انقسام جديد أضيف إلى مجموعة الأزمات التي لا تنتهي في لبنان.
فتأجيل اعتماد “التوقيت الصيفي” فجر موجة جديدة من الجدل الطائفي بين اللبنانيين الغارقين أصلا بأسوأ أزمة اقتصادية ومعيشية في تاريخ البلاد وسط انسداد الأفق السياسي بفعل الفراغ الرئاسي وحكومة شبه مشلولة بسبب التجاذبات التي تعصف بها.
بدأت الأزمة عندما قرر نجيب ميقاتي رئيس حكومة الأعمال، بالتشاور مع نبيه بري رئيس البرلمان تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي حتى 20 أبريل مراعاة للصائمين في شهر رمضان، وهي خطوة تحصل للمرة الأولى في لبنان.
وأثار القرار جدلا واسعا في لبنان، فقد أعلنت قوى سياسية مسيحية والبطريركية المارونية رفضها للقرار، كما أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط الناقل الوطني للبنان تعديل مواعيد إقلاع الرحلات المغادرة من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت.
واتخذ القرار منحى طائفيا، وأثار تعليقات ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وطلبت شركتا “ألفا” و”إم تي سي” للاتصالات من المشتركين ضبط إعدادات الساعة في هواتفهم يدويا لتجنب تغير الوقت تلقائيا، ورفضت مؤسسات عدة تنفيذ القرار على غرار بعض محطات التلفزيون.
من جهة أخرى، أعلن كل من التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، وهما من أبرز الأحزاب المسيحية، اعتراضهما على القرار الذي اتخذته حكومة تصريف الأعمال اللبنانية برئاسة نجيب ميقاتي.
وانتشر مقطع فيديو لرئيس التيار جبران باسيل يقول فيه “نحن منمشي على وقت المتطورين المتمدنين مش على وقت المتخلفين والرجعيين”، فيما كتب على “تويتر” إنه لا يجوز السكوت عن القرار، ويجب التفكير في الطعن فيه أو عصيانه.
من جانبه، دعا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى التراجع عن القرار، واعتبر أن قرار تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي سيعرقل كثيرا من الأعمال، ولا سيما على مستوى حركة الطيران والشركات العالمية.