أطلقت وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة، الخميس، من موقع أم الرصاص الأثري، حملتي “آثارنا أجمل بدون اعتداءات” و “تراثنا أجمل” وذلك ضمن احتفالات الوزارة والدائرة بمرور 100 عـام على تأسيس دائرة الآثـار العامة، واحتفالاً بيوم التراث العالمي ويوم المتاحف العالمي، تحت رعاية وزير السياحة والآثار مكرم القيسي.
وقال الوزير القيسي خلال الحفل: نجتمع اليوم في أم الرصاص للاحتفال بيوم التراث العالمي، وهو يوم يذكرنا بأهمية الحفاظ على تراثنا الثقافي والطبيعي وحمايته.
وأضاف: نحث الجميع على الاعتزاز بأم الرصاص والعمل معًا لحمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة، قائلاً ” تعد مشاركتنا جميعا في إدارة هذا الموقع وصيانته أمرًا حيويًا لاستدامته ولتعزيز قيمه.
وتابع الوزير القيسي: ” لقد ورثنا في الأردن إرثًا غنيًا من الآثار، والتحف والمناظر الطبيعية التي تعكس تاريخنا وتقاليدنا وطريقة حياتنا” مبيناً أن المواقع الأثرية ليست مجرد بقايا من الماضي، ولكنها كيانات حية تربطنا بجذورنا وتثري حياتنا وتلهم مستقبلنا.
قال: ” تعد المواقع الأثرية بشكل عام ومواقع التراث العالمي بشكل خاص، مصدر فخر وهوية لنا وللأجيال القادمة،لا سيما وأن هذه المواقع لها أهمية في تمثيل تنوع الحضارة الإنسانية والعالم الطبيعي، وتعد رموزاً للإبداع البشري، وتعمل كجسر بين الماضي والحاضر.
وبين القيسي، أن الحفاظ على مواقع التراث العالمي والترويج لها أمر ضروري لتنمية السياحة المستدامة، حيث تتمتع هذه المواقع بإمكانيات هائلة للترويج للسياحة وخلق فرص العمل وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتمكين المجتمعات المحلية” مؤكداً أهمية وضع خطة إدارة شاملة توازن بين احتياجات السياحة والحفاظ على الموقع الأثري.
وأشار إلى أن دائرة الآثار العامة عملت على تغليظ عقوبات الاعتداء على المواقع الأثرية في مسودة قانون الآثار الجديد، وذلك لضمان حماية أكبر لهذه المواقع وضمان استدامتها لأطول فترة ممكنة.
ولفت القيسي النظر إلى أن حماية المواقع التراثية والحفاظ عليها مسؤولية تقع على عاتق الجميع، وتتطلب مشاركة نشطة من المجتمعات المحلية، مشيراً إلى أن المجتمع المحلي الذي يعيش بالقرب من هذه المواقع هم خط الدفاع الأول ضد الاعتداءات والتخريب للمواقع الأثرية.
وأكد أن المجتمعات المحلية تتمتع بمعرفة وفهم وثيقين بمواقع التراث وتاريخها وأهميتها، ويمكن لمشاركتهم في إدارة وحماية هذه المواقع أن تعزز بشكل كبير استدامتها وتضمن حمايتها للأجيال القادمة.
وبين القيسي، أنه تمت إضافة لوحات إرشادية وتعريفية بلغة برايل للمكفوفين وضعاف البصر في موقع أم الرصاص الأثري، حيث سيصار إلى تعميم هذه التجربة في جميع المواقع الأثرية في المملكة.
بدوره، بين مدير عام دائرة الآثار العامة فادي بلعاوي، أن الدائرة أقامت عدة محاضرات توعوية بأهمية يوم التراث العالمي في مدارس مختلفة حول المملكة.
ولفت إلى أن حملة ” آثارنا أجمل بدون اعتداءات ” تهدف إلى رفع الوعي الثقافي للمجتمعات المحلية بأهمية المواقع الأثرية وضرورة حمايتها من العبث والتخريب وتشويهها بالكتابة على العناصر المعمارية، كما سيجري خلال الحملة العمل على إزالة الخربشات عن الجدران الأثرية؛ لضمان استدامة القيم الجمالية والأثرية للمواقع.
وبشأن حملة “تراثنا أجمل” بين بلعاوي، أن الهدف من هذه الحملة، هو المحافظة على نظافة المواقع الأثرية والسياحية وتقديمها للزائر بأفضل صورة، وإشراك المجتمع المحلي في المحافظة على سلامة ونظافة المواقع الأثرية والسياحية، وتعزيز صورة الأردن في عيون زائريه وتمثيله بأبهى صورة.
وقال بلعاوي، إن المواقع الأثرية والحضارية رمز مهم للدولة؛ إذ إنها تمثل الموروث الحضاري للآباء والأجداد وشاهد على الحضارات التي مرت على المنطقة.
وأكد أن المحافظة على المواقع الأثرية واجب وطني يتطلب تضافر كافة الجهود من المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والمجتمع المحلي لضمان ديمومة هذه المواقع وتقديمها بشكلٍ لائق للزوار.
وعلى هامش الاحتفـال بمرور 100 عـام على تأسيس دائرة الآثـار العامة، والاحتفال بيوم التراث العالمي ويوم المتاحف العالمي وبالتعـاون مع جمعية المحافظة على آثـار أم الرصاص، رعى وزير السياحة والآثار مكرم القيسي حفـل إشهـار كـتـاب ” أم الرصـاص – قلعـة الفسيفساء “.
كما افتتح القيسي، نُزل أم الرصاص الريفي، الذي تقوم على إدارته جمعية ميفعة أم الرصاص التعاونية والتي قامت بترميمه وتأهيله، ليكون نزلا ريفيا يقدم خدمة الإيواء والطعام والشراب للسائح، حيث أكد الوزير القيسي خلال الافتتاح أهمية مثل هذه المشاريع ومساهمتها في تشغيل الأيدي العاملة من المجتمعات المحلية.
وتزامناً مع احتفالات وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة بيوم المتاحف العالمي، افتتح وزير السياحة والآثار مكرم القيسـي ومدير عام دائرة الآثار العامة فادي بلعاوي، بحضور النائب مجدي اليعقوب، متحف اللاهون الأثري، الذي يُعد متحفاً متخصـصـا يطل على وادي الموجب.
ويسلط متحف اللاهون، الضوء على الحضارات المهمة التي مرت على هذا الموقع وعلى الأردن بشكل عام، كما يعرض المتحف قطعا أثرية مميزة تم اكتشافها في موقع اللاهون الأثري، والتي تمتد على فترات تاريخية مختلفة.
كما زار القيسي، يرافقه النائب مجدي اليعقوب، ومن جمعية حراسة الأراضي المقدسة “الآباء الفرنسيسكان” الأب عمار شاهين والأب برنارد، كنيسة ” القديسين الشهيدين لوط وبرقوبيوس “.
وأكد خلال جولته بالكنيسة ومحيطها، ضرورة الاهتمام بالموقع وتطويره والنهوض به أسوة بما هو معمول به بالمواقع الأخرى، بالإضافة إلى وضع دراسة للموقع ليكون ضمن درب الحج المسيحي وذلك لقربه من مدينة مأدبا وموقع جبل نيبو.
وحضر حفل إطلاق الحملتين، وزير الداخلية الأسبق رئيس جمعية الحفاظ على آثار أم الرصاص سلامة حماد، ورئيس لجنة السياحة والتراث بمجلس الأعيان عبد الحكيم الهندي، والعين الأسبق محمد المور الهقيش، وأمين عام الوزارة عماد حجازين، ومدير عام دائرة الآثار العامة فادي بلعاوي، والمستشار هشام العبادي، ومدير إدارة الشرطة السياحية العقيد فراس رشيد، ورئيس جمعية المطاعم السياحية عصام فخر الدين، ورئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر سهيل هلسة، ورئيس بلدية أم الرصاص أحمد السلايطة، ومساعد متصرف الجيزة سامر الدغمي، وعدداً من وجهاء المنطقة، وأبناء المجتمع المحلي.