روى السفير السويسري في السودان الثلاثاء رحلة الفرار الصعبة من البلاد ضمن مهمة إجلاء جرت بمساعدة فرنسية وكيف كانت الضربات الجوية تتسبب في اهتزاز حافلة إجلاء تقل دبلوماسيين إلى قاعدة عسكرية.
وأغلقت سويسرا بالفعل سفارتها في الخرطوم وأجلت كل الموظفين السويسريين وعائلاتهم خلال الأيام القليلة الماضية وسط المواجهات التي تسببت في مقتل المئات منذ 15 نيسان.
وقال السفير كريستيان وينتر للصحفيين خلال مؤتمر على مدرج الطائرات أمام طائرة الجيش السويسري التي أقلته من جيبوتي إلى أرض الوطن “كانت عملية الإجلاء صعبة للغاية لأن القتال استمر حتى خلال العملية”.
وتابع “سمعنا أصوات إطلاق النار وحتى الطائرات التي قصفت بعض الأحياء القريبة من المكان الذي كنا نمر فيه. لقد سمعناها وحتى الحافلة كانت تهتز. وهو ما يعني أنها كانت قريبة وخطيرة”.
وقال وينتر إنه لم يتم إجلاء موظفي السفارة المحليين مع الموظفين السويسريين.
واستطرد “ما يثير قلقنا هو ما يحدث لزملائنا المحليين”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية إنه على عكس ما حدث في أفغانستان التي أجلت سويسرا منها 230 أفغانيا في المجمل عام 2021، فإن معايير إجلاء الموظفين المحليين لا تنطبق على السودان. وأضاف أن بيرن تواصل تقديم الدعم لهم.
وجرى نقل فريق وينتر إلى السفارة الفرنسية في الخرطوم، ثم استقل حافلات برفقة عناصر من قوات الدعم السريع إلى قاعدة عسكرية خارج العاصمة. ووصلوا إلى بيرن في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.
وقال السفير إنه اضطر للابتعاد عن الطريق ليحتمي من تبادل إطلاق النار عندما اندلع القتال لأول مرة قبل عشرة أيام. وخلال الأيام التالية، أصيب مقر إقامته بالخرطوم بنيران القصف المتبادل التي أخطأت النوافذ ببضعة سنتيمترات.
وذكرت وزارة الخارجية السويسرية أنه تم إجلاء سبعة موظفين وخمسة مرافقين.
وقال وزير الخارجية السويسري خلال المؤتمر الصحفي ذاته إن بلاده تترقب الفرص لإجلاء بعض مواطنيها المتبقين في السودان والبالغ عددهم مئة، لكنه أقر بأنه قد يكون من غير الممكن إخراج من يحملون أيضا الجنسية السودانية.
وتابع الوزير “الأمر ليس سهلا جدا لأنه لا يُسمح لحاملي الجنسية المزدوجة بمغادرة البلاد بسبب جنسيتهم السودانية، وسنرى ما سيحدث”.
وقال السفير إن نحو 30 شخصا، من أصل 100 سويسري ما زالوا في السودان، عبروا عن رغبتهم في المغادرة.