تترقب مدينة العقبة رسو أكثر من 73 باخرة خلال النصف الأول من العام المقبل، وفق ما كشفت مصادر مطلعة، رجحت أيضا أن تحمل على متنها ما يفوق 120 ألف سائح من مختلف الجنسيات العالمية، ومن عدة خطوط بحرية ووجهات سياحية عالمية، وبترتيبات مسبقة بين سلطة العقبة الخاصة وموانئ أبو ظبي والمكاتب السياحية.
وتشمل تلك الرحلات المرتقبة، بالإضافة إلى العقبة، زيارات مبرمجمة للبترا ووادي رم، بعد أشهر من توقف حركة تدفق البواخر السياحية إلى العقبة، حيث تنعكس عودة البواخر السياحية إليها خلال الموسم الشتوي والذي يبدأ منذ بداية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إيجابا على القطاعات السياحية كافة، بما فيها قطاع النقل السياحي بكل تصنيفاته والمخيمات السياحية والمطاعم، باستثناء الفنادق التي لا يوجد لها نصيب من حصة البواخر السياحية والتي عادة ما ترسو في الصباح الباكر وتعاود مساء مسيرتها إلى موانئ ومدن ساحلية أخرى.
وكانت البواخر السياحية توقفت مطلع حزيران (يونيو) الماضي عن القدوم للعقبة، بعد أن جلبت الموسم الماضي 58 باخرة سياحية حملت على متنها 71 ألف سائح، متجاوزة التوقعات بـ25 ألف سائح و10 بواخر، وسط ترقب لزيادة ملفتة في الأرقام خلال الموسم المقبل.
من جهته، يشير أحد العاملين في قطاع الرحالات السياحية محمد كسواني، إلى أن “مكاتب السياحة في الدول الأوروبية يثقون بمنتج العقبة السياحي وبما تحتويه المثلث الذهبي (العقبة، وادي رم، والبترا) من تنوع كبير وهو مطلوب في الأسواق الأوروبية بكافة جنسياتها”، مؤكدا أن “القطاع السياحي متفائل أكثر من أي وقت مضى بعودة قوية للسياحة الشتوية عبر العقبة ومحطة العقبة للسفن السياحية وجذب وجهات سياحية جذابة وفئات جديدة”.
أحمد عبدالله وهو صاحب مكتب نقل سياحي يرى أن “حركة النقل السياحي سواء بالحافلات أو بالسيارات الصغيرة السياحية متواضع خلال الـ3 أشهر الماضية، خاصة في منطقة الجنوب وسبب ذلك انتهاء موسم البواخر السياحية خلال الموسم الماضي، الذي انتهى في شهر حزيران (يونيو) الماضي، متوقعا أن “يرتفع الطلب على كافة وسائل النقل السياحية بدءا من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل مع عودة قوية للبواخر السياحية إلى محطة العقبة للسفن السياحية لزيارة البترا ووادي رم والعقبة”، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن قطاع النقل السياحي سينتعش، خصوصا مع توفر حافلات ومركبات سياحية متميزة.
أما محمد الزوايدة، وهو صاحب مخيم سياحي في منطقة الديسة، فيقول، إن “سياح البواخر لهم أثر إيجابي من خلال قدومهم إلى منطقة وادي رم والاستمتاع بالمنتج السياحي الموجود بركوب الإبل والسيارات ذات الدفع الرباعي، وتناول وجبة العشاء الذي تتميز بها منطقة البادية من خلال تقديم (الزرب)، حيث يعمل السياح على تحريك القطاع والعودة إلى الباخرة التي ترسو في محطة العقبة للسفن السياحية”.
حول ذلك، يؤكد مدير السياحة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة بيتر مرجي لـ”الغد”، أن العقبة تواصل زخمها وتأثيرها على قطاع السياحة العالمي عبر استقبالها عددا من السفن السياحية ذات الأحجام المختلفة ضمن الموسم الشتوي الحالي، مشيرا إلى أن “جميع القطاعات السياحية في منطقة المثلث الذهبي جاهزة لاستقبال السياح والزوار من مختلف الجنسيات الأوروبية والعربية، بالإضافة إلى السياح من مختلف محافظات المملكة، ويمثل ذلك بداية موسم الرحلات السياحية البحرية الجديد الذي نتطلع إليه بحماس وترقب إيجابي”.
وقال مرجي، إن “منطقة المثلث الذهبي تعد وجهة مثالية للرحلات البحرية بالنسبة للدول الأوروبية وشرق أوروبا، وتصنف من ضمن الواجهات السياحية المتميزة في البحر الأحمر”.
وأضاف، أن “وصول عدد كبير من السفن السياحية يؤكد اعتماد العقبة كمركز جذب على البحر الأحمر خلال الموسم السياحي الشتوي للبواخر، بوصفها مدينة سياحية وواجهة عالمية ونقطة مهمة في برنامج كبرى الشركات السياحية المنظمة لرحالات البواخر السياحية، لما تتمتع به من تنوع في المنتج السياحي لا سيما لزيارة وادي رم والبترا الوردية”.