أعلنت روسيا، الثلاثاء، أن قواتها المسلحة “سحقت” المجموعة التي هاجمت الاثنين منطقة بيلغورود الروسية الحدودية، في أخطر توغل في الأراضي الروسية منذ بدء هجوم موسكو على أوكرانيا.
والاثنين دخل مقاتلون إلى روسيا من أوكرانيا وهاجموا عدة بلدات في منطقة بيلغورود التي تعرضت أيضا لقصف بالمدفعية وهجمات بمسيّرات دفعت السكان إلى الفرار.
وعبر الكرملين عن “قلق عميق” بعد هذا التوغل داعيا الى “بذل مزيد من الجهود” لمنع عمليات التوغل هذه التي تزايدت في الأشهر الماضية وأثارت تساؤلات حول صلابة الدفاعات الروسية في وقت تقول كييف إنها تحضر لهجوم واسع النطاق.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان “خلال عملية مكافحة الإرهاب، وبفضل ضربات للطيران والمدفعية وتحرك وحدات الدفاع عن الحدود التابعة للمنطقة العسكرية الغربية، تم صد التنظيمات القومية (الأوكرانية) وسحقها”.
وأضافت الوزارة أنه “تم صد بقية القوميين وإرغامهم على التراجع إلى أراضي أوكرانيا حيث تواصلت الضربات إلى حين تصفيتهم بالكامل” مؤكدة قتل “أكثر من 70 أوكرانيا”.
لم يتسن التحقق من هذه المعلومات من مصدر مستقل على الفور.
“المزيد من الجهود”
واتهمت روسيا كييف بالوقوف وراء هذا الهجوم لكن السلطات الأوكرانية نفت أي ضلوع لها فيه.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكرانية غانا ماليار “الوضع في منطقة بيلغورود هو أزمة داخلية روسية … لا نخوض حروبا على أراض أجنبية”.
وتبنت مجموعة “فيلق حرية روسيا” المؤلفة من روس يقاتلون إلى جانب أوكرانيا الهجوم عبر تلغرام. وكانت هذه المجموعة التي تصنفها روسيا “إرهابية”، تبنت توغلات في هذه المنطقة. وربما شاركت مجموعة أخرى مماثلة تدعى “فيلق المتطوعين الروس” في العملية.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “ما حدث بالأمس يثير قلقا عميقا ويظهر مرة أخرى أن المقاتلين الأوكرانيين يواصلون أنشطتهم ضد بلادنا”.
وأضاف أن “هذا يتطلب منا بذل مزيد من الجهود، وهذه الجهود متواصلة والعملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) مستمرة لكي لا يحدث هذا الأمر بعد الآن”.
وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف أن عدة بلدات بينها غريفورون كبرى مدن المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، تعرضت لقصف مدفعي وبراجمات الصواريخ والمسيّرات.
وأوضح غلادكوف أنه تم إجلاء مدنيين من 9 بلدات، مشيرا إلى إصابة 12 مدنيا بجروح.
ردا على هذا التوغل أدرجت روسيا منطقة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا ضمن “النظام القانوني لمنطقة عمليات لمكافحة الارهاب”، وفق ما أعلن حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف الاثنين، وهو ما يعطي سلطات خاصة لأجهزة الأمن ويسمح بفرض إجراءات تشمل تعزيز الأمن ومراقبة الاتصالات.
وفرض نظام مماثل في الشيشان بين 1999 و2009 حين حاربت السلطات الروسية مسلحين خلال حملة موسكو العسكرية الثانية في هذه المنطقة الجبلية.
من جانب آخر، أعلنت لجنة التحقيق الروسية المكلفة أبرز التحقيقات في البلاد، الثلاثاء فتح تحقيق في “عمل إرهابي”.
ورغم أن هجمات أخرى وقعت في الأسابيع الماضية في هذه المنطقة الحدودية، إلا أنها المرة الأولى التي تتخذ فيها مثل هذا الحجم وتظهر قدرة على اختراق الحدود الروسية.
موقف بوتين
يأتي هذا الهجوم على المنطقة الروسية قبل هجوم واسع النطاق يتوقع ان تشنه القوات الأوكرانية قريبا رغم أن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن بلاده ليست مستعدة بعد.
ولم يتحدث الرئيس فلاديمير بوتين عن موضوع التوغل واكتفى خلال حفل تسليم أوسمة في الكرملين الثلاثاء بالتحدث بشكل عام عن النزاع في أكرانيا.
وقال الرئيس الروسي “نعم، روسيا تواجه أوقاتا صعبة لكن اليوم هو لحظة خاصة لتعميق وطنيتنا” مكررا القول إن موسكو تدافع عن الشعوب الروسية في دونباس الأوكرانية.
وكان الكرملين اتهم الاثنين كييف بانها وراء التوغل بهدف “تحويل الانتباه” عن سيطرة القوات الروسية على مدينة باخموت في شرق اوكرانيا.
وأعلنت السلطات الروسية في نهاية الأسبوع أنها سيطرت على كامل المدينة المدمرة التي شهدت أطول وأشد المعارك خلال النزاع ومني فيها الطرفان بخسائر فادحة.
غير أن كييف نفت خسارة باخموت مؤكدة صباح الثلاثاء أن “المعارك من أجل السيطرة على مدينة باخموت مستمرة”.
من جانب آخر، زار الرئيس الأوكراني الثلاثاء خط الجبهة في منطقة دونيتسك شرق البلاد حيث التقى عسكريين.
أ ف ب