تفاعلاتٌ حادّة على المُستوى الإعلامي في الأردن وحصرًا على مستوى “العائلة المالكة” هذه المرّة بسبب “تزامن” الخارطة التي نشرها وزير المالية الإسرائيلي يتسئيل سيموترتش مع ذكرى حرب معركة الكرامة التي انتصر فيها الجيش الأردني على جيش الاحتلال الإسرائيلي برفقة “المقاومة الفلسطينية”.
وبرزت في السياق تصريحات للأمير وعم الملك الأمير الحسن بن طلال وتغريدة مثيرة لولي العهد الأردني الأمير حسين بن عبدالله أعبقهما تصريحات “حادة ونارية” وغير مسبوقة وعلنية في وصف “الاحتلال بالشّر الأعظم” لوزير الخارجية أيمن الصفدي.
وقال مراقبون إن الأمير حسن بن طلال رد صراحة بتصريح إذاعي له على الوزير الإسرائيلي معتبرا أن تصريحات الأخير “اختراقٌ للنواميس والخُلق”.
وقال الأمير الحسن إنه يحق للخارجية الأردنية إدانة اختراق النواميس الدولية المحصنة في آلاف قرارات الأمم المتحدة، وفي الاتفاقية المبرمة بين الأردن واسرائيل معتبرا أن معركة الكرامة حدث لأنها اوقفتنا على أرجلنا في هذه الأرض الطيبة بعد ما حل بنا نتيجة للسياسات الارتجالية في العالم العربي، وهي بطولة ومقاومة.
بدورها لفتت “تغريدة” لولي العهد الشاب الأمير حسين بن عبدالله بمناسبة ذكرى الكرامة وعيد الأم أنظار المراقبين السياسيين والإعلاميين بسبب ما تضمّنتها من إيحاءات “قتالية” ودلالات عسكرية.
وقال الأمير الهاشمي بتغريدته: “في هذا الوطن، للكرامة أم… أنجبت أسوداً ما هابوا المنيّة. أم علّمت أبناءها الصمود فصمدوا، وحمّلت أبناءها البندقية فقاتلوا، وأعدّتهم للشهادة فانتصروا في هذا الوطن، الأم مدرسة صمود؛ ولّادة أحرار! فهنيئاً لنا جميعا.
وكان وزير الخارجية أيمن الصفدي قد وضع شرطا ضمنيا في مؤتمر صحفي ظهر الثلاثاء أمام حكومة بنيامين نتنياهو قوامه إصدار موقف علني وواضح و”غير ضبابي” ضد تصريحات وزير المالية الإسرائيلي في فرنسا سيموترتش.
وشدّد الصفدي على أن الحكومة الاسرائيلية عليها الإعلان بشكل واضح أن تصريحات وتصرّفات وزيرها سموتريتش لا تمثلها مشيرا لأنّه تلقّى اتصالات من مسئولين إسرائيليين لكن بلاده “لن تقبل أي ضبابية”.
ووصف الصفدي التصريحات العنصرية الاستفزازية التي أطلقها وزير المالية في الحكومة الإسرائيلية وعلى خريطة مزعومة لإسرائيل تضم الأردن وفلسطين تعكس فكرا إقصائيا متطرفا وقال “لن تنال منّا ولا من حقوق الشعب الفلسطيني”ـ داعيا الحكومة الإسرائيلية إلى الإعلان بشكل واضح أن حديث وزير المالية لا يمثلها.
وأشار إلى أن الأردن مستمر في اتخاذ الخطوات التي تلزم وتعبر عن موقفه الرافض لتصريحات وزير المالية الإسرائيلي المتطرفة، وسنتخذ الإجراءات اللازمة في حال تصاعد الاستفزازات وإيصال الموقف الأردني بشكل واضح.
وأكّد وزير الخارجية الأردني أن الاحتلال الإسرائيلي هو أساس الشر والمنطقة لن تنعم بالاستقرار إلا إذا انتهى الاحتلال، مشددا على أن قتل حل الدولتين سيكرس الفصل العنصري وسيدفع إلى مزيد من التوتر وتفجر الصراع.
ودعا الصفدي، إلى توفير الحماية للشعب الفلسطيني من الفكر الإسرائيلي المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، وبالأخص مع اقتراب حلول شهر رمضان.
وشدّد على أن “حق الشعب الفلسطيني في الوجود لا تلغيه تصريحات متطرفة يقف العالم في وجهها”.