دولي – هلا نيوز
أكد وزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارليس، الثلاثاء، أن اتفاقية شراء غواصات هجومية تعمل بالطاقة النووية من الولايات المتحدة “ضرورية لمواجهة أكبر حشد عسكري تقليدي في المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية”.
وذكر مسؤولون أستراليون أن تكلفة الاتفاقية ستبلغ نحو 245 مليار دولار، وستنفذ على مدار العقود الثلاثة المقبلة، وستخلق 20 ألف فرصة عمل، حسب أسوشيتد برس.
ويأتي الاتفاق في وقت تعزز فيه الصين قدراتها العسكرية بوتيرة سريعة.
وقال مارليس إنه بذل جهودا دبلوماسية مضنية لأشهر عدة قبل الإعلان عن الاتفاق الإثنين، وتضمن ذلك إجراء أكثر من 60 مكالمة هاتفية مع زعماء المنطقة والعالم.
وأضاف أن استراليا عرضت على الصين تزويدها بالمعلومات ذات الصلة حتى تكون على اطلاع على الأمر. وأفاد “عرضنا على الصين تقديم إحاطة، لكن ذلك لم يحدث”.
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي عما إذا كانت الصين رفضت الإحاطة أو ردت عليها، أجاب مارليس “لست على علم بهذا الرد”.
ومن دون ذكر الصين صراحة، قال مارليس إن بلاده بحاجة إلى الاستجابة للتعزيزات العسكرية التي يشهدها المحيط الهادئ. وقال “الفشل في القيام بذلك سيؤدي إلى إدانة التاريخ لنا”.
وقال مارليس إن حكومته تعتزم زيادة قدراتها العسكرية وإنفاق المزيد على قطاع الدفاع في المستقبل، مضيفا أن استراليا تريد أن تكون شفافة في هذا الشأن.
“مواجهة تستمر لسنوات”
واتهمت روسيا الثلاثاء الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا بتدبير “مواجهة تستمر لسنوات” في آسيا عبر إطلاقها تحالف أوكوس بشأن الغواصات النووية، حسب فرانس برس.
واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن “العالم الأنغلوساكسوني يبني تكتلات مثل اوكوس ويطور البنى التحتية لحلف شمال الأطلسي في آسيا ويراهن بجدية على مواجهة تستمر لسنوات طويلة”.
“طريق خطر”
ودانت الصين الثلاثاء ما اعتبرته “الطريق الخاطئ والخطر” الذي تسلكه الشراكة المبرمة بين الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا ضمن برنامج الغواصات الهادف الى مواجهة نفوذ بكين في المحيط الهادئ، وفق الوكالة الفرنسية.
ونددت بكين بمبادرة الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا هذه.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ وينبين في تصريح للصحافيين “يظهر البيان المشترك الأخير الصادر عن الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا أن هذه الدول الثلاث تسلك بشكل متزايد طريقا خاطئا وخطرا خدمة لمصالحها الجيوسياسية في ازدراء كامل لمخاوف المجتمع الدولي”.
وتنظر الصين باستياء خصوصا للتقارب الذي بدأ في السنوات الماضية في المنطقة بين سلطات تايوان والولايات المتحدة التي توفر للجزيرة منذ عقود دعما عسكريا في مواجهة بكين، حسب فرانس برس.
وتعتبر السلطة الشيوعية الجزيرة مقاطعة تابعة للصين لم تتمكن من إلحاقها ببقية الاراضي منذ انتهاء الحرب الاهلية الصينية (1949).
والأسبوع الماضي، اتهم الرئيس الصيني شي جينبينغ الولايات المتحدة بقيادة الجهود الغربية باتجاه “الاحتواء والتطويق والكبت الكامل للصين”.
لكن واشنطن تشير إلى أن بكين تثير مخاوف بلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ عبر تهديداتها بغزو تايوان التي تتمتع بحكم ديموقراطي، إضافة إلى تشديدها على التهديد الذي تمثله كوريا الشمالية المسلحة نوويا، حسب فرانس برس.
طبيعة الغواصات
وهذه الشراكة التي أبرمت، الإثنين، والمعروفة باسم تحالف أوكوس (AUKUS) ستؤدي الى استبدال استراليا اسطولها من الغواصات التي تعمل بالديزل بجيل جديد من الغواصات التي تعمل بالدفع النووي.
سيحصل هذا الاستبدال أولاً عن طريق شراء غواصات أميركية ثم صنع نوع جديد من الغواصات على الاراضي الأسترالية بتصميم مشترك بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا.
ويهدف برنامج الغواصات الهجومية هذا إلى المحافظة على ميزان القوى القائم منذ عقود في منطقة المحيط الهادئ، وفق فرانس برس.
“ليست مسلحة نوويا”
فقد أعلن زعماء الولايات المتحدة، وأستراليا، والمملكة المتحدة، الإثنين، عن شراء الحكومة الاسترالية لغواصات أميركية هجومية تعمل بالطاقة النووية من أجل تحديث أسطولها وسط قلق متزايد من نفوذ الصين بالمحيطين الهندي والهادئ، وفق أسوشيتد برس.
وتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى سان دييغو للقاء رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك.
وأشاد القادة بالشراكة النووية التي بدأت قبل 18 شهرا، ويشار إليها بالاسم المختصر (أوكوس).
هذه الشراكة، التي أعلنت عام 2021، ستجعل أستراليا قادرة على امتلاك غواصات تعمل بالطاقة النووية، والتي تعتبر أكثر قدرة على التخفي وأفضل من الغواصات التي تعمل بالطاقة التقليدية. ويهدف ذلك لخلق موازنة مع التطور العسكري الصيني.
وشدد بايدن، الذي بدا حساسا بشأن التوترات مع الصين وانتقادها للشراكة، على أن الغواصات “تعمل بالطاقة النووية، وليست مسلحة نوويا”.
من جهته قال ألبانيز: “الاتفاقية تمثل أكبر استثمار منفرد في تاريخ القدرات الدفاعية الأسترالية”. وأضاف: “كما أنها المرة الأولى منذ 65 عاما التي تقدم فيها الولايات المتحدة تقنية الدفع النووي الخاصة بها لدولة أخرى، ونشكرها على ذلك”.
أما سوناك فقد وصف أوكوس بأنها “أهم شراكة دفاعية متعددة الأطراف منذ أجيال”. وقال إن المملكة المتحدة ستدرب المهندسين الأستراليين وستمنحهم خبرتها الممتدة لستين عاما في إدارة أسطول غواصات “حتى يتمكنوا من بناء أسطولهم الخاص”.
وفي بيان مشترك قبل الإعلان الرسمي، قال القادة الثلاثة إن بلدانهم عملت على مدى عقود من أجل “الحفاظ على السلام والاستقرار والازدهار في جميع أنحاء العالم”، بما في ذلك منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وذكروا في البيان، الذي صدر قبل اجتماعهم في سان دييغو، “نؤمن بعالم يحمي الحريات ويحترم حقوق الإنسان وسيادة القانون واستقلال الدول والنظام الدولي القائم على القواعد”. وأضافوا “ستساعدنا الخطوات التي سنعلن عنها اليوم على تعزيز هذه الأهداف ذات المنفعة المتبادلة خلال العقود المقبلة”.