يوجد جسرٌ يصل بين الأهداف السياسيةِ والعسكرية للدولة، وذلك حسب نظرية «كولن جراي « Colin S. Gray) )، حيث يتضمن هذا الجسرُ مجموعةً من الأفكارِ، والتكتيكاتِ، وفنّ العملياتِ والمذاهب، والتي أيضاً تقومُ بتوجيه الاستراتيجية الذي يَصفُها المؤلف والاستراتيجي الانجليزي «ليدل هارت « بأنها فنٌّ وعَمَل، فهناك حاجةٌ إلى النباهةِ العسكريةِ/ العبقرية العسكرية حسبما سمّاها الجنرال والمؤرخ الحربي البروسي «كلاوزفيتز «، هذه العبقرية العسكرية السياسية التي تتميز بها العائلة الملكية الهاشمية، وتحرص على الاستثمار فيها باعتبارها مَلَكَةً إبداعية فريدة لدى أبنائها وبناتها، مثل صاحبة السمو الملكي الأميرة سلمى بنت عبد الله الثاني ابن الحسين، التي حققت نجاحاتٍ متميزةً في المجال العسكري منذ صغرها، ففي عمر الثامنة عشرة استطاعت التخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية بالمملكة المتحدة
إنّ هذه الميول العسكرية وما يرافقها من انضباطٍ واتزانٍ تجعلُ الأميرةَ سلمى تتميز في ظل التوجه إلى كل ما هو شكلي وسهل في عصرٍ رقمي باتَ الذكاءُ الاصطناعي فيه يتغلغل إلى كافة مناحي الحياة، في العلاقات الاجتماعية والاتصال وحتى أشكال الوظائف.. إذاً؛ أن تكونَ عسكرياً في هذا الوقت، يعني أنك قويٌ ومٌلهِم ومؤثر حقيقي بطريقة مُختلفة؛ ما يجعلها تصلني تلك القوة الداخلية لسموها والتي يحميها الله بطرقٍ نعرفها وأخرى لا نعرفها، إذ تعززها عائلتها المَلكية من ناحية، ويرعاها ملاكها الحارس ويوجهها بالأفكار الإيجابية من ناحيةٍ أخرى، إنه الدعم المَلَكي الملائكي
ثنائيات العقلانية والعاطفة
إنّ معايير (النوع الاجتماعي، وديناميكيات القوة، والتصورات الخاصة للأميرة ) جميعها ساهمت ولازالت تساهم في جعل الأميرة سلمى تحققُ نتائجَ ملموسة، خاصةً في ظل وجود استراتيجيات تمكنها من مواجهة التحدياتِ، وتَخطّيها.. هي خطواتٌ مدروسةٌ أساسُها عقلاني بحت، لكنها لا تخلو مما يمليه القلبُ بعاطفته وعَيْنه، مع التحيز نحو العِلم العسكري والمعرفة التي هي الأكثر حُباً. إذ توجدُ أسسٌ علميةٌ في بناء هذه الشخصية، وتوظيفٌ للخبراتِ والتجارب القيادية والعسكرية والإنسانية المحيطة من خلال الاستفادة منها
هذه الظواهرُ الشابة تُبدُعُ في الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية في ظل العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث تمضي قُدمُاً في طريق النجاح والتجربة ليسَ على المستوى الشخصي فحسب؛ بل تسير بانسجامٍ وتتشكل على مستوى الدول والمجتمع المحلي، تاركةً أثرها كفراشاتٍ لا تزول، مُحدِثةً التغييرَ والتأثير واسعِ النّطاق