احتج مئات المعارضين التونسيين الثلاثاء، في الذكرى الثانية لسيطرة الرئيس قيس سعيد على أغلب السلطات في 25 تموز 2021، مطالبين بإنهاء “الحكم الفردي” والإفراج الفوري عن قادة سياسيين مسجونين.
وبدعوة من جبهة الخلاص المعارضة، تجمع نحو 300 شخص في شارع الحبيب بورقيبة، ورفعوا شعارات “الحرية للمعتقلين السياسيين” و”يسقط الانقلاب” و”حريات حريات لا لقضاة التعليمات (القضاة الذين يتلقون التعليمات)”.
وفي شباط، شنت السلطات حملة قبضت خلالها الشرطة على نحو عشرين من القيادات السياسية البارزة، بمن فيهم قادة في جبهة الخلاص بتهمة التآمر ضد أمن الدولة. ووصف سعيد هؤلاء بأنهم “إرهابيون” و”مجرمون” ويقفون وراء نقص السلع الغذائية ومحاولة تأجيج الأوضاع الاجتماعية المحتقنة.
كما اعتقلت الشرطة زعيم المعارضة راشد الغنوشي وهو رئيس حزب النهضة الإسلامي، وعلي العريض رئيس الوزراء السابق ومسؤولين آخرين في حزب النهضة، وأغلقت مقر الحزب الرئيسي بالعاصمة وكل المكاتب الأخرى عبر أرجاء البلاد.
وتتهم المعارضة، سعيد، بتنفيذ انقلاب بعد أن أغلق البرلمان قبل عامين وصاغ دستورا جديدا بشكل منفرد. لكنه يقول، إن خطواته ضرورية وقانونية لإنقاذ تونس من الفوضى والفساد المستشري في أوساط النخبة السياسية.
وخلال الاحتجاج، قال نجيب الشابي زعيم جبهة الخلاص: “كيف يمكن لرجل مثل الغنوشي، رجل متقدم في السن وله إشعاع فكري وسياسي أن يكون في السجن؟”.
وقال العجمي الوريمي، القيادي في النهضة “نتيجة إمساك السلطة بيد من حديد وتجميع كل السلطات هي إحباط ويأس لدى التونسيين”.
وفي شارع آخر بالعاصمة، احتج أيضا مئات من أنصار الحزب الدستوري الحر بزعامة رئيسته عبير موسي.
ورفع المتظاهرون شعارات “زاد الفقر، زاد الجوع”.
وقالت عبير موسي “منذ عامين غيرت يا قيس سعيد كل القوانين، كل النظام السياسي إلى الأسوأ، إذا كان هناك خطر داهم على تونس فهو قيس سعيد”.
ورفع أنصار الحزب الدستوري الحر أعلام تونس وشعارات كتب عليها “نعاني بلا ماء ولا كهرباء وسعيد مش هنا (لا يدري)”.
وتصارع تونس الأمواج العاتية لأزمة اقتصادية حادة وتحتاج إلى مساعدة مالية خارجية لتلافي التخلف عن سداد ديونها. ويشكو التونسيون من تضخم غير مسبوق ونقص في العديد من السلع الغذائية مثل السكر والسميد والزيت والبن والأرز.
كما يعانون من تردي الأوضاع في الخدمات العامة، بما في ذلك الانقطاع المستمر للكهرباء ومياه الشرب.
رويترز