رأت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في مقابلة مع “فرانس انتر” الخميس، أنّ قضية الطائرات المسيّرة الأوكرانية التي تقول روسيا إنّها أسقطتها وكانت تستهدف الرئيس فلاديمير بوتين هي “على أقل تقدير غريبة”.
واتهمت روسيا الأربعاء أوكرانيا باستهداف مقر إقامة الرئيس الروسي في الكرملين بطائرات مسيرة الأمر الذي نفته كييف.
ورفضت كولونا “الخوض في لعبة الفرضيات”. وقالت إنّ حقيقة أن تصل طائرات مسيّرة إلى الكرملين “يصعب فهمها في الظروف العادية”.
وأشارت إلى أنّ الأوكرانيين “أعلنوا رسمياً أمس أنّه لا علاقة لهم بهذا الحدث الذي لا يزال غير مفسر”.
كذلك، استنكرت تصريحات الرئيس الروسي السابق دميتري مدفيديف الذي دعا الأربعاء إلى “تصفية” الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، رداً على هذا الهجوم المفترض.
وقالت “مدفيديف يتميّز بتصريحات شائنة، بتصعيد لفظي مؤسف”. وأضافت “مرة أخرى، يأتي هذا التصعيد من روسيا، مرة أخرى تسعى للترهيب والتخويف وإيجاد الذرائع التي يمكن أن تبرر ما لا يمكن تبريره”.
وفيما رفضت التطرّق إلى فرضية اغتيال الرئيس الأوكراني، أكّدت أهمية “احترام السلامة الجسدية” لرئيس دولة منتخب ديمقراطياً.
من جهة أخرى، أشارت كولونا إلى أنّ قنوات الاتصال مع روسيا “تبقى ضرورية”، معتبرة أنّ إحدى مشاكل السلطة الروسية هي “حصر نفسها في حقيقة موازية”.
لم يجر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين منذ أشهر، لكنّه كرر بانتظام وجوب الحفاظ على الحوار مع كلّ الأطراف.
في السياق، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية “لا مصلحة لدينا في تعزيز هذه العزلة الذهنية التي دفعت روسيا… إلى اختيار غزو أوكرانيا”، من دون أن تشير إلى إمكان التشاور قريبا مع نظيرها الروسي.
وأكدت أنّ فرنسا يجب أن تواصل مساعدة أوكرانيا كي تتمكّن من شنّ هجوم مضاد لاستعادة “توازن قوى أكثر ملاءمة” في الميدان، على أمل عودة روسيا إلى طاولة المفاوضات.
كذلك، أشارت إلى أنّ الحكومة الفرنسية تعدّ حزمة مساعدات جديدة، من دون كشف موعد الإعلان عنها.
وردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قائلة “نتابع من كثب تصريحات المسؤولين (في حكومات) الشركاء الذين كانوا في يوم من الأيام مفتاحا لنا لكنهم أصبحوا خصوما… ومن بينهم لسوء الحظ فرنسا التي حافظنا معها حتى وقت قريب على اتصالات مكثفة وموثوقة بشكل استثنائي، لكن تم إلغاؤها بالكامل تقريبا بمبادرة من الجانب الفرنسي”.