كشفت القناة 12 العبرية عن توجه إسرائيلي إلى شركات طيران في الأردن والبحرين وبلدان أخرى في المنطقة، لفحص إمكانية تسيير رحلات مباشرة إلى السعودية، تقل المسلمين من فلسطينيي الـ48 لأداء الحج والعمرة.
وذكرت القناة أن الرحلات ستنطلق من مطار بن غوريون في اللد أو مطار رامون في النقب، مشددة على أن ذلك يتم بالتنسيق مع الجانب السعودي، واعتبرت أن ذلك يمثل خطوة أولى في مسار تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
وبحسب القناة، فإن هذه المساعي “نضجت” خلال الفترة الأخيرة، وقدّرت بأن “السعودية تميل للمصادقة على هذه الخطوة”، وذلك نقلا عن مصدرين دبلوماسيين مطلعين على الاتصالات الجارية في هذا الشأن.
وأشارت القناة إلى أن السعودية ترغب بأن يستفيد الفلسطينيين من سكان القدس والضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة من “رحلات الحج المباشرة”، مستبعدة الموافقة الإسرائيلية على الطلب السعودي الذي قالت إنه يتطلب إجراءات “معقدة”.
وذكرت بأن إشراك الفلسطينيين من سكان المناطق المحتلة عام 1967 في هذا المخطط، سيتطلب موافقة جهاز أمن الاحتلال العام (الشاباك)، بالإضافة إلى استعدادات إسرائيلية خاصة، واستبعدت القناة أن يتم ذلك “في المرحلة الأولى”.
واعتبرت القناة العبرية بأن هذا الإجراء قد يكون مؤشرا يدل على “اختراق” في مساعي تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على تصريحات صدرت عن وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، في هذا الشأن.
هذا ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” (واينت)، عن مسؤول إسرائيلي رفيع، تقديراته أنه بنسبة 60% سيتم التوصل إلى اتفاق نهائي في هذا الشأن خلال الشهر المقبل (قبل موعد الحج في العام الجاري).
وأضاف، مساء الأحد، أن “السعوديين يميلون إلى الموافقة على ذلك”. وأفاد بأن الاتصالات بين الرياض وتل أبيب في هذا الشأن تتم عبر الجانب الأميركي.
وذكر أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، ومنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، ناقشا هذه المسألة مع الجانب السعودي في محادثات عقدت مؤخرا في الرياض.
وبحسب “وانيت” فإن ماكغورك أثار هذا الموضوع خلال محادثاته الأخيرة مع المسؤولين في تل أبيب، كما جرى مناقشة الأمر في المحادثات التي أجراها المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، رونين ليفي، في واشنطن، الأسبوع الماضي.
ونقل “وانيت” عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن “هناك تفاصيل معينة إذا تم حلها، فإن ذلك حتما سيحدث. الجداول الزمنية قصيرة للغاية لكن احتمالات نجاح هذه المساعي كبيرة”.
وشدد المسؤولون على أن “الجانب الأميركي يعمل على اقناع السعوديين بالموافقة على هذه الخطوة”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، كوهين، قد شدد على أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعتبر أن التطبيع مع السعودية “أولوية”، وقال إن ذلك مسألة وقت، مرجحا أن يتم ذلك في غضون فترة 6 أشهر أو عام على أبعد تقدير.
وقال كوهين إن التطبيع مع السعودية “ليس مسألة إذا، بل متى، نحن والسعودية لدينا نفس المصالح”. واعتبر أن اتفاق استئناف العلاقات بين طهران والرياض “لن يكون عقبة” في هذا السياق.
ويوم الجمعة الماضي، ذكر تقرير لصحيفة “معاريف” أن السعودية تتجه إلى الموافقة على تسير رحلات جوية مباشرة لنقل الحجاج من إسرائيل.
وأشار التقرير إلى مفاوضات بدأت قبل عام في هذه الشأن، أفضت مؤخرا إلى اختراق، مشددا على أن هذه الرحلات ستكون مخصصة فقط للمسلمين الذين يعيشون في إسرائيل وبهدف الحج.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الرحلات قد توفر على الحجاج جوا فترة انتظار تقدر بين ساعة وخمس ساعات قبل إقلاع رحلتهم الثانية من مطار الملكة علياء الدولي في الأردن.
غير أن التقرير أوضح أن ذلك لن يؤدي إلى تخفيض تكاليف الحج.