منوعات – هلا نيوز
دعا عمدة فلورنسا الإيطالية مدرسة أميركية إلى مدينته لمنحها جائزة وتكريمها عقب إقالتها من عملها كمدرسة للفنون بعد أن عرضت على الأطفال أعمال للفنان العالمي، مايكل أنجلو، والتي اعتبرها أهالي التلاميذ مواد إباحية ما كان ينبغي عرضها أمامهم/
واعتبر العمدة، داريو نارديلا، إن إجبار المعلمة، هوب كاراسكولا، على الاستقالة من عملها في مدرسة تالاهاسي الكلاسيكية في ولاية فلوريدا الأميركية هو “ببساطة أمر مثير للسخرية”، مضيفا: “الفن حضارة ومن يعلمه يستحق الاحترام”.
وكان بعض الأهالي قد أعربوا عن استيائهم الشديد بعد أن عرضت كاراسكولا على أبنائهم الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و 12 عاما، صور لتمثال داود وجدارية “خلق آدم” وغير من الأعمال التي اعتبرت من قبل المعترضين أعمالا إباحية، وفقا لصحيفة “التايمز” البريطانية.
وتتبع مدرسة تالاهاسي لكلية هيلزديل، وهي مؤسسة مسيحية محافظة خاصة، ويقع مقرها في ميشيغان.
وتهدف المدرسة بحسب القائمين عليها إلى “تدريب العقول وتحسين قلوب الشباب من خلال تعليم كلاسيكي غني بالمحتوى في الفنون والعلوم الليبرالية، مع تعليم مبادئ الأخلاق والفضيلة المدنية”.
من جانبها قالت سيسيلي هولبرغ، مديرة معرض “أكاديميا”، الذي يضم تمثال داود، إنه لا ينبغي الخلط بين العري والمواد الإباحية.
وتابعت: “التمثال هو عمل فني بامتياز ورصين .. ويجب أن يكون لدى المرء خيال مشوه حتى يربطه بالإباحية”.
وشددت على أن الأعمال الفنية التي تعود إلى القرن السادس عشر كانت تعبيرًا رئيسيًا عن الثقافة الأوروبية وعصر النهضة، وأنها إحدى ركائز برنامج الثقافة الكلاسيكية في مدرسة تالاهاسي.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من منحوتات ورسومات مايكل أنجلو قد أثارت الجدل منذ إنشائها، إذ اعتبر رئيس الاحتفالات البابوية، بياجيو دا تشيزينا، أن لوحاته أكثر ملاءمة للحمامات العامة أو الحانات من كنيسة سيستين في الفاتيكان.
وتابع: “إنه لأمر مخزٍ، فما كان ينبغي تصوير كل تلك الشخصيات العارية في مكان مقدس”.
وبعد وفاة مايكل أنجلو، تم التعاقد مع الفنان، دانييلي دا فولتيرا، لستر بعض الأماكن الحساسة في جدارية “يوم الحساب” التي تغطي كامل جدار هيكل كنيسة سيستين، وذلك عن طريق إضافة أوراق التين و المآزر للشخصيات العارية.
ويبدو أن تلك الأعمال لا تثير الإحراج في فلوريدا فقط، فقد تميز الجناح الإيطالي في إكسبو 2020 دبي بنسخة طبق الأصل من تمثال داود، حيث تم إخفاء الأجزاء السفلية منه خلف حواجز حجرية وكان متاحا للعرض بشكل كامل أمام ضيوف مختارين.