على مدار 3 سنوات، لم يتمكن من الخروج من عباءة “صابر المداح” بعد أن كون ثلاثيا مميزا مع المخرج أحمد سمير فرج والمؤلف أمين جمال، ليقدموا صراع الإنس والجن، الخير والشر، العوالم الخفية مع الواقع، إنه الفنان حمادة هلال الذي أصبح حالة منفردة في الموسم الرمضاني مع تلك الشخصية التي أصبح لها أثر كبير في حياته هو وفريق عمل المسلسل، كما يؤكد في حواره مع موقع “العربية.نت”.
وأشار هلال إلى أن تنفيذ 30 حلقة من مسلسل مثل “المداح” أمر استنفد جهداً كبيراً، خاصة أنه عمل غير اجتماعي وأشبه بمسلسلات الأبطال الخارقين، كما أوضح موقفه من تنفيذ جزء جديد من “المداح” وأسباب ثقته في نجاح أجزاء المسلسل.
*كيف وجدت ردود الفعل على الجزء الثالث؟ وألم تكن متخوفا منها؟
كثيرون لم يكونوا متفائلين بعد النجاح الذي حققه الجزء الأول من المسلسل في أن تحقق الأجزاء التالية النجاح نفسه، فلقد كان هناك تخوف لدى كثيرين بعد نجاح الجزء الأول من المسلسل من فكرة وجود أجزاء أخرى له، ومدى إمكانية نجاحها، ولكن كان لدي ثقة في نجاح الأجزاء الجديدة كما نجح الجزء الأول، خاصة أن الأفكار متطورة ومكثفة، فلم يشعر المشاهد بأي مط أو ملل في سياق الأحداث.
الحمد لله على كلام الناس، وهذا الكلام يعني لي الكثير، ويعني أنني كنت عند حسن ظنهم، وهذه الإشادات هي أفضل تقدير بالنسبة لي، لأنها من الجمهور، فلقد كان عندي يقين في الله بأن الجزء الثاني سيكون أكثر نجاحًا من الأول، وهذا ما حدث، وتكرر الأمر مع الجزء الثالث، فالمتابع سيدرك ذلك من خلال تميز أحداث وقصة العمل.
*قدمت “المداح” مع فريق عمل مميز؟
مخرج العمل أحمد سمير فرج بمثابة أخي، وهو مخرج كبير وربنا رزقنا بيه، بجانب أن المؤلفين أمين جمال ووليد أبو المجد وشريف يسري أصدقائي، والجميع تعبوا كثيرا بجانب المجهود الوافر للإنتاج، والأستاذ إسلام مرسي، أنا بالمناسبة سعيد بالتعاون مع المخرج أحمد سمير فرج، فهو مخرج متميز ولديه رؤية رائعة كما أن المنتج صادق الصباح قدم كل ما في وسعه من أجل أن يخرج المسلسل للنور بصورة مبهرة.
*وما هي الصعوبات التي واجهت فريق العمل؟
الصعوبات موجودة في جميع المشاهد، فالكل كان يقدم أقصى طاقاته للجمهور شيئًا مختلفًا ومشوقًا لهم، وكان هناك صعوبات أيضًا لدى المؤلفين في تصوير الأحداث بترابط وسلاسة، كما أن المخرج أحمد سمير عانى كثيرًا حتى يخرج العمل بهذه الصورة الأكثر من رائعة، وفريق الإنتاج لم يدخر وسعًا وبذل أقصى جهد ليخرج المسلسل في أفضل صورة له، فالمنتج صادق الصباح، الذي تعب جدا معنا، ترك لنا الأمور نتصرف كيفما نشاء حتى نخرج للنور عملا على جودة عالية.
*وهل كان هناك مشاهد صعبة من حيث التنفيذ؟
لا يوجد مشهد بعينه أذكره، لأن جميع المشاهد بلا استثناء كانت صعبة، لأن شخصية مثل شخصية المداح يجب أن يكون التركيز في تفصيلاتها بكل دقة، لأنها تحتاج لشروط وضوابط معينة، ولا يجب الإخلال بشيء ينتقص من الصورة الذهنية للشخصية، وإلا تأثرت تفصيلاتها وأصبحت كوميدية مثلا بدلا من أن تكون شخصية درامية مشوقة، لذلك فجميع المشاهد لها نفس مقدار الصعوبة لكثرة التركيز والتفصيلات.
*البعض يرى أن تقديم جزء ثالث من المداح هدفه استثمار نجاح الأجزاء السابقة؟
ليس عيبا استثمار النجاح، ولكن إصراري على تقديم أجزاء من مسلسل “المداح”، هو أنه بعيد عن الدراما التقليدية، وتدور أحداثه في عالم مختلف، باختصار نحن نسبح في محيط بعيد عن الآخرين، أو بمعنى أكثر دقة نراهن على منطقة وعالم مختلف، ولذلك يجب أن يكون هناك قصة جيدة تحكي عن أسطورة مشوقة، مثل الأساطير الثلاث السابقة، لكي أفكر في تقديم “المداح 4” خلال شهر رمضان المقبل.
فتنفيذ 30 حلقة من مسلسل مثل “المداح” أمر يستنفد جهداً كبيراً، خاصة أنه عمل غير اجتماعي وأشبه بمسلسلات الأبطال الخارقين، فالمسلسلات الأميركية التي تتناول قصص أبطال خارقين لا تتجاوز العشر حلقات، في حين أني مطالب بتصوير 30 حلقة خلال فترة قصيرة، لعرض المسلسل خلال شهر رمضان.
*هل هناك احتمال لتقديم جزء رابع؟
من الممكن بالفعل تقديم جزء رابع، وهذا يتوقف على مستوى السيناريو، وحماس كل الفريق، فلقد كنا حريصين على تقديم محتوى مثير في الجزء الثالث، فهو شيء رائع جداً أن تضع سطراً في السيناريو يحرّك خيال المشاهدين ويدفعهم للتفكير وتزداد الإثارة عندما يكتشف الجمهور أن الحل غريب وبعيد عن دائرة تفكيرهم.
*وما هي الاعتبارات التي تضعها في اختيارك لأعمالك؟
أهم شيء أن أحترم عقول الناس، وأقدم عملاً يعيش لفترة كبيرة، ولا يعطي طاقة سلبية، بل بالعكس يقدم رسالة جيدة، ويحاول تقديم حلول لمشاكل بعض الناس عن طريق الدراما، وما يشغلني هو احترام الجمهور والبحث عن الفريق الذي يحقق ذلك.
*بالرغم من كونك مطربا فإنك احترفت التمثيل فما السر؟
أحب الغناء والتمثيل معاً وأراهما يكمل بعضهما بعضاً، ولا أفضل أيهما على الآخر، وتحقيق معادلة المطرب والممثل في الوقت نفسه مهمة جداً بالنسبة إليَّ.
*ابتعدت عن السينما منذ فترة، كما أنك مقل من أعمالك الغنائية فما السبب؟
بالفعل بكل أسف أنا بعيد عن السينما منذ فترة لسبب مهم، وهو أني أخاف على السينما، وأفضل عندما أقدم عملاً للسينما أن يكون عملاً جيداً، لأن أفلامي السابقة حققت نجاحاً كبيراً، ولا بد أن يكون الجديد على المستوى نفسه، وعموماً يمكن أن تجدوني في فيلم قريباً جداً.
وبالنسبة إلى الغناء لا أرى نفسي بعدت منه، بل أغني حتى وأنا أمثل، لأن العنصرين يكمل بعضهما بعضاً مثلما قلت من قبل.