يقل عن 4 أسطوانات غاز للمدفأة بمعدل أسطوانة كل أسبوع، أما فواتير الكهرباء فهي تختلف من شهر إلى آخر وفقا لحجم الاستهلاك الذي يعتمد على برودة الطقس.
ويبين أن فاتورته الشهرية تتراوح في الشتاء ما بين 70 و80 دينارا، وأنها تجاوزت في أحد الأشهر من الشتاء الماضي 100 دينار.
غير أن محمد يرى أن استخدام الكاز للتدفئة وسيلة ليست صحية على الإطلاق.
عبدالرحمن سليمان حاله مختلف، فعائلته معتادة على استخدام الكاز كخيار أول للتدفئة ثم الغاز كمساعد في أوقات البرد القارس باعتبارهما أقل كلفة من بين وسائل التدفئة الأخرى.
وعبد الرحمن واحد من شريحة واسعة تعتمد على الكاز للتدفئة، إذ تبلغ نسبتها 32 %، بينما يستخدم الغاز 47.6 % من الأردنيين للتدفئة.
ويرى عبد الرحمن، أن مدافئ الكاز الأكثر اقتصادا في أسعارها وصيانتها سنويا، كما أن سعر الكاز نفسه منطقي مقارنة بباقي الأصناف، بينما يرى أن استخدام الكهرباء يرفع من شريحة استخدامه إلى فئة أعلى إذا ما اضطر لتشغيل المكيفات أو مدافئ الكهرباء لفترات طويلة أو في عدة غرف من المنزل.
ويرى الباحث في شؤون الطاقة عامر الشوبكي، أن الشتاء المقبل سيكون صعبا على الأردنيين كما الشتاء الماضي وسط محدودية الخيارات المتاحة اقتصاديا أمامهم.
ويشير إلى أن أكبر المتضررين في الشتاء سيكونون ممن يستخدمون الديزل في التدفئة، خاصة من يمتلك أجهزة أو أنظمة تدفئة مركزية تعمل على الديزل، أما بالنسبة الكهرباء، فإن الاعتماد عليها قد يكون غير مناسب في المناطق الأشد برودة وتحتاج إلى تدفئة مثالية مثل مدافئ الوقود أوالحطب أو الجفت، علما أن 7.5 % من الأردنيين يعتمدون عليها للتدفئة.
كما يرى أن الحكومة ستستمر في تثبيت سعر الكاز وتجميد الضريبة عليه كما كان في الشتاء الماضي عندما تم تجميد هذه الضريبة بمقدار 16.5 قرش لليتر، تنفيذا لأمر جلالة الملك عبدالله الثاني سابقا.
ويبين الشوبكي أن المشكلة تتعمق، خاصة وأن الأسعار عالميا متجهة للارتفاع، محذرا من أن هذه الأسعار متجهة للارتفاع في الاشهر المقبلة ، والمتوقع أن يصل سعر برميل برنت مع نهاية العام الحالي الى 100 دولار، وهذا ينذر أيضا بزيادة الأسعار محليا.
ورفعت الحكومة للشهر الحالي سعر بيع السولار (الديزل) ليصبح 800 فلس للتر بدلا من 715 فلسا، وثبتت سعر الكاز عند سعر 620 فلسا للتر، وأبقت على سعر أسطوانة الغاز عند 7 دنانير.
وهذا الرفع كان ضمن قرار برفع أصناف المشتقات النفطية كلها، إذ قررت لجنة تسعير المشتقات النفطية رفع سعر بيع البنزين اوكتان 90 بنسبة 4.3 % ليصبح 960 فلسا للتر بدلا من 920 فلسا لليتر، ورفع سعر بيع البنزين أوكتان 95 بنسبة 4.3 % ليصبح 1205 فلسات للتر بدلا من 1165 فلسا للتر.
وبالنسبة للكهرباء، بدأت هيئة الطاقة اعتبارا من نيسان (إبريل) 2022، بتطبيق تعرفة جديدة تضمنت عدم تأثر المستهلكين المنزليين بالتعرفة الكهربائية المدعومة بأي زيادة إذا كانت كمية الاستهلاك أقل من 600 كيلوواط/ ساعة، فيما بلغ عدد المسجلين المستفيدين من الحصول على دعم التعرفة الكهربائية في المملكة 1.560 مليون مشترك.
وقسمت التعرفة المدعومة المطبقة حاليا إلى 3 شرائح وسعر لكل تعرفة وهي 1-300 كيلوواط/ساعة 50 فلسا لكل كيلوواط/ساعة، و301-600 كيلوواط/ساعة 100 فلس لكل كيلوواط/ساعة، وأكثر من 600 كيلوواط/ساعة، 200 فلس لكل كيلوواط/ساعة، وهي الشرائح التي يمكنها الاستفادة من الدعم.