الثلاثاء ٧-٣-٢٠٢٣
هلا نيوز
قبل شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية في تركيا، أعلنت السعودية عن إيداع وديعة بقيمة 5 مليارات دولار لدى البنك المركزي التركي، مما أثار تساؤلات عن دوافع هذا الدعم بعد الاتجاه للاستثمار بدلا من الضخ المباشر.
ويأتي هذا الدعم المالي لتركيا على الرغم من أن السعودية أعلنت مؤخرا عن تغيير في نهجها المالي مع حلفائها، حيث تتحول الرياض للاستثمار بدلا من الدعم المباشر، بحسب رويترز.
في يناير الماضي، قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن المملكة تغير نهجها في طريقة تقديم المساعدات لحلفائها وتشجع دول المنطقة على إجراء إصلاحات اقتصادية.
وأردف الوزير السعودي في تصريحات على هامش مؤتمر دافوس: “اعتدنا تقديم منح ومساعدات مباشرة دون شروط، ونحن نغير ذلك. نعمل مع مؤسسات متعددة الأطراف لنقول بالفعل إننا بحاجة إلى رؤية إصلاحات”.
وقال المحلل السياسي السعودي، مبارك آل عاتي، إن هذه الوديعة جاءت بعد اقتناع الرياض “بأن جهود أنقرة في تنفيذ إصلاحات حقيقية باتت ملموسة على أرض الواقع”.
وأضاف ” أن “تركيا تتمتع بإمكانات نمو كبيرة تترافق مع تنفيذ العديد من الإصلاحات الهيكلية في الاقتصاد ساهمت في تحفيز نمو القطاع الخاص ورفع تنافسيته”.
وتابع آل عاتي: “تتمسك السعودية بمطالبها السيادية العادلة القائمة على ضمانة استفادة الدول من هذه الودائع وحمايتها من أي انحراف يمنع الاستفادة منها”.
وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس) إن رئيس مجلس إدارة الصندوق السعودي للتنمية وزير السياحة، أحمد بن عقيل الخطيب، وقع اتفاقية مع محافظ البنك المركزي التركي، شهاب قاوجي أوغلو، “بقيمة 5 مليارات دولار وديعة لصالح البنك المركزي التركي”.
وأكدت الوكالة “تأتي هذه الوديعة امتدادا للعلاقات التاريخية وأواصر التعاون الوثيقة التي تجمع المملكة العربية السعودية مع الجمهورية التركية وشعبها الشقيق”.
“إقراض بلا شروط”
وربط محللون الوديعة السعودية بالانتخابات الرئاسية في تركيا، لكن البعض الآخر تحدث بأن هذا الدعم يأتي امتدادا للودائع السعودية المماثلة لدى دول أخرى.
وبحسب شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية، فإن السعودية التي تقدم شريان حياة مالي لاقتصادات دول المنطقة المتعثرة، رفضت مؤخرا طلبات من باكستان ومصر وطالبتهما بإجراء إصلاحات معينة.
وأشارت الشبكة الأميركية إلى أن هذا الأمر قد لا ينطبق على تركيا.
وقال محلل الأسواق الناشئة بشركة إدارة الأصول “بلوباي”، تيموثي آش، إن “الإقراض السعودي لتركيا جاء بدون شروط وهو أمر مثير للاهتمام” عقب السياسة الجديدة للمملكة.
وقال آش لشبكة “سي إن بي سي”: “أعتقد أننا نعرف الآن هوية الشخص الذي يريده محمد بن سلمان الفوز في الانتخابات التركية”.
ولم يرد البنك المركزي التركي والصندوق السعودي للتنمية على الفور على طلبات “سي إن بي سي” للتعليق.