عقد جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس لقاء في قصر الحسينية، الثلاثاء، تناول سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.
ولفت الملك، خلال لقاء ثنائي تبعه موسع بحضور ولي العهد، إلى أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية والتعاون بخاصة في مجالات الطاقة والتجارة والصناعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثمناً الدعم القبرصي للأردن في القطاعات التنموية والاقتصادية.
وعبر الملك، في مستهل اللقاء الموسع، عن فخره بالعلاقات الوطيدة التي تربط البلدين على مختلف المستويات، منوهاً إلى أن هذه اللقاءات فرصة لتعزيز التعاون الثنائي سياسيا واقتصاديا، بالإضافة إلى المجال الدفاعي الذي يتعاون البلدان فيه بشكل وثيق.
وأشار الملك إلى دور الرئيس خريستودوليدس حينما كان وزيرا للخارجية قائلا “كنت حليفا وصديقا لنا جميعا في مواجهة التحديات بمنطقتنا”.
من جانبه، عبر الرئيس نيكوس خريستودوليدس عن سعادته لزيارة الأردن كرئيس لجمهورية قبرص، وقال “تعلمون كم نقدر دوركم ودور الأردن كركيزة للاستقرار في منطقتنا التي تشهد العديد من التحديات والفرص في الوقت ذاته”.
وبين خريستودوليدس أن قبرص والأردن تجمعهما علاقات ثنائية ممتازة ويعملان معا دوما للتصدي للتحديات والاستفادة من الفرص والبناء عليها.
وأشار إلى أن التوقيع على مذكرات تفاهم بين البلدين خلال الزيارة هو تأكيد واضح على الإرادة السياسية لتعزيز العلاقات بينهما.
وأضاف الرئيس القبرصي “أسعد بنقاشاتي معكم وبالطبع مع وزير خارجيتكم، بخصوص التطورات الإقليمية”.
ونوه الرئيس القبرصي إلى مناقشة عدد من القضايا منها القضية الفلسطينية، مضيفا “تعلمون جيدا موقفنا الأساسي تجاه حل الدولتين”.
وحول الأزمة السورية، قال “أعلم الأعباء التي يتحملها الأردن بما يخص ملف اللاجئين، ونعتقد أنه على المجتمع الدولي القيام بالكثير لدعم المملكة في هذه القضية الإنسانية البحتة”.
وأشار خريستودوليدس إلى علاقة دول الاتحاد الأوروبي مع الأردن، معتبرا أن قبرص هي أكبر الداعمين لتطوير هذه العلاقة بشكل ملموس.
وتم خلال اللقاء التأكيد على أهمية مواصلة التعاون الثلاثي بين الأردن واليونان وقبرص بما يحقق مصالح البلدان الثلاثة وشعوبها ويسهم في تنمية المنطقة، كما تطرق إلى ضرورة التنسيق لمواجهة التحديات العالمية في الأمن الغذائي وأمن الطاقة ومكافحة التغير المناخي.
وأشاد الملك، خلال اللقاء، بمواقف قبرص والاتحاد الأوروبي الداعمة لجهود تحقيق السلام على أساس حل الدولتين، مؤكدا أهمية تكثيف الدفع نحو التهدئة وخفض التصعيد بالأراضي الفلسطينية وإيقاف أية إجراءات أحادية الجانب من شأنها زعزعة الاستقرار وتقويض فرص تحقيق السلام.
وأعاد جلالته التأكيد على ضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة والمشروعة وقيام دولته الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد الملك على مواصلة الأردن بذل جميع الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
كما بُحثت التطورات المتعلقة بالأزمة السورية وضرورة تكثيف الجهود الدولية للوصول إلى حل سياسي يعالج جميع تبعات الأزمة الإنسانية والأمنية والاقتصادية والسياسية، فضلا عن أهمية دعم جهود العراق في تعزيز أمنه واستقراره.
وبحث الملك والرئيس القبرصي أزمة اللاجئين وآثارها على المجتمعات المستضيفة، وأهمية استمرار الدعم الدولي لها والعمل للوصول إلى حلول سياسية لأزمات المنطقة للحيلولة دون نشوب المزيد من أزمات اللجوء، وتمكين اللاجئين من العودة الطوعية والآمنة إلى بلدانهم.
وأكد الملك أهمية استمرار دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” في تقديم خدماتها وفق تكليفها الأممي.
كما تم التأكيد على أهمية مواصلة الجهود الدولية المبذولة على مختلف الصعد في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.
وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، جعفر حسان، ووزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، ووزير الصناعة والتجارة والتموين وزير العمل يوسف الشمالي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء يوسف الحنيطي.
كما حضر عن الجانب القبرصي، وزير الخارجية كونستانتينوس كومبوس، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة جورج باباناستاسيو، والمتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس، والسفير القبرصي في عمان ميخاليس إيوانو.
وجرت للرئيس القبرصي مراسم استقبال رسمية لدى وصوله قصر الحسينية.