- طرفا النزاع يهدفان لمناقشة الأزمة الإنسانية وليس وقف الحرب.
- محادثات بدعم سعودي أميركي بدأت في جدة يوم السبت.
- القتال لم يتوقف خلال فترات تم فيها إعلان هدنة.
يعلق السودانيون آمالهم على محادثات تجرى في مدينة جدة السعودية بين ممثلين لطرفي الصراع في بلادهم لإنهاء القتال الذي أودى بحياة المئات، وتسبب في موجات فرار جماعي من البلاد، لكن ليس هناك مؤشرات على أن الأمر سيسفر عن تهدئة مستدامة في أي وقت قريب.
ولم ترد أنباء عن مدى التقدم في المحادثات التي بدأت في جدة السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال طرفا النزاع إنهما سيحاولان التطرق في المحادثات إلى الملفات الإنسانية فقط مثل فتح ممرات آمنة ولن يتفاوضا حول وقف الحرب. وانتهكت العديد من فترات وقف إطلاق النار التي أعلنت منذ اندلاع القتال في 15 أبريل/ نيسان.
وقالت تماضر إبراهيم (35 عاما) وهي موظفة حكومية في مدينة بحري التي تقع على الضفة المقابلة للخرطوم من النيل الأزرق “إذا أخفقت مفاوضات جدة في وقف الحرب فهذا يعني أننا لن نتمكن من العودة لمنازلنا وحياتنا… ننتظر ما سينتج عن تلك المفاوضات لأنها أملنا الوحيد”.
والمبادرة الأميركية السعودية هي أول محاولة جادة لإنهاء القتال الذي حول مناطق في العاصمة السودانية إلى ساحات حرب وعرقل مسار خطة مدعومة دوليا للتحول إلى الحكم المدني بعد سنوات من الاضطراب الذي تسبب في أزمة إنسانية طاحنة.
* الآلاف يسارعون إلى المغادرة
قالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن محادثات “تمهيدية بدأت السبت وستستمر خلال الأيام التالية على أمل الوصول إلى وقف فعال ومؤقت لإطلاق النار حتى يمكن إيصال المعونات الإنسانية لمن هم في حاجة إليها”.
وأضاف بيان الوزارة أن الولايات المتحدة والمملكة حثتا طرفي النزاع على الانخراط بجدية في المحادثات والمضي نحو وضع جدول زمني لمفاوضات موسعة للوصول إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
كما رحب تحالف قوى الحرية والتغيير السوداني، وهو تجمع سياسي يقود خطة الانتقال إلى الحكم المدني، بمحادثات جدة.
وأسفر القتال الدائر منذ منتصف أبريل نيسان عن مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف آخرين وتعطل إمدادات المساعدات ودفع مئة ألف شخص إلى الفرار إلى الخارج.
وقالت دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إن الاستخدام المفرط للذخائر المتفجرة في القتال زاد من الخطر على المدنيين خاصة الأطفال الذين قد يعتقدون أن تلك الذخائر ألعاب ويلهون بها.
ويسعى آلاف الأشخاص إلى مغادرة السودان عبر بورتسودان على متن قوارب إلى السعودية أو بدفع المال للانطلاق في رحلات جوية تجارية باهظة التكلفة عبر المطار الوحيد العامل في البلاد أو الفرار على طائرات الإجلاء.
والنزاعات ليست جديدة على السودان الذي يقع عند مفترق طرق استراتيجي بين مصر والسعودية ومنطقة الساحل المضطربة.
لكن معظم النزاعات السابقة كانت تحدث في مناطق نائية. وجعل تمركز القتال العنيف في الخرطوم هذه المرة النزاع أكثر إثارة للقلق بالنسبة للسودانيين.
ومنذ اندلاع القتال، سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عبور أكثر من 30 ألف شخص إلى جنوب السودان، وكان أكثر من 90% منهم من مواطني جنوب السودان. وتقول المفوضية، إن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير. وتخشى وكالات الإغاثة من أن يفاقم هذا التدفق للاجئين أزمة إنسانية حادة بالفعل في جنوب السودان.
رويترز