قال مسؤول أميركي، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أجريا محادثات “منفتحة وصريحة” في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء.
وأضاف أنهما ناقشا مجموعة شاملة من القضايا الثنائية مثل احتمال تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل وقضايا اليمن والسودان وحقوق الإنسان.
وبين المسؤول الأميركي، “كانت هناك درجة جيدة من التقارب حول المبادرات المحتملة التي نتشارك الاهتمام بشأنها بينما ندرك أيضا أن بيننا اختلافات”. مشيرا إلى أن الاجتماع استمر لمدة ساعة و40 دقيقة.
ووصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى السعودية الثلاثاء، في زيارة تهدف لتوطيد العلاقات بين البلدين بعد خلافات ازدادت عمقا على مدى سنوات بخصوص قضايا منها ملف إيران وأمن المنطقة وأسعار النفط.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن بلينكن اجتمع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وناقشا “تعزيز التعاون الاقتصادي، لا سيما في مجالي الطاقة النظيفة والتكنولوجيا”.
ومن المتوقع أن يلتقي بلينكن أيضا بمسؤولين سعوديين كبار خلال زيارته للعاصمة الرياض ومدينة جدة الساحلية.
وهذه هي الزيارة الثانية لمسؤول أميركي كبير في الآونة الأخيرة. وزار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان السعودية في السابع من أيار/مايو.
وتأتى زيارة بلينكن التي تستمر من السادس إلى الثامن من حزيران/يونيو، لأكبر مُصدر للنفط في العالم بعد أيام من تعهد الرياض بزيادة خفض إنتاجها النفطي، في خطوة من المرجح أن تزيد التوتر الذي تعاني منه بالفعل العلاقات الأميركية السعودية بسبب الخلافات بشأن سياسة واشنطن مع إيران.
ومن بين أهداف الزيارة إعادة التفاهم مع الرياض بشأن أسعار النفط والتصدي للنفوذ الصيني والروسي في المنطقة وتعزيز الآمال في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية في نهاية المطاف.
وقال بلينكن أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) المؤيدة لإسرائيل الاثنين، إن لواشنطن “مصلحة حقيقية تتعلق بأمنها القومي” في الدعوة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، لكنه أشار إلى أن ذلك لن يحدث بسرعة.
وقال ريتشارد جولدبرج، كبير المستشارين في مؤسسة (الدفاع عن الديمقراطيات) البحثية ومقرها واشنطن، إن إثناء الرياض عن تعزيز علاقاتها مع الصين ربما يكون الجانب الأكثر أهمية في زيارة بلينكن.
وأضاف أنه سيتعين على بلينكن أن يوضح “لماذا لا تتوافق المصالح الصينية مع السعودية، وكيف سيعوق التقارب في العلاقات بطريقة استراتيجية (مع بكين) العلاقات الوثيقة مع واشنطن”.
ممنوعون من السفر
كان الرئيس الأميركي جو بايدن قال خلال حملته الانتخابية عام 2019، إنه سيجعل السعودية “منبوذة” إذا تم انتخابه، وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه في عام 2021، سمح بالكشف عن تقييم للمخابرات الأميركية، بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018.
ولم تنجح زيارة قام بها بايدن إلى المملكة في تموز/يوليو 2022، في تخفيف التوتر، وسعت الرياض حثيثا لتعزيز نفوذها في المنطقة وصارت أقل اهتماما بالتوافق مع الأولويات الأميركية في المنطقة.
وكان أحدث مثال على ذلك عندما رحب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحرارة بالرئيس السوري بشار الأسد خلال القمة العربية في أيار/مايو، والتي شهدت عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد عقد من تعليق عضويتها، وهي خطوة قالت واشنطن إنها لا تدعمها ولا تشجعها.
وتضخ المملكة مئات المليارات من الدولارات من أجل تقليل اعتماد اقتصادها على النفط. واقترنت الإصلاحات بعدد كبير من الاعتقالات للمنتقدين وكذلك رجال أعمال ورجال دين ونشطاء حقوقيين.
ووجه مواطنون أميركيون ومقيمون في الولايات المتحدة لهم أقارب محتجزون في السعودية رسالة لبلينكن الثلاثاء، طلبوا منه فيها الضغط على المسؤولين السعوديين للإفراج الفوري عن أقاربهم.
وشملت القائمة رجل الدين البارز سلمان العودة وأقارب مسؤول المخابرات السابق سعد الجابري وناشط حقوق الإنسان محمد القحطاني وعامل الإغاثة عبد الرحمن السدحان.
وكانت المملكة قد أطلقت سراح أميركيين محتجزين من سجونها لكن مع بقاء بعضهم ممنوعين من السفر.
وقال مسؤولون أميركيون في إفادة للصحفيين بشأن الزيارة الأسبوع الماضي، إن هناك “حوارا مستمرا بشأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية” مع السعودية، لكنهم رفضوا الإفصاح عما إذا كان بلينكن سيطلب أي ضمانات من مسؤولي السعودية بهذا الشأن.
وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في البيان، إن بلينكن “أكد أن علاقتنا الثنائية يعززها التقدم في ملف حقوق الإنسان”.
رويترز