تظل “العيدية” عادة اجتماعية ثابتة ومتوارثة في كثير من المجتمعات الإسلامية لارتباطها بعيد الفطر المبارك, يجتهد الكبار في إعدادها وتجهيزها لترسم البهجة في نفوس الصغار في البيوت وشوارع الأحياء ابتهاجاً بهذه المناسبة الإسلامية السعيدة.
وغالباً ما تقدّم “العيدية” على هيئة مبلغ مادي للأطفال يوم العيد, ومع مرور السنين طرأت ابتكارات في طريقة تقديم العيدية، لتكون ذكرى سعيدة تخلّدها ذاكرة الكبار والصغار، وأصبح إعداد وتجهيز العيدية وتوزيعات العيد مجالاً رحباً لأفكار إبداعية تصنعها ربات البيوت، كما تنشغل المحال التجارية في تجهيز توزيعات العيد لبيعها في الأيام الأخيرة من شهر رمضان التي تسجّل أكبر نسبة مبيعات للهدايا والحلويات على مدار العام.
ورصدت عدسة وكالة الأنباء السعودية “واس” إقبال الأهالي في المدينة المنورة على شراء “العيدية” وتجهيز محتوياتها من الحلوى والألعاب وكل ما هو محبّب لدى الأطفال، حيث توفّر بعض المحلات في شارع قربان وسط المدينة المنورة أركاناً خاصة بالعيدية، تشمل ملفات وعلب كرتونية، وأكياس وبلاستيكية أو قماشية أو صناديق بأشكال وأحجام مختلفة يكتب عليها عبارات التهنئة بحلول عيد الفطر المبارك، يوضع بداخلها مبلغ مادي والهدايا والحلوى، لتقدّم للأطفال يوم العيد.
ويقول أنس حمادي الذي يعمل بائعاً في محل حلويات: “إن شكل العيدية يتغير باستمرار تبعاً لتغير أذواق الناس وطلباتهم، ولكن علب الهدايا أشكالها تشكْل المكوّن الأساسي للعيدية، مبيناً أن بعض علب الهدايا يتم استيراده من الخارج, ولكن أغلبها يتم صنعه محلياً في معامل ومصانع ونقوم بتوفير كميات منها تلبية لرغبات المشترين, مضيفاً أن مبيعات علب الهدايا تنشط على مدار العام, لكن موسم رمضان والعيد يعدّ الأكثر طلباً على هذه المنتجات”.
ولا يقتصر تقديم العيدية على الصغار يوم العيد، حيث يراها البعض مناسبة للتعبير عن قدر ومشاعر المحبة والتواصل والبرّ بالوالدين وما بين الزوجين، والأخوة، وإدخال الفرح والسرور عليهم وتهنئتهم بالعيد السعيد, وكذلك تجديد الصلة بالأقٌارب والجيران والأصدقاء، ومشاركتهم فرحة العيد.