هلا نيوز
ترانيم القمح تروي قصة تاريخ الأردن
في مواسم حصاد القمح، تتحول حقولنا وسهولنا إلى لوحات فنية تستحضر قوة وجمال الطبيعة وتفاني الإنسان في استصلاحها، حيث يحمل القمح بين سنابله رمزية التجدد والإعمار وتجسيدا لإرثنا العريق وروح الابتكار والاستدامة ، فعندما ننظر لسهولنا الغنية نشاهد سنابل القمح ترفع رأسها بكبرياء وتشع بألوان الشمس لتشكل مشهدًا ساحرًا يعبق بجمال الطبيعة وروعة الإبداع.
يرقص الحصادين بحرفية بين سنابل القمح الذهبية وتصدح أصواتهم في الهواء مع ترانيم القمح ولحن الأرض كتعبير حقيقي عن تراثنا الزراعي وروح العمل الجاد والتفاني الذي يتجسد في حقولنا ويحمل في طياته قصصًا عريقة وتقاليدًا خالدة ، فنجد كل سنبلة قمح تحمل ذكرى اسلافنا السابقين الذين كانوا يعملون بجد واجتهاد لتحقيق حصاد غزير وحياة مستدامة.
وبينما نستمتع بجمال حصاد القمح في الأردن، لا يمكننا إغفال أهمية تاريخ الزراعة العريق في هذه الأرض المباركة ، فقد تم العثور على أقدم قطعة خبز في العالم في الأردن، مما يشكل دليلاً قاطعًا على قدرة الإنسان الأردني على استشعار قيمة الأرض وعطاءها، وكان من الرائدين في اكتشاف فوائد الزراعة وتطويرها.
تلك القطعة القديمة من الخبز، التي تعود لأكثر من 14 ألف سنة قبل الميلاد، تحمل تاريخًا عظيمًا للزراعة في الأردن ، فتجد في تلك القطعة البسيطة والعديد من الاكتشافات الأثرية التي تعود للعصور القديمة شاهدًا قويًا على أن الإنسان الأردني كان من بين الأوائل الذين استشعروا قيمة الأرض، وأن الأردن كانت محطة رئيسية في مسيرة الزراعة الإنسانية، وأن الأجداد لم يقتصروا على استخدام الأرض ببساطة، بل قدروا تراثهم الزراعي وعملوا جاهدين لتطويره.
وبفضل هذا الاكتشاف الرائع، ندرك أن قصة حصاد القمح في الأردن ليست مجرد قصة جمالية تجلب الدهشة والإعجاب ، إنها قصة حضارة قديمة وحكاية إبداع الإنسان في استصلاح الأرض وتحويلها إلى مصدر للحياة والتنمية.
تذكّر دائمًا أن القمح الذي نحتفل بحصاده يمثل إرثًا عظيمًا من الأجداد، وأننا مستمرون في تقدير قيمة الأرض وتراث الزراعة العريق في الأردن.