بحث الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الثلاثاء “الخطوات اللازمة” التي تسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي عربيا، وذلك في أول زيارة سعودية لسوريا منذ 12 عاما.
وناقش الأسد مع ابن فرحان خلال استقباله في قصر الشعب في دمشق “الجهود المبذولة للتوصل إلى حلٍ سياسي للأزمة السورية يحافظ على وحدة سوريا، وأمنها، واستقرارها، وهويتها العربية، وسلامة أراضيها، بما يحقق الخير لشعبها الشقيق”.
وبحث الجانبان “الخطوات اللازمة لتحقيق تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية تنهي كافة تداعياتها، وتحقق المصالحة الوطنية، وتسهم في عودة سوريا إلى محيطها العربي، واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي” بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية “واس”.
وأكد ابن فرحان للأسد “أهمية توفير البيئة المناسبة لوصول المساعدات لجميع المناطق في سوريا، وتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مناطقهم، وإنهاء معاناتهم، وتمكينهم من العودة بأمان إلى وطنهم، واتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها المساهمة في استقرار الأوضاع في كامل الأراضي السورية”.
الأسد أكد من جانبه أن “الأخوّة التي تجمع العرب تبقى الأعمق والأكثر تعبيراً عن الروابط بين الدول العربية، وأن العلاقات السليمة بين سوريا والمملكة هي الحالة الطبيعية التي يجب أن تكون”.
وقال، إن “هذه العلاقات لا تشكل مصلحة للبلدين فقط، وإنما تعكس مصلحة عربية وإقليمية أيضاً، حيث تنطلق من عمق تاريخي يعود إلى عقود طويلة بين البلدين” مشيراً إلى أن “السياسات المنفتحة والواقعية التي تنتهجها السعودية تصب لصالح الدول العربية والمنطقة”.
الأسد لفت النظر إلى أن “الدور العربي الأخوي ضروري في دعم الشعب السوري لتجاوز كافة تداعيات الحـرب على سوريا، واستقرار الأوضاع، وتحرير كامل الأراضي السورية”. واعتبر أن “التغيرات التي يشهدها العالم تجعل من التعاون العربي أكثر ضرورة في هذه المرحلة لاستثمار هذه التغيرات لمصلحة الشعب العربي في أقطاره المختلفة”.
وتعتبر زيارة وزير الخارجية السعودي إلى دمشق، الأولى كزيارة رسمية سعودية إلى سوريا منذ 12 عاماً.
وتأتي الزيارة بعد أيام من زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد السعودية، وبعد اجتماع لدول عربية لبحث عودة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
ونقل ابن فرحان للأسد تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما نقل الأسد تحياته للملك سلمان وللأمير محمد.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، إنّ الزيارة تأتي في إطار ما توليه السعودية من حرص واهتمام للتوصل الى حل سياسي للأزمة السورية ينهي كافة تداعياتها، ويحافظ على وحدة سوريا، وأمنها واستقرارها، وهويتها العربية، ويعيدها إلى محيطها العربي، بما يحقق الخير لشعبها.