دعا عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي الفئات عالية الخطورة إلى تلقي جرعة معززة من لقاحات كورونا الشهر المقبل.
وبين في تصريح انه ليس مستغربا ان تظهر متحورات جديدة لفيروس كورونا سريع التحور، فهناك آلاف منها يندثر ولا نعرف عنها شيئا، ومنها ما يسبب بعض الارتفاعات في المنحنى الوبائي وادخالات المستشفيات او زيارة غرف الطوارئ، وهذا ما رأيناه مؤخرا جراء انتشار متحور «ايريس» EG.5 الجديد في دول عديدة بالعالم.
وأضاف بلعاوي ان انتشار المتحور «إيريس» ليس مقتصرا فقط على الـ 50 دولة التي أعلنت عن وجود إصابات فيها، فهو موجود في كل العالم، مؤكدا انه لا يستبعد ان تكون هناك حالات بالمملكة مصابة به، نتيجة انفتاح الدول والتواصل وحركة الطيران بينها، إذ من المنطقي جدا وجود إصابات لدينا، منوها ان فلسطين المحتلة أعلنت أمس عن وجود 100 حالة من هذا المتحور.
واعتبر انه من الطبيعي ان تحدث ارتفاعات بالإصابات نتيجة الاختلاط والانفتاح والتجمعات، خصوصا انه لا توجد مناعة عمرية لفيروس كورونا، فهو من الفيروسات الزكامية التي سنبقى نصاب بالعدوى بها كالإنفلونزا والرشح، ناهيك عن ان المناعة ضده تنخفض بعد 6 شهور سواء للذين تلقوا اللقاح او لم يتلقوه، لكن الإصابة عند الملقحين تكون أقل من الذين لم يصابوا به او تلقوا اللقاحات.
وقال انه من الضروري عمل اجراءات استباقية استعدادا لفصل الشتاء، عن طريق رفع مستوى التوعية بالفيروس بأنه موجود ولن يتبخر، والانتباه له، والتركيز على الفئات ذات الاختطار العالي من صغار السن اقل من 5 أعوام، وكبار السن اكثر من 65 عاما، والمرضى ذوي الأمراض المزمنة غير المستقرة، والأشخاص ذو المناعة المنخفضة او الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
ودعا بلعاوي هؤلاء الفئات إلى تلقي جرعة معززة واحدة الشهر القادم، من أي لقاح لكورونا متوفر بالمملكة تحضيرا للشتاء، أما الأصحاء فهم ليسوا اولوية بتلقي اللقاح، إلا لمن يرغب بذلك.
وعن المتحور الجديد «إيريس» EG.5، أوضح انه بعد الكشف وإجراء السلسة الجينومية ظهر واندرج تحته ايضا المتحور EG5.1، وهما من نسل المتحور أوميكرون لكورونا، وهو ليس جديدا حيث كشفت عنه المانيا والصين في شهر شباط هذا العام، لكن لم تكن هناك حالات كثيرة حينها.
ولفت بلعاوي ان ما حصل الشهر الماضي، هو ارتفاع في حالات الادخالات بالمستشفيات نتيجة الإصابة بهذا المتحور، وزيادة في زيارات غرف الطوارئ، خصوصا في اميركا وبريطانيا وبعض دول جنوب شرق اسيا، مما أدى إلى إدراجه من قبل منظمة الصحة العالمية ضمن المتحورات التي يجب ان تكون تحت المراقبة، ومن ثم رفع درجته الى متحور مثير للاهتمام، وهذه الدرجة تندرج تحت أعلى درجة وهي المتحورات المثيرة للقلق.
وتابع بأن متحور «إيريس» هو متحور مؤتلف، اي وجد عن طريق اندماج نوعان من فيروسات أوميكرون، وهو ببعض الدول كأميركا ثاني اكثر متحور لكورونا ويشكل 17% من نسبة الانتشار لديها، ولذا يجب تعليق الجرس استعدادا للشتاء، لأنه دون أدنى شك سيشهد ارتفاعا كبيرا في عدد حالات كورونا بكل الدول، علما انه قد يظهر خلال الصيف، ففي صيف 2022 ظهر متحور أوميكرون، وصيف 2021 ظهر متحور دلتا، والآن ظهر من نسل اوميكرون المتحور إيريس، لكنه ينشط بشكل أكبر وينتشر في الشتاء.
وأكد بلعاوي على أهمية وجود 3 استراتيجيات في كل مراكز ضبط العدوى او مراكز الوقاية من الأمراض المعدية، وهي الفحوصات العشوائية في الأماكن الساخنة، كالمناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة بكافة محافظات المملكة، مثلا أبواب المستشفيات وغرف الطوارئ.
أما الاستراتيجية الثانية وفق بلعاوي فهي إجراء فحوصات للمياه العادمة (الصرف الصحي)، وأخذ عينات منها لمعرفة انواع الفيروسات والبكتيريا الموجودة لدينا، ناهيك عن ضرورة قراءة بيانات وأعداد المرضى المدخلين للمستشفيات والعناية المركزة والطوارئ، والوفيات التي تكون بسبب عامل معين، علما انه لدى كل مستشفى دائرة ضبط العدوى يفترض ان تجري هذه التقارير لكنها غير مفعلة فيها.
وفيما يتعلق بأعراض المتحور «إيريس» EG.5، أشار الى انها لا تختلف عن أوميكرون، فهي تتسم بألم الحلق وسيلان الأنف، والصداع والتعب والإنهاك، أي الأعراض الزكامية، ومن الممكن لكن بدرجة أقل ان يحدث ارتفاع بدرجات الحرارة، أو فقدان لحاسة الشم والتذوق، وفي أحيان معينة يكون هناك إسهال، وهو ربما يفسر سبب حالات الإسهالات والقيء مؤخرا لدينا.
واعتبر ان هذه الأعراض تؤكد ان المتحور الجديد ليس أكثر شراسة من غيره من متحورات أوميكرون، ففي البيانات التي تجريها الدول التي أعلنت وجود حالات فيها، فقد أظهرت زيادة مضطردة إدخالات المستشفيات وزيارات غرف الطوارئ، لكن بالوقت ذاته لا يوجد زيادة في إدخالات غرف العناية الحثيثة او الوفيات.
وطالب بلعاوي الإبقاء على اجراءات الوقاية، من غسل يدين وارتداء الكمامة في الاماكن المغلقة سيئة التهوية والتجمعات خصوصا للفئات ذات الاختطار العالي، مبينا في الوقت انه على الرغم من ان المتحورات هي ليست في صالح فيروسات كورونا، إلا ان هناك أشخاص مناعتهم ضعيفة، ومن الممكن ان يتعرضوا لمضاعفات شديدة، حتى لو كان المتحور ضعيفا.
كما طالب وزارة الصحة بتوفير الأدوية الخاصة لعلاج كورونا قبل فصل الشتاء، في غرف الطوارئ والقطاع الصحي، وإحضار الفحوصات المحدثة لرصد أي متحورات جديدة، وان تكون مراكز التطعيم جاهزة قبل الشهر المقبل، ناصحا ان يكون لقاح كورونا متوفرا بالصيدليات أيضا وليس فقط في المراكز الصحية، لمن يرغب بتلقيه.
ونوه بلعاوي الى ان الشركات العالمية للأدوية بدات بتصنيع لقاحا مزدوجا للإنفلونزا وكورونا بإبرة واحدة، كما انها تجدد لقاحاتها بحيث تشمل اوميكرون وهو ما يسمى بـ لقاح ثنائي التكافئ، والذي يشمل كورونا القديم مع اوميكرون.