هلا نيوز
في خطوة غير مسبوقة تمامًا، فتحت إدارة السجن في فرنسا أبوابها على مصراعيها أمام باحثين فرنسيين للغوص في بروفايلات 350 من السجناء المتهمين والمدانين لارتكابهم أعمالا إرهابية وجهادية، حيث أمضيا عامًا في غربلة ملفات ملفاتهم.
وأضافت الصحيفة أن الباحثين توصلا إلى أن غالبية هؤلاء الجهاديين يأتون من المدن الكبيرة، حيث يتوافق الوجود الجهادي مع الكثافة السكانية الوطنية، وجزء كبير منهم من أصول مهاجرة.. ويعد هؤلاء الجهاديون فرنسيين بنسبة كبيرة تفوق الثمانين في المئة، وليسوا بأي حال من الأحوال مرتبطين مباشرة بتدفقات الهجرة للأزمة السورية.
غالبيتهم تغلب عليهم “الهشاشة المالية” وضعف “رأس المال التعليمي”.. حوالي 54 في المئة منهم يأتون من عائلات ذات موارد أقل من الحد الأدنى للأجور. وثلثهم لديه مستوى أقل من البكالوريا أو ما يعادله، 23 في المئة منهم فقط لديهم مستوى تعليمي مكافئ أو أعلى من البكالوريا + 2. وغالبيتهم في الثلاثينيات من أعمارهم، وفق الباحثين.
وتتابع “لوفيغارو”، وفق ما خلص إليه الباحثان، موضحة أن 8 في المئة فقط من هؤلاء السجناء الذين شملتهم الدراسة تم تشخيصهم باضطرابات نفسية، فيما يعاني 16 في المئة منهم من ضعف نفسي متوسط أو قوي. ويقارن الباحثان هذه الأرقام بالإرادة التي يبديها تنظيم ”الدولة” لاستبعاد “مرشحين غير موثوقين” عن صفوفه.
بشكل عام – توضح الصحيفة- كان للجهاديين المسجونين في فرنسا مسار مستقر إلى حد ما على المستوى الشخصي.. ويبدو أن 52 في المئة منهم كانوا يعيشون في بيئة أسرية مستقرة أو مستقرة جدًا. ومن هنا، تشير الدراسة إلى أن معادلة “عدم الاستقرار المحلي بالإضافة إلى انفجار وحدة الأسرة يساوي الالتزام الراديكالي” لا يبدو أنها صحيحة. فقد ترعرع ربع العينة فقط في بيئة أسرية تعتبرها المؤسسات مختلة.
علاوة على ذلك، يتمتع 49 في المئة منهم بعلاقة حب مستقرة أو مستقرة إلى حد ما، وفقاً للباحثين أصحاب الدراسة، اللذين اعتبرا أن الاستقرار العاطفي يعمل كمشجع للنشاط، ومشيرين إلى أن 56 في المئة من المغادرين لسوريا وتنظيم “الدولة” متزوجون مقابل 29 في المئة غير متزوجين و15 في المئة منفصلون.
باختصار – يوضح الباحثان- كلما كان الأفراد أكثر استقرارًا في حياتهم العاطفية، زاد اقتناعهم وكانوا أكثر تنظيمًا.
والغالبية العظمى من الأفراد المسجونين بتهمة الإرهاب (72 في المئة) لم يعرفوا السجن من قبل، الأمر الذي “يقطع فكرة التطرف الذي يمكن أن يحدث في الحبس، وفق الباحثين، موضحين في الوقت نفسه أنه مع ذلك لا يعني الأمر أنهم كانوا جميعًا نماذج للفضيلة قبل تطرفهم: 39 في المئة سبق لهم ارتكاب أعمال منحرفة، و28 في المئة منهم أدمنوا المخدرات، و57 في المئة لديهم فقط ممارسة نسبية لدينهم.
على عكس بعض الأفكار التي تم تلقيها، لا يشعر الجهاديون بالضرورة بأنهم ضحايا تجاه فرنسا: 41 في المئة من المعنيين يقولون إنهم لم يشعروا أبدًا بأي شكل من أشكال الوصم، بينما يبدو هذا الشعور منخفضا بنسبة 12 في المئة منهم ومتوسطا بالنسبة لـ21 في المئة وقويا لـ25 في المئة منهم.
ويرى الباحثان الأكاديميان أنه إذا كانت مسيرة الجهاد في العمل الجهادي قصيرة مقارنة بالناشطين السياسيين الآخرين، فمن الخطأ الاعتقاد بأن التطرف صريح. وتشير الدراسة إلى أن 71 في المئة الناس سلطوا الضوء على أهمية التردد على الشبكات الاجتماعية أو التشاور الفردي على الإنترنت للمحتوى الجهادي، لكن التطرف هو أساسًا جزء من الوقت الطويل، كما يستنتج الأكاديميان.